أمامهم فقط فكيف بالجندي السجين؟!! فلما رأى الخطيب الأزهري قوة الشيخ العلمية وسعة إطلاعه اتخذه معلمًا، فكان الشيخ يذاكر له في المواد العلمية لا سيما وهو ذاهب للامتحان ثم كان الشيخ بعد هو إمام المسجد الشامل، حتى أنه حدثنا قال: كنت أصلى في رمضان بهم التراويح أقرأ قراءة خفيفة ثم أصلى بعدها مع بعض الجنود الذين يؤثرون الإطالة، قال: فكنت ربما أصلى بهم الركعتين بسورة البقرة كاملة!! قلت: ولحبه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنه لمَّا دخل سجن الكتيبة وجد كبيرهم هناك يأخذ حصة أكبر من الطعام والشاي و ذلك لأنه كان خياطًا يخيط ملابس أكابر الضباط فأنكر الشيخ عليه ذلك وطلب المساواة بين المساجين وقامت معركة بينه وبين هذا الرجل انتهت بأن قد أذعن الكل لمراد الشيخ، وكان هدي الشيخ الظاهري هداية في نفسه فإدمانه للذكر منذ الصغر أثار عجب المساجين حتى ظن بعضهم أنه مصاب بمرض في فمه يجعله يتحرك هكذا، قال الشيخ: ورزقني الله بمن قد تاب على يدي فقد كان هناك شاب أسرف على نفسه في المعاصي فكان يصلى معي وتاب إلى الله عز وجل ولما جاء أهله لزيارته عرفهم عليَّ وقال: اشكروا الشيخ عطاء لقد تغيرت بسببه، قال: وعظموني هناك جدًا لأجل حكايات ذكرت عني منها أن البات جاويش الذي أمسك بي لحلق لحيتي قسرًا بعد عودتي إلى الجندية قال هذا الرجل لقد سببته يومًا فانحرف فمي وحدث به اعوجاج والضابط الذي أخرجني من المسجد وأعادني إلى السجن حدثت له مصيبة كبيرة بعد أيام فإذا به يقول لي: يا شيخ عطاء هل دعوت عليَّ؟ قال الشيخ: وكان الجندي المسجون إذا أراد الخروج خرج على ذمة جندي مثله، لكنني كنت على ذمة ضابط!! وهذا أمر لم يحدث في الجندية أبدًا، قال: وكنت أُكْثِرُ من الذكر وأنا في السجن وحضرني قول الله عز وجل: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات:143) قال: فأكثرت من التسبيح والاستغفار الذي أثار عجب الحاضرين، قال: ومن العجيب أنني خرجت يومًا وبلا تصريح وأنا محكوم عليَّ بالسجن لا أخرج منه أبدًا فضلًا عن أن أخرج من الكتيبة حتى تنتهي مدة السجن ومع ذلك خرجت من أجل دخول عيد الفطر، قلت: ما خرج الشيخ للنزهة وإنما خرج للأمر بالمعروف أيضًا، خرج لأجل أحكام زكاة الفطر وكثرتها وقلة علم الناس فيها، كذا قال، كأنه أراد الخروج لأجل تعليم أحكام الزكاة للناس فَقَبَّحَ اللهُ أَلْسِنَةً لَا زالت تشيع أنه لا ينفع أحدا بعلمه ولا يبثه، قال الشيخ: ولما عدت إلى الوحدة الأساسية أدخلوني السجن من أجل خروجي بلا تصريح ثم خطبت لهم الجمعة، وكان حضرها قائد كبير وكنت أتحدث عن سب الدين، فلما انتهيت قال لي: لقد خطبت يا شيخ عطاء خطبة بديعة إذا أردت أي شئ فأرسل إلى ومحى لي تغيبي عن السرية. قلت: فماذا يقول الذي أشاع أن الشيخ لا يصلح للعوام فهذه خطبة علمية محضة لا يتخيلها المرء إلا هكذا، ومع ذلك فهمها الناس لكنه َوَحر الصدر والله المستعان، قال الشيخ: فخرجت في عيد الأضحى بعدها وبتصريح من هذا القائد ثم فرج الله