و الثامن يقول لصاحبه يوم عرفه: لو ظننت أن بالجمع من هو أسوأ مني و منك فقد أخطأت
و التاسع يقول: يقول ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل
والعاشر يقول: ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي
لقد غلب عليهم الخوف رغم عظيم إيمانهم و اجتهادهم في طاعة الله و كأنهم اختزلوا حياتهم و اختصروها في هذه الكلمات فما الذي نتباهى به و إلا فضعفنا و تفريطنا واضح. ومع ذلك نرجو رحمته و نخشى عذابه و ندعوه بدعاء المضطرين عساه يجبر كسرنا و يرحم ضعفنا و يقيل عثراتنا فهو أكرم مسئول و أعظم مأمول و هو المرجو بكل لسان و على كل حال. و المقصود أن تكون الأقوال و الأفعال و الإقدام و الإحجام وفق ما جاء في كتاب الله و في سنة رسول الله-صلى الله عليه و سلم-.
في كتب التراجم و السير ما حكي عن بعض الصالحين ما حكاه هو عن نفسه
و قد ورد في كتب التراجم و السير ما حكي عن البعض و ما حكاه هو عن نفسه كقصة إسلام سلمان الفارسي و أبي ذر و صهيب الرومي و الطفيل بن عمرو الدوسي و بن مسعود-رضي الله عنهم جميعا-
وكان الإمام أبو حنيفة –رحمه الله- يقول بالتراجم و السير أحب إلينا من كثير من الفقه، وذلك لأنها تشمل الفقه و غيره من جوانب الحياة. وقد حكى النبي-صلى الله عليه و سلم- أنه دعوة إبراهيم و بشارة عيسى و رؤيا أمه التي رأت أن نورا خرج منها أضاءت له قصور الشام، ووضح أنه خيار من خيار من خيار و أنه سيد ولد آدم. وقال: أوذيت في الله و ما أوذي أحد مثلي.
و حكى لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن أشد يوم مر عليه وقول ملك الجبال له: إن شئت فيما شئت أطبق عليهم الأخشبين فقال-صلى الله عليه و سلم-: لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا و كان – صلى الله عليه و سلم- يكثر من ذكر أم المؤمنين خديجة و يقول: كانت و كانت و كانت و كان لي منها ولد.
ما المشكلة في ذكر صفحات من الحياة؟
و ليست المشكلة في ذكر صفحات من الحياة أن يقول الإنسان أنا فلان فلا حرج في ذلك
وقد قال النبي – صلى الله عليه و سلم-يوم حنين أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب
وعندما سأل النبي عن من أصبح اليوم منكم صائما و إلى آخره كان أبو بكر يقول أنا
وكان علي – رضي الله عنه – أنا الذي أسمتني أمي حيدره
وكان معاوية إذا تفاخر الناس افتخر بأمه و يقول أنا بن هند
فليست هذه هي المشكلة ولكن ذكر صفحات كم الحياة يتطلب نية واضحة و إخلاص و متابعة
"ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا". قال العلماء: أخلصه و أصوبه، فلو كان العمل خالصا لله و لم يكن صوابا لم يقبل و لو كان صوابا و لم يكن خالصا فلن يقبل حتى يكون خالصا و صوابا. و الخالص ما كان ابتغاء وجه الله و الصواب ما وافق سنة رسول الله، فتذكر الصفحات و التذكير بها كشأن سائر الطاعات و القربات و هذا يتطلب مجاهدة و الله المستعان وعليه التكلان و لاحول و لا قوة إلا بالله.
الاسم و النسب
أنا سعيد عبد العظيم علي محمد، لا أدعي النسب الشريف فالأم مصريه و الوالد من أصل تركي قدم أجداده مع محمد علي باشا و الطبع و الهيئه تشهد و الناس يحكون و قد ولدت بالإسكندريه منذ حوالي ثلاث و خمسين سنه في يوم الجمعة ووقت آذان الجمعة و كان أخي الأول أنور هو أول من حملني و أنا أرجو أن يكون لي حظ من اسمي و اسم أمي (نور) و اسم أبي و أخي و اليوم المبارك و الساعة المباركة الشريفة التي ولدت فيها يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتىالله بقلب سليم.
منذ متى كنت تصلي؟
كنت أصلي بفضل الله و نسأله سبحانه الإخلاص و القبول منذ حداثة سني و نعومة أظفاري و أحرص على ارتياد مسجد السلطان براغب باشا و كانت والدتي رحمها الله تعالى تقول لابني عبد الله: كان أبوك يصلي و عمره أربع سنوات وقد يكون في الأمر عدم ضبط و لكن أذكر أن خادم المسجد كان مبعث خوف شديد بالنسبة لي. إذا أردت الوضؤ بالمسجد و لعله كان يتضجر من بلل فرش المسجد و استهلاك المياه، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إلا فطرد أولاد المسلمين من المساجد و الصياح في وجوههم قد يكون سبب نفرتهم. و النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول: و إن منكم لمنفرين. و إن لم تكن المساجد محاضن للتربية و لتفريخ الصالحين، فأين يتربى الإنسان، وهل تصلح أو نرضى عن تربية الشوارع.
¥