[البكاء عند قراءة القرءان]
ـ[عبد الرحمن الازهري]ــــــــ[06 - 03 - 05, 09:10 م]ـ
أنواع البكاء
فالبكاء المحمود أن يستجلب لرقة القلب ولخشية الله لا للرياء والسمعة قال عمر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسرى بدر:أخبرني ما يبكيك يا رسول الله، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال بعض السلف " ابكو من خشية الله فإن لم تبكو فتباكو"
وأما البكاء المذموم فهو ان يجتلب لاجل الخلق وكم نرى ونسمع من يتباكى لاجل مصلحة مادية او لاجل الرياء والسمعة
كان بكاؤه صلى الله عليه وسلم من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز
قال ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرأ على فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى أتيت هذه الاية " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً " فقال حسبك الان فإذا عيناه تذرفان
وعن ثابت بن البناني عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي والازيز جنين من الوف وهو صوت البكاء والمرجل بكسر الميم الاناء الذي يغلي فيه الماء سواء كان من حديد أو صفر أو حجارة قال في الفتح الرباني والمعنى أنه يجيش جوفه ويغلي من البكاء خشية الله سبحانه وتعالى.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت"
وكانت قراءته صلى الله عليه وسلم تصدع القلوب وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بـ "الطور" فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه وفي ألفاظه فلما سمعته قرأ " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ " (الطور 35) كاد قلبي يطير
قال ابن كثير رحمه الله وكان جبير قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الاسرى وكان إذ ذاك مشركاً فكان سماعه هذه الاية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الاسلام بعد ذلك.
وعن عروة بن الزبير قال قلت لجدتي أسماء كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت "تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله"
هذا هو حال الصحابة رضوان الله عليهم لم يكن هم أحدهم آخر السورة ولم يكن همه عدد ما يختم من القرآن"
• أبو بكر الصديق رضى الله عنه
روى البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس
فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصلي بالناس، ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً
وفي رواية قالت عائشة إنه رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء وفي رواية فقيل له (أي للنبي صلى الله عليه وسلم) إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس.
قال الحافظ ابن حجر قوله رقيق القلب وقوله أسيف يوزن فعيل بمعنى فاعل من الاسف وهو شدة الحزن والمراد أنه رقيق القلب وروى البهيقي في الشعب بسنده أن أبا بكر أبتنى مسجداً بفناء داره بمكة وكان يصلى فيه ويقرأ القرآن فيقف عليه نساء المشركين وابناءهم وهم يتعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن
• عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان للقرآن موقع عظيم في حياة عمر بن الخطاب فقد أسلم رضي الله عنه عندما سمع آيات من سورة طه فكان إسلامه عزاً لإسلام والمسلمين
أما عن حاله مع القرآن فلا تسأل عنها فقد كان رضي الله عنه وقافاً عند آياته بكاءً عند تلاوته سريعاً في استحضارها معظماً لشأنها
¥