الأخ الفاضل أبو حذيفة سدد الله خطاك
أخوك أيضا وقع في نفس الحيرة بين الهندسة والعلم الشرعي منذ أكثر من عشر سنوات وما أخرجني منها - بعد فضل الله ومنه - إلا إجابة شيخ فاضل لي عن مثل سؤالك وأنا من شدة تأثري بالرد مازلت أذكره بنصه إلى الآن , قال لي جزاه الله عني خيرا:
كن لله كما يريد لا كما تريد!!
ولا تطلب منه أن يخرجك من حال أقامك فيه إلى آخر تريده أنت , فلو أراد سبحانه لاستعملك من غير إخراج ..
ولو خرجت من حيث أقامك الله فخروجك حينئذ لحظ نفسك لا لوجه الله ..
وأكثر من قول: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن أعلم أن الله على كل شئ قدير وأنه قد أحاط بكل شئ علما ..
عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنَّ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - خَرَجَ إلى الشَامِ حَتَى إذا كَانَ بِسَرْغ [هي منطقة أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام. «معجم البلدان» (3/ 212)] لَقِيَهُ أمَرَاءُ الأجنَادِ: َأبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ وأصحَابُهُ فَأخبَرُوهُ أنَّ الوَبَاءَ قَد وَقَعَ بِأرضِ الشَامِ.
قالَ ابنُ عَبَّاس: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ ليَ المُهَاجِرينَ الأوَّلينَ. فَدَعَاهُم فَاستَشَارَهُم وَأخبَرَهُم أنَّ الوَبَاءَ قَد وَقَعَ بِالشَامِ، فَاختَلَفُوا: فَقَالَ بَعضُهُم: قَد خَرَجتَ لأمْرٍ، وَلا نَرىْ أنْ تَرجِعَ عَنهُ، وَقَالَ بَعضُهُم: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ، وَأصحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وَلا نَرَى أنْ تُقدِمَهُم عَلَى هَذَا الوَبَاءِ. فَقَالَ: ارتَفِعُوا عَنِّي.
ثُمَّ قَالَ: ادعُ ليَ الأنصارَ. فَدَعَوتُهُم، فَاستَشَارَهُم، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهاجِرينَ، واختَلَفُوا كاختِلَافِهِم، فَقَالَ: ارتَفِعُوا عَنِّي.
ثُمَّ قَالَ: ادعُ ليَ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِن مَشيَخَةِ قُريشٍ؛ مِن مُهاجِرَةِ الفَتحِ. فَدَعَوتُهُم، فَلم يَختَلِف مِنهُم عَليهِ رَجُلانِ، فَقَالُوا: نَرَى أنْ تَرجِعَ بِالنَّاسِ وَلا تُقدِمَهُم عَلَى هَذَا الوَبَاءِ.
فَنَادَى عُمَرُ في النَّاسِ: إنِّي مُصبِحٌ عَلى ظَهرٍ فَأصبحُوا عَليهِ.
قَالَ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ: أفِرَارَاً مِن قَدَرِ اللهِ؟!
فَقَالَ عُمَرُ: لَو غَيرَكَ قَالَهَا يَا أبَا عُبَيدَةَ! نَعم، نَفِرُ مِن قَدَرِ اللهِ إلى قَدَرِ اللهِ، أرَأيتَ لَو كَانَ لَكَ إبلٌ هَبَطَتْ وَادِياً لَه عَدوَتَان: إحدَاهُمَا خَصبَةٌ والأُخرَى جَدْبَةٌ، أليسَ إنْ رَعَيَتْ الخَصبَةَ رَعَيَتْهَا بِقَدَرِ اللهِ، وَإنْ رَعَيَتْ الجَدْبَةَ رَعَيَتْهَا بِقَدَرِ اللهِ؟
قَالَ: فَجَاءَ عَبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ -وَكَانَ مُتَغَيِّبَاً في بَعضِ حَاجَتِهِ- فَقَالَ: إنَّ عِندِي فِي هَذَا عِلمَاً؛ سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولُ: "إذا سَمِعتُم بِهِ بِأرضٍ فَلَا تَقدُمُوا عَلَيهِ، وَإذِا وَقَعَ بِأرضٍ وَأنتُم بِهَا فَلَا تَخرُجُوا فِراراً مِنهُ".
قال: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ، ثُمَّ انصَرَفَ "
أخرجه مالك (1587) وأحمد (1683) والبخاري في «صحيحه» (6572،5397) وفي «التاريخ الصغير» (184) ومسلم (2219) وابن حبان (2953) وأبو يعلى (837) والبيهقي (6348) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (6527) وابن عساكر (34/ 69).
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[31 - 12 - 07, 09:47 ص]ـ
استفت قلبك وإن أفتاك المفتون
فإن كنت تعتقد أن لديك مؤهلات لأن تكون عالما مؤصلا وترى أنك ستكون مرجعا في العلم فهو أولى
وإن كان غير ذلك، فابق في تخصصك - نفع الله بك -
وأقول هذا عن تجربة، فقد درست الهندسة بسبب ضغط الأهل، وتخرجت منها، وعملت مهندسا 9 سنوات بلا إبداع، وعدت ودرست الشريعة، وأنا أكمل دراستي فيها، وأنا في قمة السعادة
وقد نفعني كلام الشيخ عبدالحميد البلالي أنه نادم لأنه درس الهندسة دون رغبة، وكذلك الدكتور طارق يقول بأنه لم يكتشف أنه لا يحب الهندسة إلا بعد أن أكمل الدكتوراة
والوضع في السعودية أو الخليج أسهل من البلاد الأخرى، فقد تتجرع دراسة لا تسيغها طلبا للرزق، فلا تنس هذه النقطة
وقد ذكر الشيخ الألباني - رحمه الله - أن والده له فضل عليه في تعليمه مهنة إصلاح الساعات لما فيها من إغناء للنفس، واستفادة من الوقت في انتظار الزبائن
وأكثر أهل الحديث ذوو صناعات كالزجاج والنجار والنحاس
ـ[رائد محسن]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:19 ص]ـ
أخي يكفيك ما كتب لك .. ولكن أنا أعرف من جمع بين الأثنين أقصد الهندسة والعلوم الشرعية
وهو الشيخ/ محمد يسري
وأنا جالسته وهو دكتور قسم هندسة كيميائية بامتياز مع مرتبة الشرف!!!!
اليك هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=61694&scholar_id=82&series_id=3358
¥