تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يكتب عليها لنقش العلم عليها حتي يفوت عن من بعده , إن النصيحة لله ولأمة الإسلام رضي الله عنهم ورحمهم برحمته الواسعة فإذا كانت هذه الهمة الصادقة بذلها السلف لنا من أجل أن نحفظ علومهم هذا والله لغبن فلننظر إلي كتبهم وبينها وبيننا حواجز مانعلمها لأن علمنا علم سطحي ما نتعمق ما نضبط مانجد ما نجتهد طالب العلم يقف فقط عند ماء الحكم دون أن يبحث عن الدليل وجه احتماله هل هو صحيح أو غير صحيح وإن كان ليس بصحيح فلماذا ليس بصحيح وهل هذاالعلة هي تغوص في أعماق العلم فإذا أصبحت بهذه المثابة بوأك الله من العلم أعلي المكانة إذا تعبت اليوم وأصبحت تبحث عن كل صغيرة وكبيرة و تجتهد لا تشتكي من سهر ليل ولا ظمأ الهواجر و لا تشكي من غربة ولا تشتكي من تعب و لا نصب وإنما تحس بأنك أنت الرابح لا إله إلا الله كم من تاجر تجده الآن في الموسم إذهب الآن إلي الأسواق في رمضان وفي ذي الحجة تجد التجار يسهرون ويتعبون ويحسون بالنشاط والرجولة والرجل تجده أمام أولاد هيقول هذا موسم وهذا رزقي من الله عز وجل لا أفرط فيه ويعتبر رجل أنه وضع الشئ في موضعه وهو يبحث عن الدنيا فكيف بمن يخوض في رحمة الله جل جلاله مكانك عند الله علي قدر العلم فابحث عن العلم الموروث من الكتاب والسنة وابحث عن العلم المستنبط من الكتاب والسنه رجلاً كان الإنسان أو مرأة يطلب العلم يجد ويجتهد ولا يقف عند الحدود يحاول أن يغوص في أعماق العلم فإذا تعبت في طلب العلم طالباً أراحك الله مطلوباً وإذا تعبت في طلب العلم طالباً وذللت فيه أعزك الله مطلوباً قال ابن عباس رضي الله عنهما ذللت طالباً وعززت مطلوباً فكان رضي الله عنه يقف في يوم عرفة يفسر القرآن يقول بعض أصحابه لقد شهدت من ابن عباس مَشْهِداً في يوم عرفة لو رأته الروم لأسلمت وقف يفسر سورة النور آية آية وكأنه يغرف من بحور كان إذا تكلم في اللغة خاض فيها وفي لسانها وبيانها وأسرارها وبلاغتها وفصاحتها وإذا ذهب في علوم القرآن رأيت العجب وهو يستنبط -كيف وقد قال صلى الله عليه وسلم اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل - وغذا ذهب إلي السنة ناهيك عن علم وورع وعملمصحوباً مع علمه رضي الله عنه وأرضاه هذا هو الذي يبحث عنه الإنسان ما دمت قد عرفت شرف هذا العلم تتضحي بكل ما تجد من أجل بلوغه فإذا نظر الله إليك أثناء الطلب وأنت تتعب وتحصل فاعلم أنه لا أكرم من الله ولا اوفي من الله واللهإذا تعبت اليوم فإن الله سبحانه وتعالي سيريك ثمرة تعبك ولن تموت حتي يُقر عينك بما تري إن كنت تعبت في الطلب وكنت تحرص علي أخذ العلم كاملاً سخر الله لك طلاب علم يتعبون كما تعبت ويحبون العلم كما أحببت ويأخذونه من فمك طيباً مطيباً كما أخذته من علمائك طيباً مطيباً كما أنك قرت عين العالم الذي أخذت عنه وهو يراك مجداً محصلاً فلابد أن يقر الله عينك في طلابك هذه سنة سنة لله عز وجل وانظر في السلف ما تجد طالباً لزم عالم وأخذ عنه وضحي معه إلا ونبغ بعد وفاته وأصبح مكانه يحاكيه ويماثله ابن عباس يُتوفي فإذا بسعيد بن جبير وإذا بطاووس ومجاهد بن جبر فإذا نظرت إلي تلامذة بن عباس كدت لا تفرق بينه وبينهم علماً وعملاً - لا بد أن يُقر الله عينك - وبقدر تعبك في طلب العلم الآن أنظر إلي الذين يأخذون الكتب ويقرأون من الكتب ولوكانوا أذكي الناس ولوكانوا أحفظ الناس فإنهم إذا رقوا منبراً أو تكلموا في أُمة لن تجد لهم من القبول والمحبة والرضا ما تجده لمن تغبرت قدماه وذل تحت أقدام العلماء لله جل جلاله فإنك تجد من المحبة والإلف والقبول لهذا ما لا تجده لهذا مع أنك تجد هذا أذكي وهذا أحفظ لكن لن تجد له من القبول مثل ما تجد لهذا لأن الله سبحانه وتعالي عدل ومن عمل خيراً فإن الله سبحانه وتعالي يوفيه خيراً في الدنيا وفي الآخرة كنا أيام الطلب - يعلم الله - قل أن نري شاباً يطلب العلم الله يشهد لا نقول هذا تفاخراً بل الفضل والمنة كلها لله وكنت والله أدخل المسجد النبوي وكثير ممن يجلسون في مجالس العلماء من كبار السن وكانالشيطان يأتيني يقول إذا ما مات هؤلاء من الذي يطلب العلم عندك الآن لو جلست تتطلب العلم عشر سنوات سيموتون أو يهربون سيحضرون إلي دروسك؟! هكذا كان عدو الله يقول , والله ما كنا نري الشباب بالكثرة التي نراها الآن يحضرون ولكنهاكلمة الله ودين الله وإذا تولي الله دينه فإنه (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج: من الآية78) هذه كلمة المقصود أنه ينبغي علي من أراد أن يدعو إلي الله عز وجل أن يتعب في طلب العلم ويحرص علي أن لا يتصدر إلا بعد الضبط والجلوس بين أيدي العلماء حتي يكون له من القبول مثل ما كان لهم بل إن الله يزيدك وكان أحد السلف رحمه الله يقول اللهم اجعلني كفلان- قال له لا بل قل خيراً من فلان - فإن فضل الله عظيم لا تقل مثله بل قل خيراً من فلان فضل الله عظيم فالله عز وجل خزائنه ملئي ويده سحاء الليل والنهار ومن أحسن ظنه بالله فإن الله لا يخيبه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالي (أنا عند حسن ظن عبدي بي) كما في حديث أحمد في مسنده (فمن ظن بي خيراً كان له) ننظر إلي كلمة خير.

اللهم اجعلنا ممن ظن بك الخير ووفيته وزدته من فضلك يا كريم - أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح اللهم اجعل علمنا حجة لنا لا حجة علينا بيض به وجوهنا وثقل به موازيننا وارحمنابه يوم عرضنا عليك يا أرحم الراحمين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي نبيه وآله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير