ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 05:04 م]ـ
عن الشيخ سعيد عبد العظيم (وصفحات من حياتي).
http://www.al-fath.net/detailes.asp?nID=47&ID=31&ParentID=31
07/ رجب/ 1426 الموافق 11 اغسطس, 2005
صفحات من حياتى
فضيلة الشيخ: هل لك أن تحكي لنا صفحات من حياتك نستفيد بها و نقتبس من خيراتها؟
بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد:
فصفحات من حياة الإنسان يؤلمه تذكرها و يرجو رحمة ربه و مغفرته فيها و يود نسيان ما قاله يوم كذا و ما فعله يوم كذا، و ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. قال تعالى" أحصاه الله و نسوه و الله على كل شئٍ شهيدٌ".
وقال " في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى " و قال " و كل شئ أحصيناه في إمامٍ مبينٍ" و قال " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسُ شيئاً و إن كان مثقال حبةٍ من خردلٍ أتينا بها و كفى بنا حاسبين"
و كذلك كان لابد من رغبة و رهبة فالإنسان بين يومين. بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه. و بين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فنرجو حسن الخاتمة، و أن يجعل الله سبحانه خير أعمالنا خواتيمها و خير أعمارنا أواخرها و خير أيامنا يوم نلقاه.
توشك أن تبلغ
وما أحسن ما قاله الفضيل للرجل عندما سأله كم أتت عليك؟
قال" ستون سنه"، قال" أنت منذ ستين سنه تسير إلى ربك توشك أن تبلغ"
قال الرجل" إنا لله و إنا إليه راجعون"
قال الفضيل" أتعرف تفسيره، تقول إنا لله و إنا إليه راجعون، من علم أنه لله عبد و أنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، و من علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسئول، و من علم أنه مسئول، فليعد للسؤال جواباً.
قال الرجل" فما الحيلة"
قال الفضيل"يسيره، تحسن فيما بقي، يغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بفي أُخِذْتَ بما مضى و ما بقي، فاللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك و توفنا و أنت راضٍ عنا.
و صفحات أخرى من حياة الإنسان حَرِيَة بأن تنطوي فليس فيها إلا الأكل و الشرب و النوم.
أهل الجنة ذكرهم الله بأحسن ما عملوا
وقد ذكر الله سبحانه أهل الجنة بأحسن ما عملوا و قال" كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون" وقال" إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون و الذين هم بآيات ربهم يؤمنون و الذين هم بربهم لا يشركون و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون" وقال" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله".
و السابق بالخيرات هو الذي غلبت حسناته على سيئاته. وهذا يدخل الجنة لأول و هله، و قد بدرت من هؤلاء الهفوات و كانوا يأكلون و يشربون و يمارسون حياتهم و قد طوى ذلك كله و امتدحتهم الآيات البينات بصالح أعمالهم.
فذكر صاحب يس بأعظم مواقفه
فذكرت صاحب يس بأعظم مواقفه" وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا ا لمرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا و هم مهتدون و مالي لا أعبد الذي فطرني و إليه ترجعون ءأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضرٍ لا تغني عني شفاعتهم شيئاً و لا ينقذون إني إذاٍ لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة" فكأنهم أخذوه فقتلوه، فنصحهم ميتاً كما نصحهم حياً "قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين" ثم هانوا على ربهم بعد مصرعه "وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السماء و ما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة و احدة فإذا هم خامدون" ولم تذكر الآيات طوله و لا لونه ولا سنه و لا حرفته و لكن ركزت على المعنى النافع المفيد.
وذكر مؤمن آل فرعون بدعوته لقومه بإتباع المرسلين و تذكيره إياهم
و نفس الأمر تجده في قصة مؤمن آل فرعون و هو الذي قال لموسى " إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفاً يترقب".
¥