تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشريط الأول من سلسلة شرح نظم التسهيل والتكميل]

ـ[صخر]ــــــــ[21 - 02 - 07, 12:47 ص]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

هذا تفريغ الشريط الاول من سلسلة شرح فيها شيخنا "أبو الفضل عادل رفوش " نظم التسهيل والتكميل للشيخ العلامة "محمد ولد سالم عدود" حفظه الله وهذا الشريط فيه مقدمة مهمة حري بطالب العلم معرفتها فتقبلوها مني أحبتي الفضلاء فماكان من صواب فحق ذاك في عنقي وإن أسأت فأنتم أهل إعذاري وما أنا إلا ناقل.

الدرس الأول

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا

من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد إن لاإله إلا الله وحده لاشريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

قراءة النظم

يقول الناظم رحمه الله

قال محمد بسالم شفع **نجل محمد بعال قد تبع

الهاشمي المنتمي بالأس** إلى المبارك الذي للخمس

ثم إلى يعقوب منها ينتمي*بالله ربي أعتزي وأحتمي

أحمده جل كما ابتداني** بنعم مالي بها يدان

ثم أصلي وأسلم على **محمد واله ومن تلا

الشرح:

بسم الله الرحمان الرحيم

أيها الاخوة الكرام:

إن قيمة الانسان ومستواه ومايزنه عند الله إنما يتشخص ويكبر ويعظم بقدرمايكون مقبولا عند الله, وبقدرمايحقق الغاية التي من أجلها خلق ,ألا وهي عبادته وتوحيده, ولذا قال الله عزوجل:"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق وماأريد أن يطعمون" فإن قيمة الإنسان هي بأن يحقق هذه الغاية التي هي عبادة الله وحده.

والإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى بين طبقتين, فهناك طبقة امتحنت بالتكاليف ولم تمتحن بالشهوات وهناك طبقة من الخلق امتحنت بالشهوات ولم تبتلى بالتكاليف ,وكان الإنسان بين هاتين الطبقتين مطالبا بالتكاليف وممتحنا بالشهوات وهو بينها في هذه المرحلة إما أن يميل بنفسه وعمله إلى التكاليف, فإنه يصعد إلى الطبقة العليا وهي الطبقة الملائكية التي فطرها الله وجبلها على إقامة التكاليف ولم تمتحن بالشهوات, ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام" لوتدومون على ماأنتم عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات" فالإنسان فيه قابلية إلى أن يرقى بنفسه إلى المستوى الملائكي في الطهارة والنزاهة لتحقيق عبادة ربه والتنزه عن الشهوات الحيوانية , وفيه قابلية لأن يتخلص وأن يتجرد من فضائل التكاليف وينزل إلى مستوى الطبقة الثالثة وهي الطبقة الحيوانية وهذا ماقاله الله تبارك حين قال:"إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل"إذن فالإنسان فيه قابلية لأن يكون مطيعا فيرقى بنفسه إلى المستوى الملائكي وفيه قابلية لأن يكون أسير شهواته فينزل بنفسه إلى حضيض المستوى الحيواني وهذا حقيقة ماقال الله تبارك وتعالى:"ونفس وماسواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "وقال الله تبارك وتعالى:"ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين"والنجدان هما نجد الخير ونجد الشر والنجد هو الطريق.وقال الله تبارك وتعالى:" إناهديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"

إذن فالإنسان فيه قابلية لأن يكون من جنس المستوى الملائكي في العمل وفيه قابلية لأن يهبط بنفسه إلى جنس المستوى الحيواني عياذا بالله

والإنسان قد أنعم الله عليه في خلقه بأن خلق من ثلاث عناصر لا رابع لها

العنصر الأول:" هو البدن"

العنصر الثاني:"هو العقل"

العنصر الثالث:"هو الروح"

هذه ثلاث عناصر هي أساس تكوين الإنسان البدن قال الله تبارك وتعالى:" منها خلقناكم " والبدن أصله من التراب والروح هي:" نفخة مجهولة من الله تبارك وتعالى" "ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ومااوتيتم من العلم إلا قليلا"

والعقل وهو تلك الميزة التي فضل الله بها الإنسان عن الحيوان وميزه بها لكي يكون أهلا للتكاليف.

هذه العناصر الثلاث لا تصلح إلا بثلاث , ومن رحمة الله بالإنسان وبالغ حكمته وتدبيره أن جعل تشريعه لا يتعدى إصلاح هذه العناصر الثلاث فجعل للبدن الإسلام وجعل للعقل الإيمان وجعل للروح الإحسان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير