تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا تلهينّك عن معادك لذة =تفنى وتورث دائم الحسرات

وإذا اتّسعت برزق ربك =فاجعلن منه الأجلّ لأوجه الصدقات

وارع الجوار لأهله متبرعا =بقضاء ما طلبوا من الحاجات

واخفض جناحك إن منحت إمارة =وارغب بنفسك عن ردى اللذات

وفي موضع آخر ينصحه بعدم الغيبة، وهي خلة قبيحة مذمومة؛ إذ شر الأخِلاَّء من يُظهر لك المودة إظهار الصديق الودود، والمخلص الغيور، فإذا توارى عنك نهش لحمك، وبرى عرضك مثل بري القلم:

وشر الأخلاء من لم يزل =يعاتب طورا، وطورا يذم

يريك النصيحة عند اللقاء = ويبريك في السر بري القلم

كما أن أبا العتاهية يوصي بإحسان معاملة الآخرين، والصبر عليهم، وقبولهم على علاَّتهم:

إنّ في صحة الإخاء من الناس =وفي صحة الوفاء لقلة

فألبس الناس ما استطعت على =الصبر وإلا لم تستقم لك خلّة

عش وحيدا إن كنت لا تقبل العذر =وإن كنت لا تجاوز زلّة

وفي موضع آخر يحذر من خطورة الحسد؛ فيقول:

من لزم الحقد لم يزل كمدا = تخرقه في بحورها الكرب

وتارة أخرى يُمَجِّدُ الأخلاق الفاضلة، ويذم أضادها فيقول:

ما أكرم الصبر! وما أحسـ = ـن الصدق! وما أزينه للفتى!

الخرق شؤم، والتقى جنّة =والرفق يمن، والقنوع غنى

نافس إذا نافست في حكمة =آخ إذا أخيت أهل التقى.

كما يحض على الصدقة والنفقة، فيقول:

إذا المرء لم يعتق من المال نفسه =تملكه المال الذي هو مالكه

ألا إن مالي الذي أنا منفق =وليس لي المال الذي أنا تاركه

إذا كنت ذا مال فبادر به الذي =يحق وإلا استهلكته مهالكه

وهكذا ينطلق أبو العتاهية بإيمانه المطلق، وبكلماته الصادقة يندّد بمطامع الإنسان وحرصه على الدنيا:

ألا إلى الله تصير الأمور =وما أنتِ يا دنياي إلا غرور

نحن بنو الأرض وسكانها =منها خلقنا وإليها نصير

أبو العتاهية والاقتباس من القرآن:

إن كثيراً من الصور الشعرية لأبي العتاهية مقتبسة من القرآن الكريم .. اسمع قوله تعالى: (ألا إلى الله تصير الأمور)، و (منها خلقناكم، وفيها نعيدكم)، واقرأ قول أبي العتاهية المنقول فوق هذه الأسطر مباشرة، وانظر تشابه الصور، ثم اسمع قول أبي العتاهية:

ويرزق الإنسان من حيث لا =يرجو وأحيانا يضل الرجا

ألا يتبادر لذهنك قوله سبحانه تعالى: (ويرزقه من حيث لا يحتسب).

أو اسمع قول أبي العتاهية: =من لم يوال الله والرّسل التي

نصحت له فوليّه الطاغوت

وتذكر قوله تعالى: (الله وليّ الذين آمنوا يخرجهم من الظّلمات إلى النّور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت).

أو اسمع قول أبي العتاهية:

إن أنت لم تهدنا ضللنا = يا رب إن الهدى لهداكا

وانظر قوله تعالى: (قل إن هدى الله هو الهدى).

أو قول أبي العتاهية:

ليت شعري فإنني لست أدري =أي يوم يكون آخر عمري

وبأي بلاد تقبض روحي =وبأي البلاد يحفر قبري

وطالع قوله تعالى: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).

خلاصة:

إن ديوان أبي العتاهية ينضح عذوبة وصفاءا، ويمتلئ وضاءة وبهاءا، على الرغم من أنه في غرض واحد من أغراض الشعر وهو الزهد والحكمة؛ مما يؤكد قوة شاعريته، وسمو شخصيته في عصر تعاظمت فيه تيارات الفوضى السلوكية، وتوجهات المنكرات الأخلاقية، ألا رحمه الله، وأحسن إليه.

شبكة المشكاة الإسلامية ( http://meshkat.net/new/*******s.php?catid=6&artid=6940)

ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[19 - 07 - 07, 12:18 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

جزاك الله خيرا أخي، وما أجمل قوله رحمه الله:

الى ديان يوم الدين نضمي ** وعن الله تجتمع الخصوم

ـ[معاذ بن عمر]ــــــــ[23 - 07 - 07, 07:43 ص]ـ

جزاك الله خيرا وجعل الله ذلك في ميزان حسناتك وغفر الله لك ولوالديك.

فكم كنا نحتاج إلى مثل هذه القصائد الزهدية حتى نترك حب الدنيا الذي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه)

وأبشر فسوف تنتشر هذه القصائد بإذن الله لكثرة من كانوا يطلبونها وسيعم النفع بإذن الله

ـ[أبو جويرية]ــــــــ[31 - 10 - 07, 12:32 ص]ـ

بارك الله فيكما

و معذرة على تأخري في الرد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير