تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكم جرت هذه المكيدة من قارعة في الديار؛ بتشويه وجه الحق، والوقوف في سبيله، وضرب للدعوة من حدثاء الأسنان في عظماء الرجال باحتقارهم وازدرائهم، والاستخفاف بهم وبعلومهم، وإطفاء مواهبهم، وإثارة الشحناء، والبغضاء بينهم.

ثم هضم لحقوق المسلمين: في دينهم، وعرضهم.

وتحجيم لانتشار الدعوة بينهم، بل صناعة توابيت تقبر فيها أنفاس الدعاة ونفائس دعوتهم؟؟

انظر: كيف يتهافتون على إطفاء نورها، فالله حسبهم، وهو حسيبهم)

ولا أجملَ من أن تنتقل من كبير إلى أكبر ومن عالم إلى أعلم ومن همام إلى شيخ الاسلام .. !

قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم؛ فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وهذه الآية نزلت بسبب بغضهم للكفار وهو بغض مأمور به فإذا كان البغض الذي أمر الله به قد نهى صاحبه أن يظلم من أبغضه فكيف في بغض مسلم بتأويل وشبهة أو بهوى نفس فهو أحق أن لا يظلم بل يعدل عليه).

وقال أيضاً -رحمه الله من إمام-: (فدين المسلمين مبني على اتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة فهذه الثلاثة هي أصول معصومة وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه و سلم وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون علي ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون).

وقال أيضاً مقرراً تقريراً مبهراً كعادته: (والواجب على كل مسلم أن يكون حبه وبغضه، وموالاته ومعاداته؛ تابعًا لأمر الله ورسوله. فيحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويُوالي من يُوالي الله ورسوله، ويُعادي من يُعادي الله ورسوله، ومن كان فيه ما يُوالى عليه من حسنات وما يُعادى عليه من سيئات عومل بموجب ذلك، كفساق أهل الملة؛ إذ هم مستحقون للثواب والعقاب، والموالاة والمعاداة، والحب والبغض؛ بحسب ما فيهم من البر والفجور، فإن {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه - وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف الخوارج والمعتزلة، وبخلاف المرجئة و الجهمية؛ فإن أولئك يميلون إلى جانب، وهؤلاء إلى جانب، وأهل السنة والجماعة وسط).

لذلك أخذت على نفسي -المسكينة التي أوجه لها الكلام هذا قبل أي أحد- عهداً وهي كلمة للإمام ابن حزم: (واحذر كل من لا ينصف وكل من لا يفهم، ولا تكلم إلا من ترجو إنصافه وفهمه، وأنفق الزمان الذي يمضي ضياعا في مكالمة من لا يفهم ولا ينصف فيما هو أعود عليك تعش غانما للفضائل سالما من المغالط وهذا حظان جليلان جدا. واجعل بدل كلامه حمد الله عز وجل على السلامة من مثل حاله، ولا تتكلم إلا في إبانة حق أو استبانته)

ورحم الله الشاعر حيث قال:

وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ

فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ

ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ!

فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ.

هذا وفي الختام ما كان مني إلا أن بحثت عن الخرز فوجدتها درراً وجماناً فقطفتها ونظمتها في عقد متسلسل فكان عقداً براقاً لا لحذاقة الجامع إنما لمتانة وجودة وأصالة هذه البضائع لا كالبضائع الكاسدة بل يكفيك أخذ الناس لها على مر الأزمان مع موت أهلها فما هذا إلا ظننا والله حسيبهم بإصابتهم للحق فدين الله تام ورضي الله عنه لا كغيرهم ممن دفن كلامهم وطوي ولم يعرف أصله من فصله .. فهؤلاء أئمتنا وهم تاج على رؤوسنا رزقنا الله برهم وحبهم والتزام نهجهم.

سطره بيمين صادقة وشفقة خالصة

الفقير إلى عفو ربه ورحمته ومنه وعطائه وجوده وفضله:

أبو الحسن الرفاتي

عمان-الأردن

ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 01:34 م]ـ

بارك الله فيك أخي .. أنا ما قهرني إلا مثل هذه العينه المسكينه التي استشرفها الشيطان وزين لها سوء عملها .. حين كنت أتحدث عن الشيخ ابن جبرين رحمه الله أثناء حياته أن له رأي حول مسألة ما يخالف بها أكثر أهل العلم في زمانه .. ذاكراً تلك المسألة من باب بحث الحق ومعرفة ماذا استند عليه الشيخ ابن جبرين رحمه الله في المسألة ... فقفز في وجهي هذا الغلام وللأسف ليس غلام بل خريج كل شرعية قائلاً بشراسة هذا ابن جبرين يخالف العلماء في كثيراً من المسائل وأخذ يعدد كذا وكذا .. فضحت في وجهه وقلت له بعد كلام طويل احترم نفسك. وعند وفاته لم يكلف نفسه بالصلاة عليه مع المسلمين التي احتشدت للصلاة على عالم من علماء الأمة وإمام في عصره نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير