تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعن عبد الله بن شداد قال سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى بلغ " قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ " (يوسف86) وبكى سالت دموعه على ترقوته.

وعن هشام أبن الحسن قال: كان عمر بن الخطاب يمر بالآية في ورده فتخيفه (في بعض الروايات فتخنقه) فيبكي حتى يسقط ويلزم بيته اليوم واليومين حتى يعاد ويحسبونه مريضاً.

وعن أبي معمر أن عمر قرأ "مريم" فسجد ثم قال: هذا السجود فأين البكاء؟ يعني عند قوله تعالى " " وكان رضي الله عنه يعيش القرآن في كل حركاته وسكناته، مر بديز راهب، فناداه. فأشرف الراهب، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قوله عز وجل " عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً " (الغاشية 3،4) فذاك الذي أبكاني.

وكان رضي الله عنه يٌذكر بالقرآن، ويعظ بآياته، ويدرك أثرها إذا صدرت بصدق من قائلها، ونسوق شاهداً على ذلك هذه القصة التي ساقها ابن كثير في تفسير أول سورة غافر، قال رحمه الله: كان رجل من اهل الشام ذو بأس، وكان يفد إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ففقده عمر فقال: ما فعل فلان؟ فقالوا يا أمير المؤمنين تتابع في هذا الشراب، قال: فدعا عمر كاتبه فقال: أكتب: من عمر بن الخطاب إلي فلان بن فلان سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير. ثم قال لأصحابه: ادعوا لأخيكم أن يُقبل بقلبه ويتوب الله عليه.

فلما بلغ الرجل كتاب عمر رضي عنه، جعله يقرأه ويردده ويقول " غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ " (غافر3) قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي. فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع.

فلما بلغ عمر خبره قال: هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاً لكم زل زلة، فسددوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوان الشيطان عليه.

• عائشة رضي الله عنها

عن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة (شقيقته، رضي الله عنها)، فأسلم عليها، فغدوت يوماً فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ "فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ" (الطور27) وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلي السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي رضي الله عنها.

• عبد الله بن عباس

قال أبن أبي مليكة: قرأ أبن عباس "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ " (ق19) فجعل يرتل ويكثر في ذلكم النشيج.

• عبد الله بن عمر

وعن نافع قال: ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة "البقرة" إلا بكى " وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ ...... " (البقرة 284: 286).

وذكر نافع أيضاً أن عمر إذا قرأ "

بكى حتى يغاله البكاء.

وقرأ ابن عمر "وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ " حتى بلغ " يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ" فبكى حتى خر وامتنع عن قرأءة ما بعدها.

وعن سمير الرياحي عن أبيه قال: شرب عبد الله بن عمر " ماء مبرداً"، فبكى، فاشتد بكاءه. فقيل: ما بيكيك؟ فقال: تذكرت "آية" في كتاب الله عز وجل " أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ " (الأعراف50).

وكان ابن عمر يصلي بالليل، فيمر بالآية فيها ذكر "الجنة" فيقف، فيسأل الله "الجنة" ويدعو وربما بكى، ويمر بألاية فيها ذكر "النار" فيقف ويتعوذ بالله من النار ويدعو وربما بكى.

• أبو موسى الأشعري

وكان أبو موسى رضي الله عنه، إذا قرأ " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" (الأنفطار6) قال: يعني الجهلن ويبكي، وإذا قرأ " " بكى

• عبد الرحمن بن عوف

أما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فيحدث عنه ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم أر رجلاً يجد من القشعريرة ما يجد عبد الرحمن بن عوف عند القراءة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما نزلت " أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ" (النجم59) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير