(نصيحة مشفقِ ومجرّب) من مبتدئ في العلم إلى أخيه ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المفقّه من شاء من خلقه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد صاحب الرسالة والأمانة والمجاهد في سبيله حق الجهاد أما بعد ..
فإن الإنسان لينشرح صدرُه , ويطمئنُّ قلبه , إذا رأى طلاب العلم في حلقات العلم , فهُم قد تركوا لذّة النوم وهجروا الفراش , في وقت يهجع الناس فيه , وتركوا سائر الملذّات , وآثروا أمراً يرجون به النجاة في الدنيا والبرزخ والآخرة.
وقد مدح الله حامِلي العلم فقال: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ} (فاطر)
وأيضاً قد قرن سبحانه الملائكة وأولي العلم في الإشهاد على توحيده فقال: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} (آل عمران)
وقد جاء في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقه في الدين "
وقد قال بعض الشُرّاح كابن حجر وغيرهم في معنى الحديث:
أن من لم يتفقه في دين الله تعالى ما أراد الله به خيراً .. !
يا طالب العلم إن من ألزم وأوجب الواجبات على الطالب أن يحسّن نيته في أول طريق طلبه وإن عازه الأمر فليجاهد نفسه حتى يصل إلى مبتغاه فهذا الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول:
(ما عالجت شيئاً أشدُّ عليّ من نيتي) [تذكرة السامع والمتكلم ص68]
وهذا أمير المؤمنين في الحديث أبو الحسن علي بن عمر
الدار قطني يقول رحمه الله: (طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله) [تذكرة السامع والمتكلم ص47]
ويفسر بعضهم هذه المقالة: بأن طالب العلم قد يكون له في أول الطريق حظٌ من الدنيا في طلبه للعلم وذلك بالسعي لتصدر منصب أو حب شهرة أو غير ذلك من الأغراض الدنيوية .. ولكنه إذا طرق العلم وأوغل فيه زاده هذا التمعن تبصرةً في أمر دينه ورجوعاً إلى جادة الصواب وطريق من سلف من العلماء والمَعْصُومُ من عَصَمَهُ اللهُ.
ثم بعد هذا أيها المبارك إن كل عاقل إذا علِم ما للشئ من عظيم فضلٍ وجزيل مكانةٍ فإن نفسه تطمع في أن تتشبث بهذا الشئ , وهكذا الحال فيمن نوّر الله تعالى بصائرهم إلى طريق الهدى والعلم فإن نفوسهم تطمع في العلم وفضله وفضل أهله فإذا وطئ المرء عتبة العلم أَنِفَتْ نفسه إن كانت من النفوس الكبار وذات الهمة العالية أن ترتد عن هذا الطريق , وقد جاء في النصوص
ما يدل على هذا الأمر وعليه فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
( .. ولهذا مضت السنة بأن الشروع في العلم والجهاد لازم , كالشروع في الحج , يعني: أن ما حفظه من علم الدين وعلم الجهاد ,ليس له إضاعته , لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرءآن ثم نسيه , لقيَ الله وهو أجذم "رواه أبو داود , وقال: "عُرِضَت عليّ أعمال أمتي –حسنها وسيئها- فرأيت في مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله ءآيةً من القرءآن ثم ينام عنها حتى ينساها" , وقال: "من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا"رواه مسلم. .. )
ثم أيها المبارك لا تكتف بالعلم فقط بل لاتظن أن العلم وحده موصل إلى أعلى الدرجات بل قد يكون سبباً إلى أسفل الدركات ولهذا فقد أخرج الخطيب البغدادي بسنده عن عطاء قال: (كان فتىً يتخالف إلى عائشة رضي الله عنها –يتفقه منها ويأخذ العلم عن يديها-فجاءها يوماً فقالت له "يابني هل عملت بما علمت بعد!؟ " فقال: لا والله يا أمّة.
فقالت "فبمَ تستكثر من حجج الله علي وعليك "
وتعلم أيها المبارك أن أول من تُسعّرُ بهم النار يوم القيامة " .. رجل تعلم العلم ليقال عالم .. " فليس العلم وحده كافٍ في نيل رضى الله تعالى بل لا بد لزاماً من العمل ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:31 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالهادي الحربي]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:23 م]ـ
أحسن الله إليك
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك
فطالب العلم لا يمل من النصيحة وإن كثرت فبها يحسن قصده وعمله ويخلص في نيته فالنية تتقلب وهو يكابدها حتى تستقر على ما يرضي الله عزوجل
ـ[إبراهيم المحيميد]ــــــــ[09 - 11 - 10, 01:15 ص]ـ
مقال باذن الله مبارك من رجل باذن الله مبارك
جزيت خيرا وزوجت بكرا
ـ[صيته بنت خالد]ــــــــ[10 - 11 - 10, 12:55 ص]ـ
عن عطاء قال: (كان فتىً يتخالف إلى عائشة رضي الله عنها –يتفقه منها ويأخذ العلم عن يديها-فجاءها يوماً فقالت له "يابني هل عملت بما علمت بعد!؟ " فقال: لا والله يا أمّة.
فقالت "فبمَ تستكثر من حجج الله علي وعليك "
اللهم سلم سلم ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[10 - 11 - 10, 11:39 ص]ـ
أحسن الله إليك
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك
فطالب العلم لا يمل من النصيحة وإن كثرت فبها يحسن قصده وعمله ويخلص في نيته فالنية تتقلب وهو يكابدها حتى تستقر على ما يرضي الله عزوجل
وفيك بارك أخي عبد الهادي ..
وقلّي بربك إن لم يقبل طالب العلم النصيحة فسلّم على من دونه ..
أحسنت وبارك الله فيك ..
¥