تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نهر التوبة النّصوح، ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها، ونهر المصائب العظيمة المكفّرة.

فإذا أراد الله بعبده خيرا أدخله أحد هذه الأنهار الثلاثة فورد القيامة طيبا طاهرا فلم يحتج إلى التطهير الرابع "اهـ.

وقال ابن تيمية رحمه الله وهو يحقّق تحقيقا ماتعا القاعدة في التعامل مع المخالف، ويبيّن وجوب التفريق بين ما يسطّره وبين شخصه:

" فيجب بيان الخطأ المسطور وردّه أمّا الشخص:

- فقد يكون صادقا في خدمة الدين ولا يتعمد الكذب.

- وقد يجتهد ويكون ما قاله هو مبلغ علمه أو مقلدا.

- ملاحظة ما مات عليه فقد يكون قد تاب.

- ملاحظة الجهود المبذولة في نصرة الحقّ. "اهـ

وقال ابن القيّم في "مفتاح دار السّعادة" (1/ 176):

" من قواعد الشرع والحكمة أيضا أنّ من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر، فإنّه يحتمل له مالا يحتمل لغيره، ويعفي عنه مالا يعفي عن غيره، فإنّ المعصية خبث والماء إذا بلغ قلّتين لم يحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحمل أدنى خبث، ومن هذا قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعمر: ((وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اِعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)).

الشّاهد – معاشر الإخوة الكرام – أنّه يحرم تتبّع عثرات العلماء، والتنقيب عن أخطائهم، والتّشهير بهم، والحطّ من مرتبتهم، فإنّه نقص كبير وشرّ مستطير.

روى أبو داود عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ)).

ومن محاسن ما ذكره العلماء، ما رواه البيهقيّ في " شعب الإيمان " أنّ سفيان بن حسين رحمه الله قال: ذكرت رجلا بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوت الرّوم؟! قلت: لا، قال: أغزوت السّند والهند والتّرك؟ قلت: لا، قال: سَلِم منك الرّوم والهند والسند والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! فلم أعُد بعدها أبدا.

وقال ابن المبارك: المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يتتبّع الزّلاّت.

وقال آخر: المؤمن يستر وينصح، والمنافق يهتِك ويفضح.

وسبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:10 م]ـ

قال بعض السلف رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم و زالت تلك العيوب, و رأيت أقواما لم تكن لهم عيوب اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير