• حُمِل الإمام أحمد مقيدا من بيته .. وكان يصلي في الحبس وهو مقيد واستخدموا معه أسلوب المناظرة فكان يرد عليهم بقوة الحجة .. وقال لهم: أعطوني شيء من الكتاب والسنة أقل به .. فقالوا له: ما عندك إلا كتاب .. سنة.
• وقفة:
1. الابتلاء طريق الأنبياء والعلماء.
2. الحرص على جدال المبتدعة لإثبات الحق والدفاع عنه.
3. عند الحوار لابد من الاعتماد على نصوص الكتاب والسنة.
• وكان الخليفة يقول لأحمد: والله إني عليك لشفيق. فيقول أحمد: أعطوني شيئا من الكتاب والسنة ... وكان وقت رمضان ولم يفطر مع شدة ما ناله من الأذى .. وجاؤوا بالجلادين كل واحد يجلده سوطين. والخليفة يقول: شُدّ قطع الله يدك, وذهب عقل الإمام من شدة الضرب. فما أفاق إلا في السجن .. فجاؤوا بماء ليفطر فأبى ومكث (28) شهر في السجن .. وضرب الإمام 34 سوطا.
• وقفة:
1. عجبا للصبر والثباث.
2. أن الجبابرة يريدون القضاء على العلماء والمصلحين وأن هذا المنهج قديم متواتر على مر الزمن.
3. أن أتباع الطغاة على جهل كبير إذ كيف يطيعون قادتهم في إلحاق الضرر بالعلماء والمصلحين.
4. أن من أعظم وسائل الثبات على الفتن الحرص على العبادة والطاعة فانظر كيف أن هذا الإمام يواصل الصوم حتى الغروب مع أنه في بلاء شديد , وهذه هي الهمم والله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
• ثم أمر المعتصم بإطلاق أحمد من الحبس ولما دخل بيته لم يقدر على الحركة من قوة الضرب وقد عفا عن كل من تكلم فيه أو آذاه إلا مبتدعا .. ثم جاء الخليفة (الواثق) ورجّع الفتنة. ولكن بقي أحمد في منزله يشهد الجمعة والجماعة، وكتب رسالة للإمام أحمد يأمره بالابتعاد عن بلده فاختفى الإمام أحمد بقية حياة الواثق ... ثم جاء الخليفة المتوكل فأظهر السنة وأصبح الإمام أحمد يحدث في حياته.
• وقفة:
1. كل بلاء وبعده عافيه وكل عسر وراءه يسر (سيجعل الله بعد العسر يسرا).
2. من أدلة قوة البلاء الذي تعرض له الإمام أحمد أنه لما خرج من السجن لم يقدر على الحركة.
3. نذكر إخواننا الذين هم في السجون , أن الأئمة قبلهم تعرضوا لمثل ذلك.
4. خلق العفو والسماح لكل من آذاك وهذه أخلاق الأنبياء فأين الناس عن ذلك؟؟
5. أن منع الدعاة من بعض الأنشطة العلمية والدعوية منهج قديم تواترت عليه المناهج الضالة.
6. أن الله سينصر دينه ولو بعد حين , فانظر كيف أن الإمام بعد السجن والضرب والأذى .......... وتمر الأيام وإذا به يعود إلى الدروس التي كان يلقيها على الناس.
• بعث له المتوكل بمال .. فأبى أن يأخذه. فقالوا: لو رددته ليظن بك السوء فقبله. فلما جاء الليل. قال لعمه: ما أخذني النوم لهذا المال , فوزعه في الصباح.
• وقفه:
1. البعد عن أموال السلاطين خشية الفتنة.
2. مراعاة المصالح والمفاسد في ذلك.
3. خوف السلف من دخول الدنيا عليهم.
• وحدث له تفتيش في بيته .. وكان شديد العبادة من الصيام والصلاة حتى تعب فبعثوا له بطبيب .. فقال الطبيب: ليس به علة , إنما من قلة الطعام والصيام والعبادة.
• وقفه:
1. أن تفتيش بيوت الدعاة أمر قديم , معروف في التاريخ.
2. حرص السلف على العبادة.
3. قوة الخوف من الله تعالى.
• الابتلاء طريق سلكه قبلك العلماء. ومن النماذج:
1. قد ضرب جعفر بن سليمان مالكا90 سوطا عام 147هـ.
2. وكذلك قال مالك: ضرب سعيد بن المسيب وحلق رأسه ولحيته.
3. وضرب أبو الزناد وابن المنكدر وقال أحد الجلاد بعد ما تاب: لقد ضربت أحمد بن حنبل 80 سوطا لو ضربته على فيل لهده.
• قالوا لبشر الحافي في موقف أحمد. فقال: أتريدون مني أقوم مقام الأنبياء.
• بقي أثر الضرب على جسده حتى توفي.
• قال أحد الجلادين: دعينا في تلك الليلة ونحن 150 جلاد فلما أن أمرنا بضربه كنا نعدو حتى نضربه ونمر ثم يجيء الآخر.
• لما مد أحمد للضرب قال له أحد المسجونين: اثبت على ما أنت عليه وإياك أن تجزع من الضرب فإني ضربت ألف حد في الشيطان وأنت تضرب في الله.
• وقفه:
1. قد يقول الحكمة بعض الجهال.
2. الحق يقبل من كل من تكلم به.
3. أن الكلمة الصادقة من أسباب ثبات الناس.
4. أن الداعية ينبغي عليه أن يصبر ويتحمل الأذى في سبيل الله تعالى , لأنه ليس هو الوحيد في عالم البلاء , فإن الفساق أيظا يتعرضون للبلاء والسجن
¥