سمعت أبا محمد عبد الله بن عمر اليزدي ببغداد سمعت أبا طاهر روح بن محمد الدارني بإصبهان سمعت علي بن أبي حامد الخرجاني سمعت أبا علي الكرماني بمكة يقول سمعت محمد بن عبيد الله الكلاعي سمعت أبا حميد بن سوار سمعت معافي بن عمران يقول مثل الذي يغضب على العالم مثل الذي يغضب على أساطين المسجد
أنشدنا أبو حفص عمر بن عثمان الجنزي لنفسه بمرو وأنا سألته
لا تنكرن لسوء خلق عالما
واعذره في عذر احتمال أذاكا
فالعلم أحرى بالدلال لإهله
وأجل من أن يستمل هواكا
فهذه آداب حضور مجلس الإملاء ذكرتها على الإختصار
وسأورد الآن ما يحتاج فيه إلى كتابة الإملاء وآلاتها وكيفية الكتابة قد ذكرت جواز الكتابة وعدم جوازها على الإستقصاء في كتاب طراز الذهب ومن ذهب إلى جواز كتابة العلم ومن كرهها وحاصله أن كراهية كتابة الأحاديث إنما كانت في الإبتداء كي لا تختلط بكتاب الله فلما وقع الأمن عن الإختلاط جاز كتابه وكانوا يكرهون الكتابة أيضا لكي لا يعتمد العالم على الكتاب بل يحفظه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح أنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثني محمد بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال وقف المأمون يوما للإذن ونحن وقوف بين يديه إذ تقدم إليه غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون أيش تحفظ في باب كذا فلم يذكر شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا حجاج بن محمد وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئا فذكره المأمون ثم نظر إلى أصحابه فقال أحدهم يطلب الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم
أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي النصري بباب الشام أنشدنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت من لفظه أنشدني عبيد الله بن أحمد الصيرفي
ليس بعلم ما حوى القمطر
ما العلم إلا ما وعاه الصدر
فذاك فيه شرف وفخر
ورتبه جليلة وقدر
أنشدنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد الحافظ من لفظه ببغداد أنشدنا أبو الحسين بن الطيوري أنشدنا أبو الحسن الفالي أنشدنا أبو عبد الله بن خربان النهاوندي أنشدنا أبو محمد بن خلاد أنشدنا إبراهيم بن حميد
إذا ما غدت طلابة العلم ما لها
من العلم إلا ما يدون في الكتب
غدوت بتشمير وجد عليهم
فمحبرتي أذني ودفترها قلبي
أنشدنا أبو محمد معقل بن الحسن بن أحمد بن معقل الأزدي املاء بحمص أنشدنا والدي لنفسه
كم مكثر في صنوف العلم من كتب
أضحت لديه ركاما وهو كالوثن
ما عنده في الذي يحوي صحائفه
خبر ينوء به من ورطة اللكن
بل إنه معجب فيها ومقتنع
من علم باطنها بالظاهر الحسن فلما طالت الأسانيد وقصرت الهمم رخص في الكتابة ولها آداب وآلات سأذكرها على سبيل الإختصار
ينبغي للطالب أن يكتب الحديث بالسواد ثم بالحبر خاصة دون المداد لأن السواد أصبغ الألوان أبقاها على مر الدهور والأزمان وهو آلة ذوي العلم وعدة أهل المعرفة والفهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخباقي بمرو أنا أبو سعيد إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني ثنا أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم الحافظ ثنا أبو سعد بن أبي عثمان الزاهد أنا أبو علي الحسن بن داود ثنا محمد بن علي بن القاسم المطوعي ثنا أحمد بن محمد بن مالك الإسكندراني ثنا عبيد بن آدم ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس رضه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الله أصحاب الحديث وأهل العلم وحبرهم خلوق يفوج فيقومون بين يدي الله فيقول لهم طال ما كنتم تصلون علي نبيي انطلقوا إلى الجنة
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين البخاري قرأت عليه بكشميهن أنا أبو الفتح ناصر بن الحسين بن أحمد الضرير بسجستان أنا أبو القاسم علي بن طاهر الشروطي أنا أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد النوقاتي ثنا الحسين بن أحمد ثنا محمد بن يحيى الصولي ثنا الحسين بن فهم ثنا يحيى بن أكثم قال تذاكروا الألوان عند الرشيد فقال بعضهم أحسنها البياض لون النهار وقال أخرون أحسنها الخضرة لون الجنة وقال آخر أحسنها لون الذهب ومحمد بن الحسن ساكت فقال له الرشيد لم لا تتكلم فأراد رفع السواد فقال لو كان صبغ أحسن من السواد لكتبت به كتب الله المنزلة فاستحسن الرشيد قوله ووصله
¥