تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الإمام أحمد: «نبهان روى حديثين عجيبين: هذا الحديث، والآخر: "إذا كان لإحداكن مكاتب فلتحتجب منه"». وهذه إشارة منه إلى ضعف حديثه، إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأحاديث الصحيحة. ونقل عنه الفقيه الحنبلي ابن مفلح في "المبدع" (7

11) أنه قال عن هذا الحديث: «ضعيف». وقال ابن عبد البر: «نبهان مجهول، لا يعرف إلا برواية الزهري عنه: هذا الحديث. وحديث فاطمة صحيحٌ، فالحجة به لازمة. ثم يحتمل أن حديث نبهان خاص بأزواج رسول الله r. بذلك قال أحمد وأبو داود». وزاد ابنا قدامة المقدسيان: «وإن قدر التعارض، فتقديم الأحاديث الصحيحة أولى من الأخذ بحديث مفرد في إسناده مقال».

و الحديث ضعفه الأرنؤوط في شرح السنة (9

24) فقال: «وقال (أي الترمذي) حسن صحيح، مع أن في سنده نبهان –مولى أم سلمة– لم يوثقه غير ابن حبان، على عادته في توثيق المجاهيل». وقد ضعفه الألباني كذلك في غاية المرام (#203) وفي ضعيف أبي داود (#887) وضعيف الترمذي (#2940) و إرواء الغليل (#1806) و المشكاة (#3116). وهناك أحاديث أخرى –ضعفها الألباني وكفانا تخريجها– يستشهد بها من يرون منع المرأة من النظر إلى الرجل مثل: قول فاطمة t لما سئلت: ما خير للنساء؟ فقالت: «أن لا يرين الرجال ولا يرونهن». وحديث باطل أخر: «ما من امرأة تنزع خمارها في غير بيت زوجها، إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها».

وأوضح من ذلك أن للمرأة أن تقوم بخدمة ضيوف زوجها في حضرته، ما دامت متأدبة بأدب الإسلام في ملبسها وزينتها وكلامها ومشيها. ومن الطبيعي أن يروها وتراهم في هذه الحال، ولا جناح في ذلك إذا كانت الفتنة مأمونة من جانبها وجانبهم. إذ روى الشيخان في صحيحيهما عن سهل بن سعد الأنصاري t قال: «لما أعرس أبو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ، دعا النبي r وأصحابه. فما صنع لهم طعاماً ولا قَرَّبه إليهم إلا امرأته أم أسيد: بَلَّتْ تمَراتٍ في تَوْرٍ (إناء) من حجارة من الليل. فلما فرغ النبي r من الطعام، أَمَاثَتْهُ له (أي مرسته بيدها) فسقته، تُتْحِفُهُ (أي تخدمه وتعطف عليه) بذلك (أي بالذي بلته أم أسيد)». وأخرجا (واللفظ لمسلم) عن سهل بن سعد قال: «دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله r في عُرسه. فكانت امرأته يومئذ خادمهم، وهي العروس». قال سهل: «تدرون ما سقت رسول الله r؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور، فلما أكل سقته إياه».

بحث جيد للشيخ محمد الامين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير