الشرط السابع من شروط صحة الوضوء إزالة ما يمنع وصوله، يعني يشترط أن تتوضأ ولا يكون على أعضاء الوضوء شيء يمنع وصول الماء على أعضاء الوضوء، مثل الشحوم ونحو ذلك التي تكون على الجسم أو البوية التي تكون على جلد بعض الناس العمال الذين يعملون في البوية، أو المناكير الذي يوضع على أظفار النساء.، يضعه النساء على أظفارهن ثم تتوضأ النساء، لا يصح الوضوء، لأن المناكير مادة شمعية تمنع وصول الماء إلى الأظفار. لكن الحناء لا تمنع وصول الماء إلى الجسم، لأن الحناء يتشربها الجسم، أما المناكير مادة شمعية تمنع وصل الماء فعلا.
والدليل ما رواه الترمذي بسند صحيح من حديث لقيط بن صبرة، أن النبي قال: " أسبغ الوضوء " والإسباغ هو إيصال الماء لكل أعضاء الوضوء.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 04:14 م]ـ
المتن
الضابط الرابع: سنن الوضوء إحدى عشرة سنة
أولا: السواك
الشرح
سنن الوضوء إحدى عشرة سنة، أي يستحب فعلها لكن لو تركها لا يبطل الوضوء.
والدليل على ذلك ما رواه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة أن النبي قال: " لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء ".
المتن
ثانيا: غسل الكفين
الشرح
غسل الكفين من سنن الوضوء أيضا، والدليل ما رواه البخاري ومسلم من حديث عثمان وفيه: فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات.
المتن
ثالثا: البداءة قبل غسل الوجه والكفين بالمضمضة والاستنشاق.
الشرح
مر معنا أن المضمضة والاستنشاق من الواجبات والفروض، لكن هنا البداءة يعني تتمضمض وتستنشق قبل أن تغسل وجهك، هذا هو المقصود بالبداءة. والدليل ما رواه البخاري ومسلم من حديث عثمان السابق: ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا ..
وهنا خطأ: بعض الناس يتمضمض ثلاث مرات ويستنشق ثلاث مرات وهذا خطأ. بل ينبغي أن تأخذ كفا تتمضمض بنصفها وتستنشق بالنصف الآخر، وهكذا ثلاث مرات .. والدليل على ذلك حديث عبد الله بن زيد وفيه: أنه أدخل يده في التور فتمضمض واستنشق واستنثر ثلاثا بثلاث غرفات .. وكذلك يقول ابن القيم: لم يثبت عن النبي خبر واحد أنه يفصل في المضمضة والاستنشاق، إنما كان يتمضمض ويستنشق بكف واحدة.
المتن
رابعا: المبالغة فيهما لغير الصائم
الشرح
من السنن المبالغة يف المضمضة والاستنشاق لغير الصائم، والدليل ما رواه الترمذي بسند صحيح عن لقيط بن صبرة، أن النبي قال: " اسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ".
المتن
خامسا: الزيادة في ماء الوجه.
الشرح
الزيادة في ماء الوجه من سنن الوضوء ومعناها: أن الإنسان يغسل وجهه، يأخذ ماء ويضرب به وجهه، والدليل ما رواه أبو داوود وحسنه الألباني، عن علي بن أبي طالب قال لابن عباس أَلَا أَتَوَضَّأُ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ بَلَى فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ فَوُضِعَ لَهُ إِنَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيْهِ فَصَكَّ بِهِمَا وَجْهَهُ وَأَلْقَمَ إِبْهَامَهُ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ قَالَ ثُمَّ عَادَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ ثَلَاثًا ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ بِيَدِهِ الْيُمْنَى فَأَفْرَغَهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ ثُمَّ أَرْسَلَهَا تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ .. هذا معناه الزيادة في ماء الوجه يعني أرسلها تسيل على وجهه يعني وضعا ماء زائدا على وجهه.
المتن
سابعا: تقديم اليمنى على اليسرى
الشرح
يستحب للإنسان أن يقدم اليمنى على اليسرى في الوضوء، فعن عائشة كما ثبت في الصحيحين: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ ". وعند البيهقي بسند حسن من حديث أبي هريرة أن النبي قال: " إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم " .. يعني اغسل يدك اليمنى أولا ثم يدك اليسرى، رجلك اليمنى أولا ثم رجلك اليسرى وهكذا.
المتن
ثامنا: مجاوزة محل الفرض
الشرح
يعني الإنسان إذا توضأ فغسل يده أن يجاوز محل الفرض، أن يجاوز المرفق إلى العضد. أو وهو يغسل رجليه، يجاوز الكعب إلى الساق، أن يشرع في الساق. والدليل ما رواه مسلم عن أبي هريرة: أنه توضأ فغسل يده حتى أشرع في العضد، ورجليه حتى أشرع في الساق ثم قال: هكذا رأيت رسول الله يتوضأ.
المتن
تاسعا: الغسلة الثانية والثالثة
الشرح
نحن نعلكم أن الغسلة الأولى لكل الأعضاء واجبة وفرض، أما الغسلة الثانية والثالثة من السنن أي فعلها مستحب فقط. والدليل ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس أن النبي توضأ مرة مرة. يعني لو كنت مستعجلا مثلا أو الماء قليل يمكن أن تتوضأ مرة مرة، تغسل وجهك مرة، ذراعك مرة، وهكذا. لكن الثانية والثالثة سنة فقط.
المتن
عاشرا: دلك الأعضاء
الشرح
يستحب للإنسان أن يَدْلك أعضاءه أثناء الوضوء وذلك لدليل حديث لقيط بن صبرة: " أسبغ الوضوء " والإسباغ أي دلك الأعضاء. وعند ابن خزيمة بسند حسن عن عبد الله بن زيد في وصف وضوء النبي: أن النبي أتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه. فهذا فيه دلالة على تدليك أعضاء الوضوء. أما السنة الأخيرة فهي:
المتن
الحادية عشرة: الدعاء بعده
الشرح
يستحب للإنسان أن يدعو بعد الوضوء بالدعاء الثابت في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت النبي يقول: " ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ". وزاد الترمذي يقول: " اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ".
أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا جميعا من التوابين وأن يجعلنا من المتطهرين.
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد ألا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله
¥