عني لما علمت أن هناك ما يسمي بكشف عائلة يثبت أن العائل كبرت سِنُّهُ وأن ولده هو العائل الوحيد فحينئذ يعافى هذا الولد من الخدمة العسكرية وكانت هذه المواصفات تنطبق عليَّ فخرجت من العسكرية تمامًا وباشرت حياتي بعد، قلت: ولا أنسي أخي في الله تعالى ألا أترك هذه الحقبة من حياة الشيخ تمر كالهباء المنثور ولكن ينبغي أن نتعلم منها أشياء، من أهمها: أولا: معرفة الشيخ وقدره وأنه منّة من الله علينا أهل حلوان حيث يعيش بيننا. ثانيًا: منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي اعتبرها البعض الآن تفريقا وفتنة ولا تنبغي حيث إن الخرق متسعًا وينبغي اعتباره فانتهكت حرمات الله تعالى وتفشت البدع ولا زال الخرق متسعًا ويتسع ولا حول ولا قوة إلا بالله!!! ثالثا:أن الأمر بيد الله تعالى يصرفه كيف شاء فكن على الجادة ولا يضرك كثرة المخالفين0
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[07 - 09 - 05, 09:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36490&highlight=%DA%D8%C7%C1+%C8%E4+%DA%C8%CF+%C7%E1%E1% D8%ED%DD
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[09 - 09 - 05, 01:22 ص]ـ
عندما قدم الشيخ يعقوب للشيخ رضا أجمد صمدي كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان ... أنظر لأدب وتواضع الشيخ يعقوب وخذها على سبيل الإستفادة أخي طالب العلم ...
_______
تقديم الشيخ / محمد حسين يعقوب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله.
في عصر طغت فيه الماديات، يتشوف العبد المؤمن إلى روزنة يطل منها على روحانية الإسلام.
وفي عصر الإلكترونيات الذي ليس من مأساته أنه توصل إلى صناعة آلات تعمل كالإنسان ولكن المأساة أنها خلفت إنسانًا يعمل كالآلة فحتى العبادات صارت روتينية تحولت إلى عادات، وفقدت روحها في هذا العصر الذي أغرق في المادة ففقد الروح… يأتينا هذا الكتيب اللطيف من تأليف أخينا الفاضل وشيخنا الهمام رضا آل صمدي حفظه الله.
وياله من فتى معلم، صغير السن، غزير العلم، قليل اللحم، عظيم الفهم انتقى ألفاظ وأبواب هذا الكتاب من كلمات السلف، وعلى منهجهم كما تنتقي أطايب التمر ليجلو للأبصار حقيقة العبادة، وهو وإن كان يتكلم في فرع من فروع العبادة وهي الصيام فإن من أسراره استيعاب وشمول الإسلام.
فإليك الكتاب تأمل أبوابه، وقلب صفحاته، واجتهد أن تعمل بكل حرف من حروفه، واصبر عليها تؤتك ثمارها.
وأخيرًا فإني لست من أهل صناعة الكلام ولا تزويق الألفاظ ولست أهلاً أصلاً لان أقدم لكتاب ذلك الفتى الفاضل، ففي كتابه غنية، وفيه كفاية، ويعلم الله أنني قد استفدت منه على مدار هاتين السنتين، ووفر عليَّ عناء بحث وجمع في بعض الموضوعات، وفتح لي أفكار وعناصر بعض الخطب والدروس.
فللطالب وللعامل وللمربي وللداعية والواعظ أنصح: هذا زاد طيب فأقبل ولا تخف وانهل واعمل واصبر وتقدم ولا تقف.
وكتب/ محمد بن حسين يعقوب
عفا عنه علام الغيوب
في ليلة الخامس عشر من رجب 1419هـ
5/ 11/1998م
¥