تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاء رجل للإمام أحمد وقال له: يا أبا عبد الله انظر في الأحاديث فإن فيها خطأ، فقال أحمد: عليك بأبي زكريا فإنه يعرف الخطأ.

قلت: في هذا الأثر جُملٌ من الفوائد:

1) حرص طلبة العلم على تصفية السنة من الخطأ والنقد، سواءً كان ذلك الخطأ في السند أو في المتن.

2) أن طالب العلم يسأل العالم المتخصص البارع في الفن الذي يريد السؤال عنه، فهذا السائل جاء للإمام أحمد ليبصره بالخطأ ولم يسئل أي أحد.

3) أن العالم المتبحر في العلوم قد يجهل بعض الفنون في العلم، وهذا ليس بغريب لأن العلم واسع، فهذا الإمام أحمد مع شدة عنايته بالسنة لم يجب على السائل بل أحاله إلى أبي زكريا.

4) أن العالم إن لم يعرف جواب المسألة، فلا يقل: لا أدري، ويسكت، بل يحيل السائل إلى من يستطيع إجابته.

5) اعتراف العالم بعلم العالم الآخر، وهذا من صدق التقوى في العلم، ولا يعترف بالفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.

فائدة: أبو زكريا المذكور هو (يحيى بن معين) وكان الإمام أحمد يكنيه تبجيلاً له وتكريماً.

...................................

مجد الدين بن تيمية سُئل عن مسألة، فقال: الجواب عنها من ستين وجهاً: الأول، والثاني، وعدها كلها.

قلت: وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على قوة الحافظة، وسرعة الاستحضار، وهاتان الصفتان من المنن الربانية، وياليتنا نسمع من يستحضر في المسائل قولان بالأدلة، في زمننا هذا، رحم الله السلف وألهم الخلف.

...........

قال أبو إسحاق الشيرازي: العلم الذي لا ينتفع به صاحبه، أن يكون الرجل عالماً ولا يكون عاملاً.

قلت: وقلّ أن نرى العالم العامل، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة.

....................

قال أبو محمد التميمي: يقبح بكم أن تستفيدوا منا، ثم تذكرونا، فلا تترجموا علينا.

قلت: فمن حق العلماء الترحم عليهم بعد موتهم، فالتزم ذلك ياطالب العلم.

. . . .. .. . . . . .. . . . .

قال أبو إسحاق الشيرازي: كنت أعيد كل درس ألف مرة، فإذا كان في المسألة بيت يُستشهد به حفظت القصيدة التي فيها البيت.

قلت: وذلك من علو الهمة في الطلب، وبالتكرار يثبت العلم.

.................................

كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه.

قلت: فهذه أوقاتهم، علم، حتى في الطريق، لئلا يفوت الزمان، فأين هذا ممن أضاع أيامه في اللهو، ويزعم أنه طالب علم.

.......................................

قال بشر بن الحارث: أدّوا زكاة الحديث، اعملوا من كل مائتين حديث بخمسة أحاديث.

قلت: وهذا يبين لنا أن زكاة العلم تكون بالعمل به، ولا ننسى أيضاً أن من زكاة العلم تبليغه للناس، ومن بخل بعلمه ولم يعلمه للناس ابتلي بثلاث كما قال سفيان: (1) ينساه ولا يحفظه. (2) يموت ولا ينتفع به (3) أو تذهب كتبه.

.........................................

قال أبو نعيم: ضمنتُ لك أن كل من لا يرجع إلى كتاب لا يؤمن عليه الزلل.

قلت: ولذلك ينبغي للعالم مُراجعة الكتاب والنظر فيه، والتثبت من العلم ليرسخ ويثبت، ولأن العلم يُنسى، وبالنظر للكتاب يثبت العلم.

............................................

قال الخطيب البغدادي: يجب على المحدث الرجوع عما رواه إذا تبين أنه أخطأ فيه، فإذا لم يفعل كان آثماً.

قلت: وقليل من يكون عنده خُلُق الرجوع عن الخطأ، وذلك لأن النفس تحب الظهور، والاعتراف بالخطأ والرجوع عنه ثقيل على النفس التي تحب الظهور، ولكن من كان علمه لله سهل عليه الرجوع، ووالله إن الرجوع عن الخطأ يرفع العبد و لا يضعه.

قال أبو نظرة: كان الصحابة إذا اجتمعوا تذاكروا العلم وقرأوا سورة.

قلت: فهذا هديهم، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فينبغي لنا أن نقتدي بهم، فتكون مجالسنا مجالس علم وفائدة.

..............................................

قال ابن مهدي: لا يكون إماماً من يحدث عن كل أحد.

قلت: فينبغي انتقاء المتحدث الذي يؤخذ منه الحديث، فليس كل متحدث صادق في حديثه.

محبكم في الله: أبو جهاد سلطان العمري

منقول

ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 08:36 م]ـ

موضوع يكتب بماء الذهب

ـ[ابو حمدان]ــــــــ[02 - 01 - 09, 04:09 م]ـ

احسنت اخي الفاضل بوركت وبورك قلمك.

ـ[محمد عثمان]ــــــــ[03 - 01 - 09, 01:41 م]ـ

جزاك الله خيرا

موضوع ممتاز

ـ[أبو روميساء]ــــــــ[06 - 01 - 09, 07:05 م]ـ

جزيت الجنة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير