تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه فوائد علمية، إضافة إلى الفوائد التعبدية الكبيرة التي يحصل عليها طالب العلم إذا مرَّ على تفسير آيات كثيرة فيها ذِكر الرحمن جل جلاله وذكر صفاته وذكر نعوت كماله، وما يحصل للقلب من فوائد في العبادة والرِّقة والخضوع لله جل وعلا، المرور على الأحاديث كم من مرة سيصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، ربما مررت على مجلد كامل لتبحث عن حديث؛ بل ربما أيام، في بعض الأحاديث مكثنا أياما نبحث عنها حتى وجدت، في خلال ذلك إذا صلحت النية من طالب العلم فإنه سيصلي على النبي عليه الصلاة والسلام مرات كثيرة.

فإذن في معاناة البحث فوائد في العبادة وفوائد في التعبد، فإذا كان ثَم متسع من الوقت عند طالب العلم فلا يختر الطريق السهل.

البحث -كما ذكرنا- مهم؛ ولكن البحث يتنوع بتنوع الباحث، فقد يكون الباحث محدود الإطلاع، محدود العلم، ففي بحثه يريد أن يعرف شيئا يسيرا، وقد يكون الباحث يريد التوسع فيبحث عن أشياء كثيرة ومعلومات متوسِّعة، وقدرة الباحث على البحث لا يمكن أن تَحْدُثَ عندك إلا بشيء، لا يمكن على الإطلاق أن تحدث عندك إلا بشيء ألا وهو الإطلاع على الكتب، فكلما كانت معرفتُك بكتب أهل العلم أكثر وبما يختصّ به هذا الكتاب عن ذاك، مميزات هذا الكتاب، مميزات هذا المؤلَّف، ما تميز به المؤلِّف، إلى آخره، كلما كان قدرتك على البحث أعظم.

معلوم أن كتب التفسير مختلفة هل تريد كلمة مختصرة تعرف معناها، أم تريد خلاف العلماء في هذه الكلم؟

ثم إذا رأيت خلاف العلماء في معناها هل تريد كل هذا الخلاف أم لا؟

إذا نظرت هل هذا الخلاف مبني على أمر في القراءات، ففي القراءات تنظر إلى أصول هذه القراءة، ثم إلى علل هذه القراءة، ثم إلى مأخذ هذه القراءة.

بمعنى أن البحث إذا أردت أن يضيق ضاق وإذا أردت أن يتسع جدا اتسع.

فما من مسألة في أي مجال من مجالات العلم وفي أي فن من الفنون إلا ويمكن أن تَكتب عليها صفحات كثيرة في هذا الزمن؛ لأن العلم كثير والكتب كثيرة جدا؛ ولكن يختلف الباحثون في مدى الإطلاع على الكتب.

إذن من لم يطَّلع على الكتب فإنه لن يستطيع أن يبحث، والإطلاع على الكتب ليس معناه أن تقتني الكتاب، الكتب في المكتبات العامة مثل مكتبات الجامعات، المكتبات المفتوحة العامة، هذه فيها آلاف الكتب، ومعلوم أنّ طالب العلم المبتدئ أو المتوسط أو حتى أكثر طلبة العلم لم يحصِّلوا كل الكتب، ولهذا كيف يطَّلعون على الكتب وعلى موضوعاتها وعلى فروع هذا الكتاب وما تميز به ومنهجه إلى آخره في كل فن من الفنون؛ في التفسير وأصوله، وفي الحديث وأصوله، وفي اللغة وأصولها، والفقه وإلى آخر العلوم جميعا، لاشك أن هذا يتطلب منك معرفة الكتب أن تعيش في المكتبات العامة، وهذا هو الذي يكتبه كثير من طلبة العلم والشباب أنهم لم يطلعوا على الكتب كتاب ما سمعنا به ما شفناه في السوق، هذا ليس عذرا لأن المكتبات العامة فيها حصيلة الكتب التي طبعت من نحو ثلاثمائة ألف سنة أو أربع مائة سنة والمخطوطات إلى آخره إلى زماننا هذا.

فكيف يكون طالب العلم باحثا إذا لم يعرف الكتب، يكون في المسالة يعرف كتابا أو كتابين، في مذهب ما عندك كتاب أو كتابين، في شرح البخاري مثلا عندك كتابا أو كتابين، طيب أين بقية الشروح شرح مسلم عندك شرح واحد فأين بقية الشروح؟ سنن أبي داوود عنده شرح أين بقية الشروح؟ وكتاب في الأصول عنده مثلا الروضة وشرحها أو عنده كتاب التحرير مثلا في أصول الشافعية والحنفية ويظن أن هذه هي المسألة كلها؟ لا، كل علم فيه مئات الكتب وليس عشرات، ففي الأصول ثم مئات، وفي اللغة ثم مئات، وفي اللغة مثلا فيه من أسماء اللبن فيه مؤلف إلى لسان العرب وتاج العروس، أسماء اللبن فيه مؤلف، أسماء جسم الإنسان، الرأس هذا فيه مصنف في أسمائه في اللغة بالدقة؛ العين، السواد ما بداخل السواد البياض ما يسمى، الرموش هذه أسماءها باللغة العربية، والحواجب والأجفان وأسماءها إلى آخره. الأزمنة النهار من بدايته إلى نهايته والشمس والليل من بدايته إلى نهايته ثَم فيه مؤلفات في أسمائها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير