تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثقلًا عظيمًا في الإسلام وبه يأتي الإسعاف من الله عز وجل وقد قال الحافظ في الفتح: (000 الأخذ بالشدة في الأمر بالمعروف وإن أدي ذلك إلى فراق الوطن)، فاقرأ أخي هذه القصة العجيبة عن الشيخ هذا النادرة شبيه السلف بحق0

فهناك حقبة من الزمان هامة جدًّا في حياة الشيخ حفظه الله تعالى وهي فترة خدمته العسكرية فقد ظهرت فيها من الشيخ أعاجيب، ولولا أن الشيخ هو الذي حدثني بها بنفسه لما استطعت تصديقها من غرابتها أو إن شئت فقل: من ضعف القلب عن القيام بأحكام الله تعالى والثبات عليها وفي أحلك الظروف!!.

قال الشيخ: تخرجت من كلية الهندسة وبعد أن أتممت الدراسة تحتم عَلَيَّ أن ألتحق بالجندية؛ لأنهم إنما كانوا أخروني عن الخدمة العسكرية من أجل الجامعة فذهبت بلحيتي فقيل لي: احلقها فأبيت فقيل: إن لم تحقلها عوقبت بالمحاكمة، وتحت الضغط حلقتها ثم مكثت في الجيش أسبوعين ثم أعطوني أجازة فتغيبت عن الجيش أربعة عشر شهرًا؛ وذلك من أجل حلق لحيتي وكانت فترة عجيبة تركت بيت أبي؛ لأنه قد غلب على ظني أنهم سيبحثون عني في بيت أبي ثم ذهبت إلى المعادي وأستاجرت هناك حجرة وأشار عليَّ البعض أن أبيع بعض الحلوى وقالوا: خذ صندوقًا وطف على المحلات فطفت طويلًا والناس لا يريدون الشراء؛ إذ لكل بائع رجل يبتاع منه ولا يريد تغييره فتركتها، ثم عملت محفظًا للقرآن للأطفال الصغار وقد استأجرت مكانا؛ لذلك قال: وكنت آتي مسجد الفتح بالمعادي فجلست يومًا وكان إمامه يعطي دروسًا فأخطأ في أشياء رددتها عليه في المجلس فلما انتهى من المجلس نهرني واتهمني بأشياء إلا أنه لم يستطع إلا أن يقول للناس فيما بلغني بعد: هذا الرجل فقيه فاطلبوا منه العلم، ثم قال: وضاقت عليَّ المعيشة جدًا حتى أنني عزمت على الرجوع للجيش حتى أعمل بعد انتهاء الخدمة العسكرية بشهادتي كمهندس فرجعت إلى بيت أبي تحسبًا أنهم سوف يأتونني هناك، لكن لم يحدث ذلك فدخل عليَّ أبي يومًا وقال لي: لقد رأيت لك رؤيا وتفسيرها أنك لو أمسكت على دينك ستنجو، قال الشيخ: إنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأقسمت بالله حينها ألا أحلق لحيتي أبدًا، وتوكلت على الله وذهبت إلى الوحدة الأساسية بلحيتي وبالقميص!!، فلما رآني أحد القادة هناك وكان ضابطًا، قال لي وقد اعتنقني: أين كنت يا شيخ عطاء كده تعمل في نفسك كده! ثم تركني أبيت في مكان الجنود!!! ثم لما أصبحت لبست ملابس العسكرية وخرجت أمشي فتعجب الناس من هيئتي! هل هذا شكل لجندي يلبس ملابس الجندية ومع ذلك لحيته كبيرة ضخمة حتى هَمَّ بعض المسئولين هناك أن يبطش بي لولا أن الضابط الذي استقبلني لما جئت كان قد أوصاه على الجندي عطاء، فلما قيل لهذا المسئول هذا الكلام تركني ورحب بي وقال: أهلًا يا شيخ عطاء وأجلسني وكف عني، ثم قيل لي بعد ذلك: لابد لك من المحاكمة العسكرية من أجل التغيب ثم لم يقل لي أحد: احلق لحيتك وما فعلت!! ثم قيل لي: أبشر فالقاضي هناك يصلى ويعرف الله ولن يضرك كثيرًا إن شاء الله تعالى، قال الشيخ: ومشيت إلى مكان المحاكمة قرابة ثمانية كيلو على قدمي ثم كان قد قُدِّرَ لي أن القاضي المسلم قد مرض وكان بدلًا منه قاض نصراني، وأيضًا لم أحلق لحيتي فلما حاكمني لم تكن محاكمتي من أجل لحيتي إنما كانت من أجل تغيبي؛ لذا لم يتعرض للحيتي من قريب أو بعيد ـ قلت: لكن هذا من بركته وهيبته بما قدر الله له ذلك و إلا فهو يحاكم كجندي فكيف بهذه اللحية الطويلة لكن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كرامات وإسعافات من الله لا توصف- قال الشيخ: وحكم عليَّ بإحدى عشر شهرًا سجن ثم تأدية الخدمة بعدها ثم كانت حياته معهم أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر وظهرت هناك أشياء عجيبة قصها الشيخ فقال: قضيت السجن في المسجد ولم أدخل سجن الوحدة إلا قليلًا فكنت أؤذن وأصلى بهم وأخطب الجمعة، قلت: ولم يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى في هذه الظروف فقد حكى لي أن خطيب الوحدة الأزهري قام فخطب يوم الجمعة فلما نزل ليصلى لحن في صلاة الفاتحة فقرأ: (الذين) بالزاي بدل الذال وهذا مبطل للصلاة، قال الشيخ: فقمت بعد أن انتهي من خطبته وبينت للناس أن الصلاة باطلة فأعاد بعضهم الصلاة، قلت: لا يخفى أن في المسجد ضباطًا كبارًا لا يستطيع الجندي العادي أن يقف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير