تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن شيخنا رحمه الله عبد الرحمن بن سعدي كتب إليه يقول: دعوا لنا هذا يكون من نصيبنا، هذا الولد يكون من نصيبنا، فجزاه الله عني خيرا.

- وكانت هذه رغبتك في نفس الوقت؟

وهي رغبتي، فبقيت عنده مدة، ثم انقطعت عن الدراسة.

- لماذا؟

لأنه حصل عند الناس نشاط في الأراضي في عمارتها في الغرس، في مكان يقال له الوادي، وكنا نحن من الذين اشتغلوا في ذلك مدة، ولكن الله سبحانه وتعالى منّ بفضله فعدنا إلى الدراسة على الشيخ رحمه الله.

وفي عام 1372 من الهجرة أشار علينا بعض الإخوان أن نلتحق بالمعاهد العلمية التي فتحت في الرياض، واستشرت شيخنا عبد الرحمن رحمه الله في ذلك، وأشار عليّ أن أدرس فيها.

- في هذه المرة وافق على ذهابك؟

[وافق] على ذهابي لأنني سأذهب إلى علم، إلى طلب العلم في الرياض؛ في المعاهد العلمية، وفعلا ذهبت إلى هناك، ودرست في المعهد، واتصلت بشيخنا الثاني عبد البعزيز بن عبد الله بن باز، وكان لي عليه دروس في بيته خاصة، وكذلك أيضا في المسجد، قرأنا عليه في علم الحديث -لأنه كان وفقه الله وأمد في حياته على خير الإسلام والمسلمين- كان له إلمام كبير في علم الحديث ورغبة أكيدة، وفتح لنا جزاه الله خيرا أبوابا جيدة في هذا الموضوع، فقرأنا عليه من صحيح البخاري، وقرأنا عليه أيضا في مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يحضرني الآن كل ما قرأت عليه، المهم أنني انتفعت بقراءتي عليه من حيث التوجيه والانتقال من العكوف على الكتب الفقهية وتمحيص الأقوال وتلخيصها، انتقلت من هذه المرحلة إلى مرحلة الحديث، ولست من الذين يصح أن يُنسبوا إلى علم الحديث، ولكني اتجهت إلى علم الحديث.

- هل كان لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز تأثير مباشر عليك في أنك تتجه لعلم الحديث، أم هناك أناس آخرين .. علماء آخرين؟

لا، على كل حال ما اتصلت بغيره، في الرياض ما اتصلت بغيره، وكان الأثر المباشر من الشيخ نفسه، وأيضا الإنسان إذا تذوق العلم وعرف فائدته يكون له حافز من نفسه.

بقيت في الرياض إلى سنة 1373 ثم رجعت إلى عنيزة.

- ماذا أتممت في هذه الفترة فضيلة الشيخ محمد؟

أتممنا الدراسة في المعهد لأننا بدأنا من السنة الثانبة، وفي ذلك الوقت كان نظام القفز، أن الطالب يدرس في الفترة الصيفية دروس السنة المستقبلة، ثم يمتحن فيها في الدور الثاني، ويرتقي إلى السنة الثالثة، فأنا قفزت، يعني قرأت الثانية وتخرجت منها طبيعيا، ثم قفزت وأدركت الثالثة، ثم أخذت الرابعة سنة 74 بالانتساب، لأن المعهد العلمي كان قد فتح في عنيزة، وكان محتاجا إلى المدرسين، فرجعت في عام 74 إلى عنيزة، وابتدأت التدريس في معهد عنيزة من عام 1374، وأخذت السنة الرابعة بعد ذلك بالانتساب، وبقيت هكذا منتسبا، حتى أتممت ولله الحمد كلية الشريعة بالانتساب.

ولما توفي شيخنا رحمه الله في عام 76 ..

- من؟

شيخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي توفي في عام 1376 جمادى الآخرة، كان شيخنا الأول محمد بن عبد العزيز المطوع كان قاضيا في هذا البلد في بلد عنيزة، فرأى هو وأميرها في ذلك الوقت أن أتولى إمامة الجامع الكبير في عنيزة، فجعل لي ولاية الإمامة في هذا المسجد، وتوليت الخطابة فيه في الجمعة الثانية بعد موت شيخنا رحمه الله، وما زلت حتى الآن في هذا المسحد، والحمد لله رب العالمين، وأسأل الله أن يوفقني للصواب والهداية.

بقيت مدرسا في معهد عنيزة، ولما افتتح فرع الجامعة في القصيم صرت أدرّس فيها في السنة الثانية من فتحها، جامعة الإمام محمد بن سعود، درّست فيها أول سنة على ملاك المعهد.

- في أي مادة طال عمرك؟

درست فيها أول سنة في مادة التفسير، وكنت على ملاك المعهد، ثم صرت فيها مدرسا أصليا، وبعد صار عندي تدريس في التوحيد، وتوحيد في الفقه، وما زال الآن عندي التدريس في مادة الفقه، في السنة الثانية والثالثة والرابعة من كلية أصول الدين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير