تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقيل للمأمون: ما ألذ الأشياء؟ قال: التنزه في عقول الرجال".اهـ -يعني قراءة الكتب-.

وقال بعض الوزراء: "يا غلام ائتني بأنس الخلوة, ومجمع السلوة", فظن جلساؤه أنه يستدعي شراباً, فأتاه بسفط فيه كتب!

وقال شيخنا أبو بصير الطرطوسي حفظه الله: " غزارة المطالعة والاطلاع .. بحيث تقرأ ـ فيما ينفعك في دينك ودنياك ـ في اليوم الواحد مالا يقل عن خمس ساعات".اهـ[مذكرة في طلب العلم ص59].

هذه بعض الوصايا سقتها على عجالة, مع أن الموضوع يحتاج إلى كتاب لا إلى فتوى مقتضبة أو مقالة, وما هي إلا قطرة من مطرة, وغيض من فيض ..

ويطيب لي في ذيل هذه الوصايا أن أسوق لك نتفاً يسيرة تبين لك حال أهل العلم مع القراءة ومطالعة الكتب, لأشحذ بذلك همتك, وأقوي عزيمتك, فلا تكل ولا تمل ..

فهذا الإمام المزني رحمه الله قرأ كتاب الرسالة في أصول الفقه للشافعي, خمسين مرة. [انظر: مقدمة محقق الرسالة ص4].

وهذا فقيه العراق عبد الله بن محمد: طالع كتاب "المغني" ثلاثاً وعشرين مرة. [ذيل طبقات الحنابلة 2/ 411].

وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "وإني أخبر عن حالي: ما أشبع من مطالعة الكتب, وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز .. ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر, وأنا بعدُ في الطلب".اهـ

ودخل الطبيب على أبي بكر الأنباري في مرض موته, فنظر إلى مائه –أي: بوله- فقال: "قد كنت تفعل شيئاً لا يفعله أحد", ثم خرج, فقال: "ما يجيء منه شيء", قال له: "ما الذي كنت تفعل؟ ", قال الأنباري رحمه الله: "كنت أعيد كل أسبوع عشرة آلاف ورقة".اهـ

وعن الحسن اللؤلؤي قال: "لقد غبرت لي أربعون عاماً ما قمتُ ولا نمت إلا والكتاب على صدري".اهـ[جامع بيان العلم وفضله 2/ 360].

وعن عبد الرحمن بن تيمية قال عن أبيه: "كان الجدُّ إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع".اهـ

وقال أبو هلال العسكري: "حكي لي عن بعض المشايخ أنه قال: رأيت في بعض قرى النَّبط فتى فصيح اللهجة حسن البيان, فسألته عن سبب فصاحته مع لُكنَةِ أهل جِلدته, فقال: كنت أَعمد في كل يوم إلى خمسين ورقة من كتب الجاحظ. فأرفع بها صوتي في قراءتها, فما مرَّ بي إلا زمان قصير حتى صرتُ إلى ما ترى. اهـ[الحث على طلب العلم ص72].

وكان الجاحظ –المعتزلي- يكتري الدكاكين من الوراقين, ويبيت فيها للنظر في الكتب.

وهذا الشيخ الإمام عبد الله عزام رحمه الله, وهو يتناول الغداء يأمر أحد أبنائه أن يقرأ عليه بعض الكتب.

وقد أخبرني بعض مشايخي أنه أختصر فتح الباري لابن حجر كاملاً في نحو أربعة أشهر ..

وأخيراً: إن أردت كتاباً مرشداً لطالب العلم, لم يدخر مؤلفه فيه نصحاً للطالب إلا سطره وحبره؛ فعليك بكتاب: "الجامع في طلب العلم الشريف" للشيخ العلامة عبد القادر بن عبد العزيز فك الله أسره .. قال شيخنا العلامة أبو محمد المقدسي فك الله أسره: "ومصنف الكتاب قد أبان للطالب تفاصيل كل كتاب نصح به ونبه إلى ما ينبغي التنبيه عليه في هذه الكتب ونصح لطالب العلم وأفاد وأجاد في كتابه هذا من حيث مراتب ومستويات الطلب التي جعلها ثلاث مراحل, وفي نظري وتقديري أن من اتبع هذه المراحل ودرسها بجدية فهو أهل إن أنهاها لأن يكون طالب علم متقدم فاهم للواقع الذي يعيشه متبصر بعقيدته وتوحيده، واعلم أنه لا يضر الكتاب ما صدر عن مؤلفه أو نسب إليه من أقاويل صدرت بإشراف أمن الدولة المصرية فهو لم يتراجع رغم ما نشر عنه عن أصول هذا الكتاب المفيد وخطوطه العريضة؛ يعرف ذلك كل من سبر غور ما نسب إليه مما سمي بالترشيد، أضف إلى هذا أن طالب الحق لا يهمه من قال بقدر ما يهمه ما قال والكتاب قد وضعه مؤلفه من قبل بتكليف من إخواننا المجاهدين الثقات ليصير منهجا لطلب العلم".اهـ[فتوى رقم: (1850)]. وبالله التوفيق.

كتبه الشيخ أبو همام بكر الأثري في إجابته عن سؤال لطالب علم (بتصرف)

ـ[أبو سليمان الخليلي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 05:22 ص]ـ

جزاك الله خيراً أيها الشامي.

ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[02 - 12 - 10, 02:33 م]ـ

بارك الله فيك ونفع بك

ـ[أبو المنهال الكندي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 03:06 م]ـ

بارك الله في الكاتب والناقل

ـ[أبو سفيان السلمي]ــــــــ[16 - 12 - 10, 03:29 ص]ـ

جزاك الله خيراً أيها الشامي, ورفعك الله إلى مقامٍ سامي ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير