الهندسة أتقن الطب والهندسة لأنه فرض عليك ما دمت أنك تفرغت من بين المسلمين للاشتغال به، والمسلمون محتاجون إليك فواجب عليك أن تتقن هذا العلم وأن تضبطه ثم بعد ذلك تجعل فضلاً من وقتك لطلب العلم لكن في الأساس عند العلماء من تفرغ لعلم من علوم والكفايات؛ لأن الطب من فروض الكفاية كما نص عليه العلماء-رحمهم الله- والعلوم الهندسة مثلاً هندسة بيوت الناس الآن لو لم يملك المسلمون مهندسين لربما سقطت البيوت وبنيت عشوائياً فأضرت بأرواح الناس حتى في طرقهم وطريقة هندسة الطرق حتى في بعض الآلات والأجهزة فلا يظن أحد أن الإسلام فقط في المسجد، الإسلام أعمق من هذا كله والإسلام قائم على رعاية المصالح ودرء المفاسد وكما أن المفاسد تكون دينية تكون دنيوية - أيضاً -، فالمهندس الناجح في هندسته قد ينقذ الله به أرواحاً وقد يحصل غش في البناء وقد يحصل غش في طرقات المسلمين وقد يحصل غش في الأشياء التي يتعامل معها المهندسون ولا يستطيع أن يكشف ذلك الغش إلا الأمين الناصح فيكشفه فيثيبه الله بأعظم الثواب لأنه صان أرواح المسلمين عن الهلاك، وإذا كان في الحديث الصحيح لما مر رجل على غصن شوك قال: ((لأنحينَّ هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم فزحزحة الله به عن نار جهنم)) فما بالك بمن حفظ الله- u- به طرقات المسلمين أو حفظ به بيوتهم أو حفظ به مثلاً سياراتهم التي يحصل فيها الغش والأذية، وفي الطب حفظ به أرواحهم وأجسادهم فمدار الأمر كله على مصالح المسلمين، جلب المصالح لهم ورفع المضار عنهم، تتقن ما أنت فيه، وكم الآن تجد أناساً قد يكون طالب في الهندسة وهو يرى من يُدرس الهندسة لا يتقن تعليمه وتدريسه فينوي في قرارة قلبه أن يتخرج وأن يأتي مكان هذا المدرس الفاشل الذي لم يحسن تعليم المسلمين وقد ينوي أن يتخرج في مكان ينفع به المسلمين، وقد ينوي أن يتخرج فيقوم على مصالح المسلمين بالمال القليل ولا يضيق على المسلمين كلها نوايا صالحة ما دام أنه يريد الخير للمسلمين وكلها نوايا يثاب صاحبها ويؤجر عليها، فالإسلام أعظم من أن يظن الإنسان أنه منحصر في شيء بل إنه دين جعله الله رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، فأتقن ثغرك وأحسن علمك الذي تخصصت فيه وأنوِ بذلك نفع المسلمين وأنت مأجور غير مأزور ومعانٌ من الله- u- وهكذا الشأن في الأطباء وغيرهم، كم الآن نجد من الغش في الطب وكم نجد من يأكل أموال الناس بالباطل ومن يعرض أرواح المسلمين للخطر في طبهم وكم من الأعضاء يبتر! وكم وكم .. !! ومع هذا ما حصل هذا كله إلا بعدم وجود الاكفاء وعدم وجود الأمناء، فكم من الأجر يكون للطيب الذي يحسن نيته أن يأتي مكان هؤلاء، ولو كان واحداً فإن الله يأجره على حسن نيته ويثيبه على طيب طويته - فنسأل الله بعزته وجلاله أن يبارك للمسلمين في هذه العلوم وأن يجعلها عوناً لهم على طاعته -، فاشتغل بهذا الأساس واجعل مثلاً أيام العطلة أو أيام فراغك لتعلم الشرع أو أيام الإجازة التي لا تؤثر على تحصيلك الأساس، والله - تعالى - أعلم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا. إنه جواد كريم.
نقلها: عبدالرحمن العامر.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[31 - 03 - 05, 08:19 م]ـ
إذا أكملت في كلية الهندسة .. فسوف تتوظف بعدها ثم تتزوج ولن يكون هُناك وقت لطلب العلم ..
وستصبح كل حياتك هندسه في هندسه ...
انصحك بدخول كلية الشريعة .. أفظل لك ...
والسلام عليكم
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:10 ص]ـ
استعن بالله، وعليك بالدعاء، والجمع ليس بصعب أبدا.
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 05, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم:
عليك بالإستخارة والأمر سيهون بإذن الله.
ـ[صخر]ــــــــ[23 - 04 - 05, 01:37 ص]ـ
انصحك بكلية الشريعة ولا تعتمد عليها كليا بل اضف ساعات من وقتك في الدراسة عند الشيوخ فان لم يتيسر فبالاشرطة
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[24 - 04 - 05, 10:37 م]ـ
هذا يرجع إلى مدى رغبتك في دراسة الهندسة أو عدمه فإن كنت ترغب في دراسة الهندسة وتحب العلوم الشرعية فنصيحتي أن تواصل الهندسة،والعلم الشرعي تدرسه مع طلبة العلم أو عند المشايخ فتكون جمعت بين مصالح عديدة: رضى الوالدين، وضمان عمل في المستقبل تعيش منه، وحصولك على العلوم الشرعية التي تحبها. وفقك الله
¥