تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قد ذكرت الآيات كيف إستسر بالدعوة ثم جهر بها "وقال يا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار تدعونني لأكفر بالله وأشرك به و أنا أدعوكم إلى العزيز الغفار لا جرم أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة و أن مردنا إلى الله و أن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصيرٌ بالعباد" فطلبوه ليقتلوه " فوقاه الله سيئات ما مكروا و حاق بآل فرعون سؤ العذاب".

إن مؤمن آل فرعون بشر يصيب و يخطئ، يأكل و يشرب و ينام يعمل و يتكسب و لكن ما ذكر الله في كتاب الله عنه إلا هذه المشاهد الإيمانية الفذة و الأمر نفسه يتعدى الرجال إلى النساء في القرءان.

كذلك آسيا بنت مزاحم

فآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون مصر هي التي قالت " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة و نجني من فرعون و عمله و نجني من القوم الظالمين"

وهذه الصورة المطردة تتعدى الكبار إلى الصغار.

أصحاب الكهف

حتى أهل الكهف كان التركيز على أنهم فتية آمنوا بربهم و آثروا ما عند الله، فدخلوا الكهف المظلم تاركين الدنيا بزخرفها و زينتها و قيل كانوا أولاد أمراء يعيشون حياة القصور و قالوا" هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً"

فجعلهم سبحانه آية دالةً على عظيم قدرته في خلقه " ولبثوا في كهفهم ثلاثمائةٍ سنين و ازدادوا تسعاً"

و من عجيب الأمر

و من عجيب الأمر أن البشر قديما و حديثا ينشغلون بأشياء لا طائل من ورائها و لا فائدة منها كما في كتابة المذكرات، تقرأ مئات الصفحات لا تجد فيها إلا أنه كان يحب كذا و كذا من المأكولات و المشروبات و ينظر للمرآة بطريقة كذا و يستيقظ ساعة كذا.

تسويد صفحات و تفاصيل كثيرة لا نفع فيها وقد ينسي الإنسان الهدف و الغاية من وراء هذه المذكرات

هذا إن كان هناك هدف و غاية أصلا و هذا المعنى تشير إليه آيات " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و يقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل "

انشغال و اختلاف حول عدد الفتيه. و ليس المقصود هو العدد إذ أن الغاية من القصة هو إيثار ما عند الله وبغض النظر عن عددهم ثلاثة أو أربعة، خمسة أو ستة "و ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه" و عار على الإنسان أن يقبح شيئا و يأتيه.

صفحات قليلة تستحق الذكر

و لذلك تتبقى صفحات قليلة من حياة الإنسان هي التي تستحق الذكر بعد هذه و تلك قليلة. وهذا القليل يتخوف العبد ألا يصفو من شوائب الغرور و الرياء و العجب و الكبرياء فقد ورد في الحديث القدسي" أنا أغنى الشركاء عن الشرك. فمن عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه" وورد " لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك، العجب العجب "" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" وفي الحديث " الكبرياء ردائي و العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قصمته و لا أبالي "

فهذه الطاعات المشوبة لو قدمت لمخلوق لن يقبلها فكيف بالخالق جل وعلا. و لذلك كان بن عمر-رضي الله عنهما-يقول لو أعلم أن الله تقبل مني سجدة لكان فرحي بالموت أكبر من فرح الأهل بقدوم الغائب و ذلك لقوله تعالى" إنما يتقبل الله من المتقين" وقال " ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا" فأنت على يقين من الورود و على شك من الصدور

تخوف الأنبياء و الصالحين

وقد تخوف الأنبياء و الصالحون فيما مضى و لنا فيهم أسوة فقد قال النبي-صلى الله عليه و سلم- "لو يؤاخذني الله أنا و بن مريم بما جنت هاتان-وأشار بالسبابة و التي تليها- لعذبنا و رأى جبريل ليلة أسري به كالحلس البالي من خشية الله و الملائكة الذين هم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون و يسبحون الليل و النهار لايفترون و يقلون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك و كان البعض يقول: إذا ذكر الصالحون فأفٍ لي و تف.

و الثاني يقول: أخاف أن يطرحني في النار و لايبالي.

و الثالث يقول: ليت أمي لم تلدني.

و الرابع يقول: ليتني كنت شعره في جنب عبد مؤمن.

و الخامس يقول: المخلص من يعد سيئاته كما يعد حسناته.

و السادس يقول: لو قيل ليخرج أسوأ من في المسجد لبادرتكم بالخروج

و السابع يقول: إذا ذكر الصاحون كنا بجوارهم كاللصوص

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير