تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إخوتي في الله إن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الشام ليس للمكان وإنما للأشخاص ودليل ذلك حديث أخرجه الإمام أحمد (1/ 112) قال: حدثنا أبو المغيرة ثنا صفوان حدثني شريح يعني ابن عبيد قال ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب وهو بالعراق فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين، قال: لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب.

ثانياً: من قال إن في الشام غلاة الصوفية فقد ظلم ومن قال إن في الشام السلفية فقد ظلم أيضاً

لأن غلاة الصوفية ومذهب السلفية منتشر في كل البلاد وليس لتخصيص فائدة

ثم إن مفهوم الصوفية في بلاد الشام مفهوم له قواعده وقائم على منهج السلف وهؤلاء هم أول المنكرين على الغلاة منهم والمبتدعة والذين أتوا بأشياء لا أصل لها في شرعنا وهم قلة قليلة

فإنه في دمشق وحلب على التحديد لا يخلو مسجد يقام فيه الدروس العلمية وتقرأ فيه كتب المتقدمين إلا وقد خصصوا وقتاً لذكر الله تعالى

أما عن الطريقة التي تدار فيها هذه الجلسة فهي كالتالي

تبداً الجلسة بقراءة ما تيسر من كتاب الله تعالى

ثم توزع ختمة كاملة على الحاضرين لقراءة الذكر الحكيم من كتاب الله تعالى

وبعدها يقوم أحد الجالسين ويوزع على الحاضرين 100000 من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من أنواع الذكر

ثم ينشد المنشدون مدائح الرسول الكريم

وبعدها يسمع الحاضرون موعظة من إمام المسجد وبهذا تنتهي الجلسة

فهل هؤلاء هم غلاة الصوفية وهل هم خالفوا منهج السنة وهل هم عصاة بذلك

فهذه ميزت امتازت بها بلاد الشام عن غيرها

ثالثاً: إن قلت أن مذهب أهل الشام هو مذهب الأشاعرة هل هذا يعني أنهم كفره فإن كان ذلك فهذا نسف للأحاديث التي صنف فيها المصنفون وألف فيها المحدثون في فضل الشام والتي جمعوها عن رسول الله

وأن الشام تعيش في ضلال من أكثر من ألف عام أو من القرن الثالث الهجري

فكيف يمكن تأويل ذلك

فهذا بحث طويل وعظيم وقد حاولت في المشاركة السالفة أن أتجنب الخوض في ذلك ولكن الأخوة الأعضاء تعرضوا لذلك في مشاركاتهم فإن كان لا بد فسوف أعقد مشاركة توضح ذلك جلياً كالشمس في وضح النهار

رابعاً: أما أن الدعوة السلفية تنطلق من الشام فللأسف لا نجد لهؤلاء عندما قاموا بدعوتهم هذه من مؤيد بل وجدنا المعارض ولهذا وجد المؤيد من خارج بلاد الشام

وقد أسلفت في المقال السابق أن علماء الشام علماء متمسكون بمذهب السلف في كل النواحي أعظم تمسك وتجد ذلك في عقيدتهم وفقههم و علومهم كلها

خامساً: انتشار الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال لا إشكال فيها وهو قول جمهور المحدثين

أما عن مدينة حلب فهي منبع العلم وبها يترعرع طلبة العلم ليخرجوا إلى العالم فهي مدينة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة والشيخ راغب الطباخ والشيخ عبد الله سراج الدين والشيخ محمد عوامة والشيخ مصطفى الزرقا والشيخ محمد رواس قلعجي والشيخ زهير الناصر والشيخ نور الدين عتر والشيخ أحمد الحجي الكردي والشيخ عبد المجيد معاذ والكثير الكثير من العلماء ولا يخلو عالم من علماء القرون السالفة إلا وقد كان له حضور عند علماء حلب

أما انتشار الأحاديث الموضوعة فهذا حق ولكن عند قلة قليلة جداً

وفي الختام أدعو من هذا المنبر طلبة العلم لزيارة الشام والتعرف عليها ليجد صدق ما حدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قرب وعن البركة التي وضعها الله فيها وحدث عنها في كتابه العظيم وهو قوله سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله

فالبركة حول المسجد تضم أقاليم بلاد الشام

الأدلة على الحق لا تكون بنصوص تفضل بلدا من البلدان لأن التفضيل تفضيل جملة

قلت الزيدية منتشرة في اليمن مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثنى على اليمن

لبنان فيها النصارى والدروز والشيعة مع أنها من بلاد الشام

الأردن لا تنتشر فيها الصوفية كسوريا مع أنها من بلاد الشام

فلسطين يحتلها اليهود مع أنها من بلاد الشام

وقع القتال بين أهل الشام وعلي رضي الله عنه مع أن طائفة علي كانت أقرب إلى الحق.

سوريا في عهد السلف لم تكن صوفية ولا أشعرية فانتشار عقيدة ما في بلد من البلدان يختلف باختلاف العصور والظروف والحق لا يمكن أن يتناقض

إذا كان البوطي رأس علماء سوريا يبيح دعاء غير الله ويمدح جامع كرامات الأولياء فهل بعد هذا غلو

ما ذكرتيه من الطريقة في الذكر تركه الرسول صلى الله عليه وأصحابه والاقتداء به عليه السلام في الترك والفعل لعموم الآية

العبرة ليست بالكثرة فالحق لا يعرف بالكثرة ولكن بموافقة الكتاب والسنة

ولا يزال في الشام من يدعو إلى التوحيد فهم من الطائفة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم

لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم من مشايخ الصوفية والأشعرية وغيرهم.

إن كان انتشار الصوفية والأشعرية دليلا على أنها حق فهل انتشار النصيرية أيضا فيها دليل على أنها الحق.

ولو قال لك السلفي انتشار السلفية في المدينة النبوية التي يأرز إليها الإيمان دليل على أنها الحق فمباذا تجيبه لماذا أيها الصوفية دائما تعيشون في بحر من الخيالات والأوهام وتصورون لأنفسكم ما لا حقيقة له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير