تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما ما دار بينه وبين الشيخ سيدي المختار الكنتي ت 1226هـ فهو أنه كان يشدد النكير على الشيخ سيدي المختار الكنتي وقد ألف هذا الأخير كتاباً سماه "جذوة الأنوار في الرد عن أولياء الرحمن". وهو كتاب يتضمن رداً على ما أنكره ابن بونا على الكنتي من القول بظاهرة السلب وللمختار في ذلك وقد بلغه أن الشيخ سيدي المختار قال أنه سيسلبه:

أَسَيَّدَنَا المْخَتَارَ لاَ تَكُ مُفْرِطَا

وإِيَّاكَ وَ التَّفْريِطَ واعْدِلْ وَأقسِطَا

وكونُك ذا مَالِ وجَاهٍ ورُتْبَةٍ

عَلَتْ فِي قُلوُبِ الناسِ لَم يَمْنعِ الخَطاَ

وكَوْنِيَ لَمْ أُذْكَرْ، كَذِكْرِكَ لمْ يَكنُ

لِيَمْنَعني التوفيقَ مِن مَّانِحِ الْعَطاَ

أَتَسْلبُنِي والله مَا شَاءَ مُثْبِتٌ

إذاً أنت في تعظِيم نَفْسِكَ مُفرِطَا

ثم بعد ذلك صارت بينهما مكاتبات وملاطفات (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn27).

المبحث السابع

وفاته وأقوال العلماء فيه:

لقد توفي ابن بونا على الأرجح سنة 1220 هـ وقيل 1230 هـ والأول أصح بعد أن عاش عمراً مديداً لا يقل عن 140 سنةً وعلى هذا يكون تاريخ ميلاده هو 1080 هـ كما تقدم وكل الروايات تؤكد أنه من المعمرين وقد صدر الأستاذ محمد عبدالرحمن بن الشيخ محمد نظمه للمعمرين الشنقيطيين بالعلامة ابن بونا قال:

وَقُطْرُ نَالَهُ مُعَمِّروُنَا

مِنْهُم فقيدُ النَّحْو نَجْل بُونَا

مُؤَلِّفُ الْجَامِعِ وَالْقَواِعدِ

ومُبْلِغِ المَأْمُول والعَقَائِدِ

وَدُرَرِ الأُصُولِ وَالمُحقق

فِي حَلِّ مُشكلات عِلْمِ المْنطِقِ

وتحفة الصِّغارِ والمقَدّمةْ

مِمَا مِنَ النَّحْوِ لَنَا قَدْ قَدَّمَهْ

وموْتُهَ كَاَنتْ بِعام شكْر

إذْ غَابَ نَجْمٌ مِن نجوم الْفِكْرِ

عَمَّر تسْعةً وأَرْبَعِينَا

وَمِائَةَ ورزِق البَنِينَا (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn28)

قوله عام "شكر" أي 1220هـ وقوله عمَّر تسعة وأربعين ومائة هذا أحد الأقوال والقول الصحيح أنه عمر مائة وأربعين فقط كما تقدم بيان ذلك. وقوله ورزق البنينا إشارة إلى ما يُقالُ مِنَ أن ابْن بُونَا ولد له بعد أن بلغ مائة سنة، والله تعالى أعلم

أما أقوال العلماء فيه فهي كثيرة فقد أثنى كثير من أهل العلم عليه وخصوه، بعبارات التبجيل والتقدير وَنَعتُوه بالنعوت الجليلة والأوصاف الجميلة.

وهذه نبذة يسيرة اخترناها من أقاويل أهل العلم الذين جاءو بعده.

أولاً: كلمة الفقيه الأديب مولاي عبدالحفيظ ابن مولاي الحسن ملك المغرب الأسبق: ت 1356هـ يقول في مقدمته لكتابه: " القول المختار على الألفية والاحمرار" .. وبعد فهذا شرح لطيف وضعته لنفسي وللقاصرين من أبناء جنسي على ألفية ابن مالك وعلى الحمرة المنسوبة لسيدي المختار ابن بونا العالم بكل الفنون من أعطى مفاتيح العلوم، واطلع على منطوقها والمفهوم، الزاهد المتورع الناصح ... (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn29).

ثانياً: يقول عنه أحمد بن الأمين صاحب " الوسيط في تراجم أدباء شنقيط " تاج العلوم الذي طَوَّقَ بحلى علمه كل عاطل، ووردت هيمُ الرجال زلالَه فصدر عنه كلهم وهو ناهل، ولا يوجد عالم بعده إلاوَله عليه الفضل الجزيل، بما استفاد من مصنفاته، وتلقى من مسنداته (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn30).

ثالثاً: يقول عنه العلامة سيدي محمد ابن حبت القلاوي الشنقيطي ت 1299هـ في مقدمة كتابه: اختصار المواهب النحوية .. العلامة المختار ولدبونا الجكني نسبة إلى قبيلة من الشناقطة يقال لها تجكانت منسوبة إلى جاكر الأبر .. وهي أعظم قبيلة من الشناقطة وأكثرهم علماً وهو بين العلماء كالبدربين نجوم السماء ما نيل في قطره نحو ولا أصول ولا بيان، ولا توحيد ولا منطق يحويه الجَنَانْ، إلا منه باللسان أو البنان.

تَفقَّهَ به سيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم وحرمة بن عبدالجليل وبُلاَّ الشقروي وغيرهم.

وكان سبباً لنشر العلم في تلك البلاد من الحواضر والبواد (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=724495#_ftn31).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير