فائدة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم "وكونوا - عبادَ الله - إخواناً "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 08:27 ص]ـ
ولعل المعنى عُرف بوضع شرطتي الجملة المعترضة، وهذا ما أردت التنبيه عليه، وأن الحديث لا يأمر أن يكون المسلمون " عبادَ الله " بل هو يخاطبهم بوصفهم " عباد الله "، وهو المعنى الصحيح للحديث، والمعنى الآخر مرجوح.
قال الحافظ ابن حجر:
قوله: (وكونوا عباد الله إخوانا) بلفظ المنادي المضاف
زاد مسلم في آخره من رواية أبي صالح عن أبي هريرة " كما أمركم الله "
ومثله عنده من طريق قتادة عن أنس
وهذه الجملة تشبه التعليل لما تقدم , كأنه قال إذا تركتم هذه المنهيات كنتم إخوانا ومفهومه إذا لم تتركوها تصيروا أعداء
ومعنى " كونوا إخوانا ": اكتسبوا ما تصيرون به إخوانا مما سبق ذكره وغير ذلك من الأمور المقتضية لذلك إثباتا ونفيا
وقوله " عبادَ الله " بحذف حرف النداء , وفيه إشارة إلى أنكم عبيد الله فحقكم أن تتواخوا بذلك
قال القرطبي: المعنى كونوا كإخوان النسب في الشفقة والرحمة والمحبة والمواساة والمعاونة والنصيحة
ولعل قوله في الرواية الزائدة " كما أمركم الله " أي بهذه الأوامر المقدم ذكرها فإنها جامعة لمعاني الأخوة , ونسبتها إلى الله لأن الرسول مبلغ عن الله
وقد أخرج أحمد بسند حسن عن أبي أمامة مرفوعا " لا أقول إلا ما أقول "
ويحتمل أن يكون المراد بقوله " كما أمركم الله " الإشارة إلى قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) فإنه خبر عن الحالة التي شرعت للمؤمنين , فهو بمعنى الأمر ...
انتهى