تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- د. عبدالعزيز العثيمين: إضافة إلى نفس الموضوع أعتقد ان تغير حياة الناس في البلاد العربية بشكل عام بعد ان مررنا بفترة التغير والانقلاب في المفاهيم الكثيرة خصوصاً في بعض الدول العربية.

والذي حدث أنه حصل تطور في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بشكل سريع جداً، ولم يكن التغير تدريجياً ولكنه كان مفاجئاً. وبهذا التغير المفاجئ صار هناك وفرة كبيرة من أنواع الأغذية وفرة كبيرة في كمياتها ووفرة في مواردها، وللأسف الشديد لم يوافق هذا التطور التوعية الصحية وكان التركيز الشديد مع الأسف في معظم الدول العربية بشكل عام على الناحية العلاجية وبناء المستشفيات وتجهيزها بأفضل الأجهزة وتقديم الخدمات الفندقية على أعلى مستوى مع عدم الاهتمام بالناحية الوقائية.

والجانب الوقائي للأسف الشديد في كل البلدان العربية بشكل عام لم ينل الحظ من الاهتمام، والسبب ان الاهتمام ببناء المستشفيات وتجهيزها هو للجذب الإعلامي فيقال لدينا أفضل المستشفيات، بينما الجذب الوقائي مغيب مع ان له تأثيره الأساسي وهو رفع المستوى الصحي وهو الذي يفترض ان يلقى الاهتمام من الجهات المسئولة عن الصحة في البلد.

هذه الأشياء التي ساهمت في عملية تغير العادات الغذائية، ولا أود ان أضع اللوم على الفرد كفرد أو ربة البيت كما تفضل البعض ووضع الكرة في مرماها، أعتقد ان المسئولية أوسع وأكبر من ذلك وتمكن في النظام الصحي بشكل عام في البلاد العربية كلها.

مسألة العادات الغذائية الحالية يجب ان يتنبه إليها وان يساهم في ذلك الكل بتوعيته والجهات الصحية المسئولة إضافة إلى الاخوة الأطباء، وللأسف الشديد حتى بعض الزملاء الأطباء عندما يأتي مريض حامل للمرض فإن النصيحة الأولى هي النظام الغذائي خصوصاً الحوامل والنصيحة الثانية هي الاهتمام بالأم في فترة الحمل والنظام الغذائي حتى لا يولد الجنين وهو مصاب بالسمنة. الشيء الثالث مشكلة الأغذية العالية الدهون، ان الأغذية السريعة مطلوبة ورتم الحياة يحتاجها، ولكن المشكلة في الأغذية السريعة التي تكون عالية الدهون إضافة إلى عملية التوعية فتجد الرجل في الدول المتقدمة بشكل خاص جزء من وقته اليومي يخصصه للحركة والمشي بواقع ربع ساعة تقريباً. ولا أعتقد ان منا من يفعل ذلك، إلاّ إذا اضطر كأن لديه مرض السكر وأمره الطبيب بذلك، ومشكلتنا أننا لا نهتم بأنفسنا إلاّ إذا أصيب الإنسان بالمرض. فليس لدينا الجانب الوقائي .. كذلك مشكلة تناول المشروبات الغازية والملونة المنتشرة دون الوعي بمشاكلها، ومعظم الدول المتقدمة وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية وضعت حدوداً للمشروبات الغازية وتوزيعها في المدارس حتى هناك مساحة معينة في المدارس ولا تباع خارج سور المدرسة لابد من وجود مساحة معينة والسبب هو منع الطفل من ان يأخذ الأغذية الدسمة والأسوأ ان المشروبات الغازية تذيب أكبر كميات من السكر عند إضافتها مما يساعد على سحب الكالسيوم من العظام فلها علاقة بما يسمى بهشاشة العظام. ولا تجد هشاشة العظام واضحة إلاّ لدى الذين في عمر الخمسين وما فوق، هؤلاء هم الجيل الذي ظهر مع ظهور المشروبات الغازية. بينما الذين في عمر السبعين والثمانين فلا تجد عندهم هشاشة العظام لأن عاشوا على الحليب والتمر ولم يكن عندهم المشروبات الغازية. هذه مع بعضها إضافة إلى قلة الرياضة والحركة هي السبب في الكثير من الأمراض.

- د. محمد حسام: أؤيد الدكتور عبدالعزيز في هذا الموضوع، لكن بالنسبة للعادات الغذائية هناك أسباب أخرى الأول الاستهلاك الكبير لجميع أنواع الأغذية بسبب الحضارة، وأصبحنا نرى في الأسواق توفر جميع أنواع الخضروات والفواكه في غير مواسمها. طبعاً الأمر جيد، إنما استهلاك هذه المواد يجب ان يكون منظماً خصوصاً ان هناك مواد مخزنة مثل المخزون من البرتقال فلابد ان يعرف الإنسان البرتقال المخزن من غير المخزن، وكذلك معرفة الفرق بينهما، فالإنسان في هذه الحالة يتناول ربع المادة الغذائية، ولذلك لابد ان يستخدم الإنسان المواد الغذائية بوعي حسب حاجة الجسم إلى العنصر الغذائي، والسبب الثاني هو السعرات الحرارية فهي مهمة وضرورية للجسم.

لأن الفيتامينات مواد ضخمة تحول وتبني هذه الأغذية في الجسم فحتى تقوم بعملية هضم صحيحة لابد من استهلاك كميات كبيرة من فيتامين (ب).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير