وإن كان صاحب الفهرست يريد أن ينسب الشافعي للتشيع فلماذا لم يضعه في القسم الذي تحدث فيه عن فقهاء الشيعة، أيكون الرجل بهذه السذاجة وخفة العقل، مع أن ترتيبه وتبويبه ينبىء عن عقله!.
وقد فعلها ابن النديم، فقد ترجم لأحدهم في موقعين لانتسابه للمذهبين الشافعي والشيعي، وهو:
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن أحمد الكاتب، فقد ذكره من ضمن الشافعي وأصحابه، ومن ضمن الشيعة الإمامية، وقال النديم:
" كان على الظاهر يتفقه على مذهب الشافعي، ويرى رأي الشيعة الإمامية في الباطن " أهـ
هذا والله أعلم وأحكم.
س: ماذا قصد ابن النديم من إيرده مصطلح " الحشوية "؟
حاولت أن أفهم مراده من خلال ما كتب أولا وليس من خلال آراء الآخرين، والله أعلم بالصواب:
أولا: رأيت أن ابن النديم استعمله في العبارة التالية:
" بسم الله الرحمن الرحيم الفن الثاني - من المقالة الاولى من الكتاب في اسماء كتب الشرائع المنزلة على مذهب المسلمين ومذاهب اهلها قال محمد بن اسحق: قرأت في كتاب وقع إلى قديم النسخ يشبه ان يكون من خزانة المأمون، ذكر ناقله فيه اسماء الصحف وعددها والكتب المنزلة ومبلغها واكثر الحشويه والعوام يصدقون به ويعتقدونه فذكرت منه ما تعلق بكتابي هذا وهذه حكاية ما يحتاج إليه منه على الفظ الكتاب، قال احمد بن عبد الله بن سلام مولى أمير المؤمنين هارون، احسبه الرشيد: ترجمت هذا الكتاب من كتاب الحنفاء وهم الصابيون الابراهيمية الذين آمنوا بابراهيم عليه السلام، وحملوا عنه الصحف التى انزلها الله عليه وهو كتاب فيه طول إلا انى اختصرت منه ما لا بد منه ليعرف به سبب ما ذكرت من اختلافهم وتفرقهم، وادخلت فيه ما يحتاج إليه من الحجة في ذلك من القرآن والاثار التى جاءت عن الرسول صلعم وعن اصحابه وعن من اسلم من اهل الكتاب، منهم عبد الله بن سلام ويامين بن يامين ووهب بن منبه وكعب الاخبار وابن التيهان وبحير الراهب.
قال احمد عبد الله بن سلام: ترجمت صدر هذا الكتاب والصحف والتوراة والانجيل وكتب الانبياء والتلامذة، من لغة العبرانية واليونانية والصابية وهى لغة اهل كل كتاب إلى لغة العربية حرفا حرفا ولم ابتغ في ذلك تحسين لفظ ولا تزيينه مخافة التحريف ولم ازد على ما اوجدته في الكتاب الذى نقلته ولم انقص الا ان يكون في بعض ذلك من الكلام ما هو متقدم بلغة اهل ذلك الكتاب، فلا يستقيم لفظه في النقل إلى العربية الا ان يؤخر، ومنه ما هو مؤخر لا يستقيم الا ان يقدم ليستقيم ذلك بالعربية. " أهـ
ويعرف الجميع أن أهل السنة لا يصدقون مثل هذه الأمور ولا يكذبونها، كما هي القاعدة المعروفة، وهذا ما فعله ابن النديم استفاد من هذه الكتب وذكر ما يدل على مذهب أهل السنة فيما يخص ما ينقل عن أهل الكتاب.
ثم ان النديم أفرد فنا ذكر فيه " أخبار متكلمي المجبرة ونابتة الحشوية ... " ومن ضمن من ترجم لهم ابن كلاب، وفي أول ترجمته قال النديم ما يلي:
" وكان يقول " كلام الله هو الله ". فكان عباد يقول: " إنه نصراني بهذا القول " أهـ
وتكلم عن أبو الحسن الأشعري وعن رجوعه عن الاعتزال واستخدم لفظ " توبته " خلال هذا الباب الذي أفرده.
وهذا يجعلني أعتقد أن ابن النديم لم يقصد أن يلصق مصطلح الحشوية بأهل السنة بتاتا، والله أعلم وأحكم.
وللفائدة يمكنكم مقارنة أقواله في هذ الباب بالمعتقد الصحيح لأهل السنة، كما ورد في الرابط التالي:
http://shrajhi.com/?Cat=2&SID=5780
س: مصطلح " خاصي عامي " هل استخدمه ابن النديم حقا؟
من خلال اطلاعي على كتاب الفهرست رأيت أن النديم قد استخدم مصطلح " خاصي عامي " في موضعين فقط عند ترجمة شخصين، الشخص الأول هو:
الفضل بن شاذان، وقال النديم " الشيعة تدعيه وقد استقصيت ذكره عند ذكرهم " ولم يذكره فلا أثر لهذه الترجمة هناك كما أشار المحقق.
وذكر هذا المصطلح عند ترجمة ابن أبي الثلج فقال " خاصي عامي والتشيع أغلب عليه ... ونحن ذكرناه قبل هذا "أهـ
ولم يذكره قبل هذا كما أشار المحقق.
¥