تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حَدَتْ حُدَاةُ بني يحيى ابن عثماناإِبلي ... إلخ

ويقول فيها:

خلي الرجال رجالاً لاَ سِلاَحَ لهُمْ خلي النسَاءَ نِسَاءً لَسْنَ نِسْوَانَا وهي قصيدة جميلة تمثل قمة الفخر والاعتداد بالنفس والشجاعة ومن أشهر أبياتها قوله:

وَنحْنُ رَكْبٌ مِنَ الأشرَاف مُنتظمٌ أَجَلُّ ذَا العَصْر قَدْراً دُونَ أدْنَانا

قد اتَّخذْنا ظُهور العِيسِ مَدْرسة بِهَا نُبيِّنُ دين الله تِبْيَانا (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn6)

ومنها الحلم: فقد كان ابن بونا حليما متسع الصدر لا تزعزعه الرياح، وقد حاول خصومه بكل وسيلة أن يُثيرُوهُ لكنهم لم ينجحوا في ذلك (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn7).

ومنها الذكاء: فقد كان ثاقِبَ الذهن جيد النظر نجيباً. كما كان مجداً في تحصيل العلم مكباً على تحريره ولا يمل من التدريس الليل ولا النهار.

كما كان منفتحا بذولاً للإنصاف سريع الرجوع إلى الحق محبوباً لدى الناس (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn8) وكان يقول كلما وجد من حوله أنصاره وطلابه: لا بد أن أسافر إلى حيث أجد من يناقشني وأناقشه، وهذه بعض الصفات التي أهلته لأن يكون أُسْتَاذَ قطره في عصره بلا منازع.

المبحث الثالث

مدرسته وبعض ملامح منهجه الفكري:

إن أهم ناحية يمكن أن نسلط الضوء من خلالها على حياة العلامة ابن بونا هي مدرسته الكبيرة الشهيرة المتميزة التي ازدحم عليها الطلاب من كل النواحي، وقد وصفها أحد تلامذته وهو (حرمه ابن عبدالجليل) وَصْفاً بارعاً حيث يقول:

كنا مع الْبُونِيّ في عَرَصَاتِهَا هَالات (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn9) بدر لَمْ يشبْها غَيْهَب (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn10)

فِيهَا تَجَمَّعَ سِبيَوْيهِ (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn11) وَيُوسُفٌ وَاْلكاتِبيُّ والأَشْعَريُّ (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn12) وَأشْهَبُ (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn13)

ولكن المقام لا يسمح بالتعرض لهذه المدرسة بشكل تفصيلي بحيث يشمل ذلك الحديث عن منهجها وطريقة التدريس بها وغير ذلك لهذا نكتفي بهذه الأبيات التي تصف تنوع المعارف بها وبعض مجالات تخصصها لكي نصل إلى العنصر الثاني من هذا المبحث وهو:

بعض ملامح منهجه الفكري:

اتفقت المصادر التي تحدثت عن ابن بونا على أنه كان رائداً للمدرسة العقلية اللغوية الكلامية في بلاد شنقيط في زمنه لذلك لا يستغرب أن تكون له مواقف بارزة واتجاه منهجي في مسيرته العلمية التَّربوية. وهنا نسلط الضوء على بعض آرائه ومواقفه الفكرية. فمما يتميز به: إنكاره الشديد على أهل البدع. فقد شغل كثيراً من وقته في الرد على ما يراه بدعة في الدين وفي هذا المعنى يقول:

الْخَيْرُ كُلُّه في الاِتِّبَاعِ وَالشَّرُّ كُلُّهُ في الاِبْتِدَاع

ويقول: وقطْعُنَا بِمَا به الْوليُّ َ أخْبرَ كُفْرٌ عَكْسُهُ النَّبيُّ (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn14)

ثم حدد معنى الولاية شرعاً مبيناً أن الولي هو المؤمن التقي قال:

والأوليَاءُ المؤمنونَ الاْتقِيَا فالعلماء العاملون أوليا

يشير إلى قوله تعالى:} أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {[يونس:62 – 63] أي من تولاه الله تعالى وتولى حفظه وحياطته ورضي عنه فلا يخاف يوم القيامة ولا يحزن (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn15).

ولقد تطرق ابن بونا لهذا الموضوع الذي يعتبر من الأمور الواضحة التي لا تخفى وذلك بسبب التباس المفاهيم على العوام وربما على بعض الخواصِّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير