تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: " صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئا من الشهر حتى بقي سبع فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله! لو نفلتنا قيام هذه الليلة، فقال: " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة " فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس، فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر " حديث صحيح، أخرجه أصحاب السنن.

وكان يقول صلى الله عليه وسلم

التمسوها فيالعشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي)

) رواه مسلم (

فقيام ليلة القدر -وهي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان- أفضل عند اللهمن عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر وذلك لقوله تبارك وتعالى)

(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (أي ثواب قيامها أفضل من ثوابالعبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا. ولو أصاب مسلم ليلة القدرفقامها لمدة عشرين سنة فإنه يكتب له بإذن الله ثواب يزيد على من عبد الله ألفاوستمائة وستة وستين سنة. أليس هذا عمرا إضافيا طويلا يسجل في صحيفتك لا تحلم أنيتحقق لك فتقوم به في الواقع

و كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاهالله - عز وجل –

(ثم اعتكف أزواجه من بعده (

وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31

الحمد لله رب العلمين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في العبادة

لقد اختص الله الاعتكاف في ليلة القدر بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبى سعيد أنه اعتكف العشر الأول ثم الوسط، ثم أخبرهم انه كان يلتمس ليلة القدر، وانه أريها في العشر الأواخر، وقال: " من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر " وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه ولهما مثله عن ابن عمر

وهكذا دأب الصالحين الاجتهاد في العبادة

قصة

بعد أن فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعه المسلمون من غزوة (ذات الرقاع) نزلوا مكانا يبيتون فيه، واختار الرسول الكريم للحراسة نفر منالصحابة يتناوبون وكان منهم (عمّار بن ياسر) و (عباد بن بشر) 000 فقال عبادلعمّار: (أي الليل تحب أن أكفيكه أوله أم آخره؟) 000قال عمار: (بل اكفني أولهفاضطجع عمّار ونام، وقام عباد يصلي، وإذا هو قائم يقرأ القرآن اخترمعَضُده سهم فنزعه واستمر في صلاته، ثم رماه المهاجم بسهم آخر، نزعه، ثم عاد لهبالثالث فوضعه فيه، فنزعه وركع وسجد ثم مدّ يمينه وهو ساجد إلى صاحبه عمّار وظليهزه حتى استيقظ ثم أتم صلاته، ووثب عمّار مُحدِثا ضجة وهرولة أخافت المتسللينوفرّوا، ولما رأى عمّار دماء عباد قال له: (سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك؟) 000قال: (كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها، فلماتابع علي الرمي ركعت فآذنتك، وايم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه لقطع نَفْسي قبل أن أقطعها أو أنفذها

وكانوا يخشعون في صلاتهم امتثالا لقول الله تعالى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير