تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعطاكم الله العافية والصحة، ننتقل الآن إلى مرحلة التأليف، نريد أن نعرف عندما بدأت أيضا تتجه إلى التأليف وإعطاء هذه العلوم، وما اختزنته أثناء دراستك، وأثناء طلبك للعلم، وما أخذته من العلماء والمشايخ، وما تلقيته منهم، ثم من خلال ما اشتغلت فيه، عكفته في تأليفات أو في مؤلفات أو في كتب، نريد أن نأخذ فكرة مع المستمع الكريم عن هذه الكتب وعن هذه المؤلفات، وعن موادها وعن محتوياتها.

نعم، أولا أن من ألّف من استَهدف، ولكن الذي شجعني على التأليف أمران، أحدهما: أن المؤلف يحرص غاية الحرص على أن يتعمق في المادة التي يريد التأليف فيها، وهذه فائدة عظيمة للمؤلف، أضف إلى ذلك أنه تعمق فيها وقيّد ما تعمق به في هذه المؤلفات فستمكث في نفسه أكثر.

الأمر الثاني مما شجعني على التأليف: أنه في حياة شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله كنا نقرأ عليه في العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وكنت أكتب -كطالب- أكتب عليها شرحا للآيات وللأحاديث ولكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، وأظن أنني كتبت أربعة دفاتر، ولكني ما كملتها، إلا أنني إذا كتبت شيئا عرضته على الشيخ عبد الرحمن رحمه الله، وكان يشجعني على ذلك كثيرا، ويأمرني بأن أستمر، ويرغّبني في هذا، ولذلك منذ ذلكم الحين ,أنا أحب أن أؤلف، وكان لي ولله الحمد مؤلفات، منها شيء قد طبع، ومنها شيء لم يطبع، فمنها أنني شرعت في تفسير آيات الأحكام واستنباط الأحكام منها، لا على سبيل النقل كما يفعله بعض الناس، ولكن على سبيل الاستنباط أولا، لأن الذي ينبغي للمستدل بالكتاب والسنة أن لا يعتمد على غيره فيما يستنبط، بل أن يستنبط أولا بنفسه، ثم بعد ذلك يعرض ما استنبطه على ما استخرجه غيره من هذه الآيات والأحاديث، من أجل أن يكون مُبدعا لا متبعا، والإنسان إذا قصر نفسه على اتباع غيره فإنه يجمد ذهنه، ولا يستفيد من نصوص الكتاب والسنة، ولذلك أنا أدعو إخواني من أهل العلم أن يكون دائما الأصل الذي يبنون عليه هو الكتاب والسنة، والتحرر في الأفكار .. بل الأصح التحرر في التفكير، وجعل الفكر تابعا لما دل عليه الكتاب والسنة، حتى يكون الإنسان متحررا حقيقة، ثم بعد ذلك يعرض ما بدا له على ما استنبطه أهل العلم، فلعله يجد خطأ فيما استنبط، فيوفَّق للرجوع إليه، فكان لي همة في ذلك، وفعلا كتبت في بعض الدفاتر عندي شيئا من هذا، من آيات الأحكام بدأت من آيات البقرة، واستنبطت أظن من آية القصاص أكثر من واحد وعشرين مسألة .. فائدة، ولكن حصلت المشاغل الكثيرة ولم أتمكن من إتمامه ..

ثم كان لي شروح على العقيدة الواسطية، لأني كنت أدرّسها في المعهد، وعلى كتاب لمعة الاعتقاد، لأني درّسته أيضا، تعليق على لمعة الاعتقاد مطول، وتعليق مختصر.

- صدرت في كتاب؟

لا، لكنها مطبوعة بـ (الاستنسل)، وكان الطلبة ينتفعون بها.

- يعني مخطوطة اجعلنا نقول؟

نعم، كمخطوطة، كذلك كان لي تأليف مختصر في المصطلح، درسه الطلبة، وتأليف مطول أطول منه درسه الطلبة أيضا، حرصت فيه على التبويب والتقسيم والإيضاح في الأمثلة، لأن ذلك مهم جدا في نظري، ولا سيما بالنسبة للمصطلح.

كان لي أيضا تأليف في أصول الفقه كتاب مختصر واسمه الأصول من علم الأصول.

وكان لي أيضا تأليف في الفرائض كتاب مطول، اسمه تسهيل الفرائض، جمعنا فيه بين المسائل والدلائل، وكان لي كتاب مختصر يدرس الآن في المعاهد في الفرائض، في فقه الفرائض فقط، أيضا اتبعنا فيه طريق القرآن، ولم نتبع ما كان عليه أكثر الفرضيين، فإن أكثر الفرضيين يقولون مثلا: باب السدس، باب الربع، باب الثمن، ويذكرون من يرث، وأما طريقة القرآن فإنه يذكر أحوال الوارث، لأجل أن تكون المسائل محصورة، فيقول مثلا عز وجل في حالة المرء تارة كذا وتارة كذا، ولذلك اخترنا في كتابنا تسهيل الفرائض اخترنا هذه الطريقة، أن نتكلم على كل وارث على حدة، حتى يتبين الأمر جليا وينحصر العلم للطالب.

كذلك أيضا لنا تأليف في غير حقل التدريس، مجالس رمضان، ثلاثون بابا، كل يوم أو كل ليلة لها باب، بحثنا كيف الصيام وأحكامه والزكاة ومسائل أخرى.

لنا كتاب أيضا أسمه الأضحية والذكاة، ولنا كتاب أيضا رسالة في الحجاب، حكم حجاب المرأة، وأنه يجب على المرأة أن تستر وجهها وجميع بدنها عن غير المحارم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير