تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد حدّثني صاحبٌ لي أنّهُ طافَ مرّة ً على إثر ِ الشيخ ِ في مكّة َ، في رمضانَ في عشرِها الأواخر ِ، قالَ صاحبي: والشيخُ يبكي بصوتٍ مرتفع ٍ، كنتُ أسمعهُ من خلفِ النّاس ِ، وقد فعلَ ذلكَ في مدّةِ الطوافِ كلّها.

ومن أعجبِ قصصهِ في العبادةِ والتبتّل ِ، ما حدثنيهِ أحدُ طلاّبِ الشيخ ِ أنَّ الشيخَ دعاهم مرّة ً إلى مزرعتهِ في المدينةِ النبويّةِ، وبعدَ انتهاءِ العشاءِ وخروج ِ الشيخ ِ، بقيَ بعضُ الإخوةِ في المزرعةِ، فجاءهم حارسُ المزرعةِ وجلسَ معهم، وحدّثهم عن الشيخ ِ خبراً عجيباً، مفادُهُ أنَّ الشيخَ كانَ يأتي المزرعةَ يوميّاً ويُصلي على أرضِها مباشرةً من بعدِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجر ِ، ويبكي ويبتهلُ للهِ ويضرعُ بالدعاءِ ويلهجُ بالثناءِ بينَ يديهِ، قالَ الحارسُ: وقد رأيتهُ كثيراً يُعفّرُ جبهتهُ بالسجودِ في الترابِ وينشجُ نشيجَ الطفلَ ويبكي للهِ تباركَ وتعالى.

وقد سمعتُ هذه القصّة أكثرَ من مرّةٍ، من أكثرَ من مصدر ٍ، وبمثل ِ هذهِ الأخبار ِ والقصص ِ يتبيّنُ للجميع ِ، أنَّ هذه المكانة َ السامية َ للشيخ ِ، والمنزلة َ العالية َ، إنّما بلغها بالعبادةِ والزهدِ والانقطاع ِ إلى اللهِ، وبالعمل ِ الصالح ِ والعلم ِ النافع ِ، إذ أعرضَ عن القيل ِ والقال ِ، وتفرّغَ لبناءِ نفسهِ وإصلاح ِ حالهِ، فآتاهُ اللهُ ثمرة َ ذلكَ في الدّنيا علوّاً في الدرجةِ، ورِفعة ً عندَ الخلق ِ، وما عندَ اللهِ خيرٌ وأبقى بإذن ِ اللهِ.

وبمثل ِ هذهِ الأعمال ِ الصالحةِ والذخائر ِ العظيمةِ، حفِظَ اللهُ شيخَنا في علمهِ ونفسهِ وعقلهِ، وبوّأهُ رُتبة ً عظيمة ً، ووقعَ للشيخ ِ من القصص ِ ما يُؤذنُ أنَّ ذلكَ حفظ ٌ من اللهِ لهُ، وعناية ٌ ربّانية ٌ خاصّة ٌ، فكثيراً ما كانَ الشيخُ يقودُ سيّارتهُ مسافاتٍ طويلة ً وهو نائمٌ، لا يدري عن الطريق ِ، ويستيقظ ُ فجأة ً وهو قريبٌ من أحدِ الحواجز ِ، أو على وشكِ الجنوح ِ إلى جانبِ الطريق ِ، وقد سمعتُ هذا بنفسي من الشيخ ِ، ولم أشكَّ قطُ – حينَ حدّثني بها - أنَّ هذا من حفظِ اللهُ لهُ ورِعايتهِ بهِ، كأنّما يُهيّئهُ لأمر ٍ عظيم ٍ.

ومن أعظم ِ ما يدلُّ على مناقبِ الشيخ ِ ومكانتهِ، قصّة ٌ وقعتْ وانتشرتْ في أوساطِ النّاس ِ في المدينةِ النّبويّةِ، وهي حادثة ٌ معروفة ٌ، مُلخّصُها أنَّ رجلاً – واسمهُ معروفٌ - من هواةِ التصنيفِ والوقوع ِ في الأعراض ِ، لمزَ شيخنا في عرضهِ ووقعَ فيهِ بكلام ٍ بذيءٍ مُستقبح ٍ، لا يجترأ قلمي على ذكرهِ مُخبراً بهِ وآثراً، فكيفَ بي أن أقولهُ مُعتقداً لهُ!، وروّجَ ذلكَ الأفّاكُ الأثيمُ الكلامَ على الشيخ ِ، ونشرهُ بينَ النّاسَ، فدعا عليهِ شيخُنا، وواللهِ ما مرّتِ الأيّامُ إلا والرّجلُ يُلقى عليهِ القبضُ في قضيّةٍ أخلاقيّةٍ وهي اللواطُ – أجارنا اللهُ وإيّاكم منها -، بعدَ أن افترى على شيخِنا وقذفهُ في عرضهِ، وهكذا ينتصرُ اللهُ لأوليائهِ، ويذودُ عنهم

منقول من ترجمة الشيخ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24301&highlight=%C7%E1%CA%D1%CE%D5

احد طلاب العلامة محمد الحسن الدوو يذكر بعض عجائبه

كان أولَ ما جلست إلى الشّيخ الحبيب أنْ عقد لي مع إخوةٍ معي مجلساً حول المنهجيّة الصّحيحة في طلب العلم كما يراها -حفظه الله-، وأذكر يومها وكان المجلس في منتصف ليلةٍ شاهدةٍ أنه أملى عليّ ثلاثاً وأربعين ما بين نظم ومتن؛ كلّ واحد منها متعلّّق بعلم من العلوم، وللأمانة فلم يتمّ الشّيخ ليْلَتَها جميع الأنظام والمتون؛ بل أشار إلى مقدّمة كلٍّ منها؛ رعايةً للوقت ورأفةً بالسّامع والكاتب، وقد كان مُصرّاً على أنّ هذه المحفوظاتِ ضروريّةٌ لكل طالب علم مبتدئ بعد حفظ القرآن الكريم طبعاً؛ إذ يرى أنها خميرةٌ نافعة له فيما بعد، وكان - رفع الله قدره- واسعَ التعجّب مِمّن يزعم أنّ العلمَ فَهْمٌ وحسب، ويقول منتقداً هذه النّظريّة الخاطئة: الفهم جوهر لا بد له من عَرَض؛ أي: أيَّ شيء ستفهمه إذا لم تكن تستحضره!؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير