ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:07 م]ـ
2 ـ الموجب الثاني من موجبات الغسل فهو التقاء الختانين:
والختانان ختان الرّجل وختان زوجته فإذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، ومعنى التقاء الختانين أي جماع الرجل زوجته.
الدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل) فهذا واضح جدا في ما ذكرناه.
وهناك حديث رواه الترمذي وصححه الألباني يوضّح المسألة أكثر عن عائشة رضي الله عنها قالت قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (إذا جاوز الخِتانُ الخِتانَ وجب الغسلُ) و الختان هو موضع الختان من ذكَر الرجل وموضع الختان من فرج المرأة، وإذا التقى ختان الرجل بختان المرأة وجب الغسل بمعنى أنه لا يلتقي الختانان إلا إذا غابت الحشفة من الرجل أو قدرها في فرج المرأة أما إذا مسَّ الختانُ الختانَ بدون إيلاج يعني بدون دخول الحشفة ـ أكرمكم الله ـ فلا غسل عليه، يعني إذا التقي الختانان ولم يمْنِ الرجلُ ولم تمْنِ المرأةُ وجب الغسلُ و الدليل على ذلك رواية مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (وإن لم ينزل) فهذا دليلٌ واضحٌ على أن مجردَ التقاء الختانينِ موجبٌ من موجبات الغسل.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:08 م]ـ
3 ـ الموجب الثالث هو خروج دم الحيض:
و الحيض هو دم ينزل من المرأة و يسميه النساء بالدورة الشهرية أو العادة الشهرية، ينزل كل شهر مرة إن لم تكن المرأة حاملا أو لها عاهة تمنع دم الحيض من النزول، فإذا خرج دمُ الحيض وَجُبَ الغسلُ لكن لا يجب الغسل حتى ينقطع الحيض تماما و تُدْخِلُ المرأةُ القُطْنَةَ فتخْرُجُ القطنةُ بيضاءَ لا صُفْرَةَ فيها ولا كُدْرَةَ.
و الدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: (أن فاطمة بنت أبي حُبَيْشٍ سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أُسْتَحاضُ فلا أطهُرُ أفأدَعُ الصلاةَ؟ والاستحاضة ما يسميه الأطباء بالنزيف يعني ينزل عليها نزيف بالشهر و الشهرين، إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة قال لا إنَّ ذلك عرق ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها ثم اغتسلي و صلي)، ومعنى ثم اغتسلي وصلي أي إذا انقضَ الحيض فاغتسلي، واغتسِلْ فعل أمر يدل على وجوب الغسل عند انقطاع الحيض.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:09 م]ـ
4 ـ رابعا خروج دَمِ النفاسِ:
وهذا الأمر مُجْمَع عليه، والنفاس هو دَمُ الولادة، لو أن المرأة ولدت فغالبا يأتيها الدم أربعين يوما، لكن لو انقطع الدَّم قبل الأربعين تغتسل و تصلي، يعني هبْ أن امرأة وضعت وانقطع الدَّمُ بعد عشرة أيام هل تظل تاركة للصلاة والصيام حتى يمضي أربعون يوما؟ هذا خطأ بل يجب أن تغتسل إذا انقطع الدم ولو بعد يوم واحد من الولادة، تغتسل ولها حكم الطاهرات حيث تصلي و تصوم، وقال جمهور العلماء ويأتيها زوجها أيضا.
أما الدليل على وجوب الغسل عند انقضاء دم النفاس فهو بالإجماع، فقد ذكر ابن المنذر رحمه الله فقال وأجمعوا على أن على النفساء الإغتسال إذا طهرت.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:10 م]ـ
5 ـ الموجب الخامس فهو إسلام الكافر:
أي أن الكافر أو النصراني أو اليهودي أو المشرك إذا جاء وأعلن إسلامه وجب عليه أن يغتسل، يغتسل غسل الدخول في الإسلام، يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ثم يغتسل.
الدليل على ذلك ما رواه أبو داود وصححه الألباني عن قيس بن عاصم رضي الله عنه: (أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ـ جاء فأعلن إسلامه ـ فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر)، السِّدْرُ هذا نبات .... الصابون كِده الناس يطهرون به أجسامهم عند الاغتسال، وأمره أن يغتسل، أن يغتسل بماء وسدر دليل على وجوب الغسل إذا أسلم الكافر، وقصة ثُمامة بن أثال أيضا مشهورة في ذلك فقد روى الإمام أحمد: (أن ثمامة بن أثال لمّا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه قال للمسلمين انطلقوا به إلى حائط بني فلان فمروه أن يغتسل ـ الحائط يعني حديقة يعني فيها بئر ـ مروه فليغتسل فاغتسل وجاء وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهذا دليل على أن الكافر إذا أسلم وجب عليه الغسل.
إذاً نخرج من هذه النقطة بأن الغسل لا يجب إلا في أوقات خمسة أو في حالات خمسة: أولا خروج المني،ثانيا التقاء الختانين، ثالثا خروج دم الحيض، رابعا خروج دم النفاس، خامسا إسلام الكافر.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:12 م]ـ
أما الظابط الثاني فهو شروط صحة الغسل سبعة:
يعني هذه الشروط إذا انتفى منها شرط بطل الغسل ولا يصحُّ، ما هي هذه الشروط؟
1 ـ الشرط الأول: انقطاع ما يوجبه.
طبعا هذه الشروط هي نفسها شروط صحة الوضوء و شرحناها في الوضوء لكن سنذكرها سريعا هنا إن شاء الله تعالى للتذكرة، انقطاع ما يوجبه، ما يوجب الغسل ماذا؟ أي هذه الموجبات الخمسة، فحينئذ لا يصح الغسل إلا إذا انقطع موجبه، فمثلا المرأة الحائض لو أن حيضها خمسة أيام فلا يجوز أن تغتسل في اليوم الثالث والحيض ما زال نازلا عليها لا يصح.
هنا انتهى الجزء الأول من الشريط الخامس
¥