تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 11:17 ص]ـ

الناقض الثاني من نواقض الوضوء هو:

المتن

ثانيا: زوال العقل أو تغطيته أو نوم مستغرق.

الشرح

طبعا هذه المسألة اختلف العلماء فيها على ستة أقوال، هل النوم ينقض الوضوء أم لا، جماعة قالوا نوم الساند ينقض الوضوء لكن نوم الجالس لا ينقض الوضوء. جماعة قالوا نوم القائم ينقض ونوم الجالس هو الذي ينقض. إلى غيرها من هذه الأقوال لكن هذا هو الراجح.

الراجح: أي نوم على أية هيئة سواء كان جالسا أو قائما أو راكعا أو ساجدا، إذا زال العقل بطل الوضوء.

ولماذا كان زوال العقل ناقض للوضوء؟ لأن الإنسان إذا أغفى إغفاءة وزال عقله، يعني إذا كان جالسا مثلا وارتمى على الأرض فزال عقله، هذا قد يخرج منه الحدث، أما لو جالس في خطبة جمعة أو جالس قبل الصلاة وجاءه النوم، فكان جالسا متمكنا، رأسه تخبط إغفاءات عادية فهذا لا ينقض الوضوء.

والدليل على ذلك ثابت من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: تأخر علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى خفقت رؤوسنا، فقمنا ولم نتوضأ والنبي اقرهم على ذلك. فدل ذلك على أن النوم الذي ينقض الوضوء هو الذي يزول معه الإحساس و الشعور.

وزوال العقل: ممكن يزول بسكر أو إغماء، فمن أغمي عليه نقض وضوءه، كمن أخذ حقنة (بنج) مثلا، فأغمي عليه وزال عقله، انتقض وضوءه وهكذا.

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 12 - 06, 06:30 م]ـ

الناقض الثالث هو:

المتن

ثالثا: مسح الفرج بباطن الكف.

الشرح

هذا اختلف العلماء فيه إلى ثلاثة أقوال: جماعة قالوا: مس الفرج بشهوة ينقض الوضوء، وبغير شهوة لا ينقض الوضوء. وجماعة قالوا: لا ن مس الفرج ينقض الضوء مطلقا. وجماعة قالوا: لا ينقض مطلقا، وكل له أدلة. والرأي الراجح أن مس الفرج بباطن الكف ينقض الوضوء مطلقا سواء قصد أم لم يقصد، لكن بشرط أن يمس بدون حائل، سواءً بشهوة أو بغير شهوة. ما الدليل؟

الدليل ما ثبت عند أبي داوود أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من مس ذكره فليتوضأ "، عفوًا هذا رواه الترمذي والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى. وحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس دونها ستر فقد وجب الوضوء ". هذا حديث واضح جدا أخرجه النسائي بسند حسن من حديث بصرة بن صفوان ورواه غيره. حديث أم حبيبة عند ابن ماجة وصححه الألباني أيضا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من مس فرجه فليتوضأ "، هذا الحديث واضح جدا في مسألة مس الفرج.

أما حديث طلق بن علي: " إنما هو بضعة منك "، فالعلماء اختلفوا فيه، الأول أن هذا الحديث ضعيف، ضعفه بعض العلماء، والذين صححوه قالوا بأنه منسوخ بحديث بصرة بنت صفوان، لأن إسلام بصرة كان متأخرا، وكذلك أبي هريرة إسلامه كان متأخرا سنة 7 هـ. أما طلق بن علي إنما قال هذا الحديث سنة 1هـ، نص الحديث يقول هذا: كنت في المسجد والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يبني المسجد فاحتكت فقلت يا رسول الله ماذا اصنع، قال: لعلك مسست ذكرك، قلت: نعم، قال: غنما هو بضعة منك. فهذا سنة 1هـ. إسلام أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان سنة 7هـ وهو من روى حديث: " من مس ذكره فليتوضأ "، إسلام بصرة بنت صفوان متأخر أيضا، " من مس ذكره فليتوضأ "، فالمتأخر ينسخ المتقدم.

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 11:36 ص]ـ

المتن

رابعا: أكل لحم الإبل.

الشرح

من أكل لحم الجمال سواءً كانت صغيرة أو كبيرة فليتوضأ، وهذا من أفراد مذهب الإمام أحمد رحمه الله. ولكن الأئمة الثلاثة أبو حنيفة والإمام الشافعي والإمام مالك رحمهم الله يرون أن الرجل إذا أكل لحم الإبل لا ينتقض وضوءه. والصحيح أنه ينتقض وضوءه لأن الحديث ثابت في ذلك، وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حجة على كل الناس. والدليل على ذلك أن الإمام مسلم روى عن جابر بن عبد الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سألوه قالوا: يا رسول الله، نتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: " نعم "، أنتوضأ من لحوم الغنم، قال: " لا " .. ولذلك الإمام النووي رحمه الله في الجموع يقول يرجع عن مذهبه، يرجع عن مذهب الإمام الشافعي، فيقول: إن القول بنقض الوضوء من لحوم الإبل قوي دليلا. هذا من إنصاف النووي رحمه الله أنه لم يتعصب لمذهبه وإنما اتبع الدليل.

أما القصة المشهورة عند بعض الناس أن واحدا طلع ريحا فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: من أكل لحم الإبل فليتوضأ، حتى لا يحرجه، هذه القصة لا أساس لها ولا أصل لها أصلاً بسند صحيح ولا بسند ضعيف، بل ثبت أنهم هم الذين سألوه: يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: " نعم "، أنتوضأ من لحوم الغنم، قال: "لا "

من يأكل لحم جزور، يأكل سندويتش لحم جمال أو كذا يعرف أن وضوءه قد انتقض ولا بد أن يتوضأ مرة أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير