تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالبدن فهو مايتعلق بالجوارح وظاهر الإنسان لايصلح إلا بشعائر الإسلام من إقامة صلاة وصيام وحج بيت الله الحرام وأداء زكاة ومعاملات الناس والحرص على أن تكون معاملاتهم سليمة مشروعة كل هذا هو مسمى الإسلام حينما يذكر قرينا بمسمى الإيمان والإحسان ومهمته أن يصلح جانب البدن وهو العنصر الأول في خلق الإنسان وهناك جانب الإيمان ومهمته أن يصفي العقل لان مجال العقل هو التفكير في الغائب عنه والغائب عن الإنسان في مجال التشريع هو علم الغيب فإذا أراد ان يفكر العقل في علم الغيب عجز عن ذلك لأنه كما قال بعض العلماء "العقل شبيه بالمائعات تأخذ شكل ماتفرغ فيه" وهذا العقل لما فرغ في بدن الإنسان والإنسان حادث كان محصور تفكيره في الحوادث, والله تبارك وتعالى قديم ليس محدثا, أزلي هو الأول والاخر والظاهر والباطن فكان عقل الإنسان عاجزا ومداركه قاصرة عن أن تدرك ما الله عليه, فشرع الله الإيمان.لم؟ لمصلحة العقل. ثم جاء التشريع الثاني وهو الإحسان الإحسان لم؟ لمصلحة الروح الروح قلنا بأنها "نفخة مجهولة من عالم الغيب أو من الله تبارك وتعالى" قال الله تبارك وتعالى:" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي" فهي نفخة مجهولة من الله تبارك وتعالى وقولنا مجهولة لأن الله عزوجل قال عنها "ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا" إذن فالروح التي تسري في بدن الإنسان شيء أتانا من أين؟ من الملأ الاعلى شيء جاء من عند الله شيء جاء من العالم البعيد عنا الذي لا نتوصل إليه إلا عن طريق الوحي. إذن فيمكن أن نقول بأن الروح غريبة عن العالم السفلي ,و إذا كانت غريبة فإنها تستوحش لأنها روح من الملأ الأعلى, والملأ الأعلى قدس وطهارة ونزاهة, فهي حينما تكون في العالم السفلي فإنها تتأثر بما فيه من حضيض وتتأثر بما فيه من اختلاط الخير بالشر ومن اختلاط الحسن بالسوء فكانت تحتاج إلى مايؤنسها ويرجعها إلى اصلها فشرع الله الإحسان فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" أي أنك إذا

تريد أن تصلح روحك وتبقيها على طهارتها التي خلقها الله تعالى فيك فإنه ينبغي أن تديم اتصالها بالله عزوجل:"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فإن الله تبارك وتعالى أحكم التشريع كما أحكم الخلق "ألا له الخلق والأمر" وجعل التشريع مطابقا للخلق , خلق الإنسان من ثلاث عناصر وهي: البدن والعقل والروح وجعلت له تشاريع لاتخرج عنه وهي:الإسلام والإيمان والإحسان , قال النبي صلى الله عليه وسلم

في اخر حديث جبريل:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" إذن فالدين لايخرج عن مصلحة الإنسان إذن فالدين جاء كله لخدمة الإنسان وهذا عين ما قال الله عزوجل:"وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"اي لمصلحتهم في العبادة وإلا فالله عزوجل غني عنا وعن عبادتنا "ياعبادي لوأن إنسكم وجنكم وأولكم واخركم كانوا على أفجر قلب رجل واحد مانقص ذلكم من ملكي شيئا ياعبادي لوأن إنسكم وجنكم وأولكم واخركم كانوا على أتقى قلب رجل واحد مازاد ذلك في ملكي شيئا "

إذن فالعبادة التي شرع الله والدين الذي شرع الله إنما هو لمصلحة عناصر الإنسان الثلاث "الإسلام لبدنه,,والإيمان لعقله,, والإحسان لروحه"

والله تبارك وتعالى بدأ هذه العملية التي هي اصلاح الإنسان بدأها معه من قبل أن كان في عالم الذر وهو مايسمى بالمواثيق , الله تبارك وتعالى قد أخذ على الناس مبالغة في الإعذار ومبالغة في إقامة الحجة أخذ عليهم مواثيق عدة, ذكر العلماء أنها ثلاثة مواثيق تعم الناس جميعا.

الميثاق الأول وهو مايسمى ميثاق الذر الميثاق الثاني وهو مايسمى ميثاق الفطرة الميثاق الثالث وهو مايسمى ميثاق الرسل قال الله تبارك وتعالى:"وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" إذن فالله تبارك وتعالى حرص على أن تكون شهادة العباد على أنفسهم بأحقية الله في العبادة منذ عالم الذر وهو أقل جزء وأصغر جزء يكون عليه المخلوق ثم حتى لاتكون لهم حجة على الله لإن لله الحجة البالغة لأن لاتكون لهم عليه حجة فطرهم على عقيدة التوحيد وفطرهم على الإسلام وعلى قبول هذا الدين قال الله تبارك وتعالى:" أقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير