شربت مرارةً وبكيت جمراً على فقدٍ لأيامٍ خوالي
لأيام بها الخيرات طراً بها آباؤنا حازوا المعالي
ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً فصاروا في التدين خير آلِ
وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ سقاهم ربهم إثر ابتهالِ
فأضحوا شامةً من بعد تيه وعموا بالصفا كل الفعالِ
كبير القوم لا يؤذي صغيراً وجل الناس للقرآن تالِ
وأفقرهم تعففه شعار وأغنى القوم لا يشقى بمالِ
وكانوا عن حمى ديني حماةً وقد ضربوا لنا خير مثالِ
فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً تناوش بعضنا بعضًا لقالِ
فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ
ونلقى قحطنا في كل عامٍ فما بال الملا فينا وبالِ
فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ شديد ربنا عند المحالِ
فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ
ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ
ونبدأ في الدعا بالحمد إنا لنحمد بالغدو والآصالِ
إلهي إن في الأمطار شحًّا ونذرًا لا يدانيه مقالي
وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا وتشكو غورة الماء الزلالِ
فأمست في رباع القوم قفرًا وعظمًا بين أنياب السعالِ
وماتت من بهائمنا ألوفٌ لأن السعر في الأعلاف غالي
وأقبلت الديار على بلاءٍ لعامٍ من صدى الأمطار خالي
إلهي ليس للأنعام عشبٌ لترعى في حواشيه الجزالِ
ولا نبتٌ يباس في ثراها ولا كلاءٌ يرام على الجبالِ
فأمست بعد طاوية بطونًا وباركةً بلا شد العقالِ
وصار الطير لا ينوي نزولًا فلا ماء يرام إلى بلادي
أغثنا، أغثنا يا إله الكون إنا عبيد نبتغي حسن النوال
وإن بنا من اللأواء جهداَ وإنك عالم عن كل حال
فلا تمنع بذنب القوم قطرًا ولا تمنع عبادك من سجالِ
ألا رباه أرسلها رياحًا تقل بها من السحب الثقالِ
وسقها رحمةً في أرض قفرٍ تباكت طول أيامٍ عضالِ
ألا غيثًا مغيثًا يا إلهي وسحًّا نافعًا يا ذا الجلالِ
هنيئًا في ثناياه مريئًا مغيثا أو مريعا في الكمالِ
وأغدقه وأطبقه وجلل مواقع قطره بين التلال
لتحيي بلدةً ميتًا تعالت بها أصوات من في القحط بالِ
وتسقيه أناسيا كثيرا وأنعام غدت دون احتمال
فصب الماء في الآكام صبا وأنبت زرعنا فوق الرمال
وأحي الأرض بالخيرات دوما لتلزم قطرنا مثل الظلال
وتبلغ فرحة الإمطار دورًا مزملةً بأنَّات العيالِ
فيشحذ كل ملهوفٍ غياثًا بزخاتٍ كحبات اللآلي
ألا إنا دعوناك اضطرارًا وأنت بدعوة المضطر والي
وإن قد رفعناها أكفًّا فلا ترْدُدْ أكفًّا للسؤالِ
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، عباد الله .. إنكم قد خرجتم من دياركم تشكون إلى الله جدب أرضكم وانحباس المطر عن إبانه، وإنكم لم تخرجوا أشرين ولا بطرين ولا سائلين جاهًا أو طالبين مالاً .. وإنما خرجتم افتقارًا للرحيم الغفار، وابتهالًا للولي الحميد في أن يعفو عنكم ويتجاوز عن ذنوبكم، ليبدلكم خيرًا مما أخذ منكم ويغفر لكم؛ فأروا الله من أنفسكم ما يستجلب خيره ويرفع عنكم مقته وغضبه.
نستغفر الله. نستغفر الله. نستغفر الله. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً
اللهم إنا خرجنا إليك من بيوتنا ودورنا بعد انقطاع البهائم وجدب المراعي، راغبين في رحمتك وراجين فضل نعتمك اللهم قد انصاحت حبالنا وأغبرت أرضنا؛ اللهم فارحم أنين الآنة وحنين الحانة، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين. اللهم فاسقنا غيثك ولا تجعلنا من القانطين، ولا تهلكنا بالسنين .. ولا تهلكنا بالسنين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا خرجنا إليك حين اعتكرتنا مواقع القطر وأخلفتنا مخايل الجود، وأنت الرجاء للمبتئسين والمجيب للملتمسين .. اللهم إن بالبلاد والعباد من الحاجة إلى غيثك ما لا نشكوه إلا لك، اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، وأسقنا من بركات السماء سقيا تحيي بها ما قد مات وترد بها ما قد فات وتنعش بها الضعيف من عبادك وتسقي الميت من بلادك.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت. أنت الغني ونحن الفقراء؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت. أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت. أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم لتحيي بها البلاد وتسقي به العباد، ولتجعلها بلاغًا للحاضر والباد .. اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك.
نستغفر الله نستغفر الله نستغفر الله. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدرارا ً
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر / بوابة الحرمين
http://gph.gov.sa