تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله عليه وسلم ثم جاءت سيارات نقل كبيرة تحمل لحماً وكوسة "دباء"، فطبخ الإخوة وخرجنا من الحجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسجد ووصف الأخ على صغر سنه وقلة علمه الرسول صلى الله عليه وسلم بما ثبت من صفته. وأعلنت هذه الرؤيا في حفل زواج الشيخ محمد بن إسماعيل بمسجد السلام بإستانلي ..

وطلبت أن يجتمع الأخوة في المسجد على الطعام كما حدث بالرؤيا وأخذ الإخوة يقولون أين جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجلسوا في المكان الذي جلس فيه إن جاز التعبير تبركاً وليس بجائز وحضر الأستاذ محمد حسين وغيره هذا الحفل ..

وصلت في هذه الفترة إلى أحوال إيمانية طيبة فكنت أجلس في مجالس العلم فإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكيت وكنت أحس بشوق شديد إلى القرآن كلما مكثت فترة دون تلاوته أجد ما يدفعني إليه وحفظت ما يقرب من ربع القرآن وأنا في هذه الفترة ولا أكتم أنني كذلك كنت أشتاق إلى رؤية الله عز وجل؛ وأذكر أنني خلال هذه الفترة عندما كنت أذهب من بيتي (بيت والدي) بالعصافرة إلى مسجدي بسيدي بشر القطار كنت أحب القمر حباً شديداً وأستأنس بالنظر إليه وهو مكتمل ثم خشيت أن يكون في ذلك حرج شرعي فكلما نظرت إلى القمر غضضت بصري خوفاً أن يكون في ذلك شيء من العبادة ثم بدا لي في أحد الأيام أن القمر آية من آيات الله ولا حرج في النظر إليه والاعتبار به ومحبته ..

وفي نفس الليلة رأيت أن أسير أنا وأحد الإخوة الذين كانوا من أحب الناس إليَّ في هذه الفترة في طريق طويل متسع كنت أشير له إلى القمر وأقول له إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فأحسست أن هذه الرؤيا تشير إلى جواز النظر إليه وتذكر رؤيته عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الرؤية بالرؤية وليس المرأي بالمرأي. فقال صلى الله عليه وسلم "إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا –وأشار إلى القمر ليلة البدر- كما ترون هذا"

كنت في هذه الفترة أحس بقرب شديد من الله عز وجل وأجد ذلك في حسن ظني بالله عز وجل وقبول دعائي. أذكر أن بعض الإخوة كان يبيت عندي بالمسجد وأردنا أن نقوم من الليل للصلاة فقلت لهم متى تريدون أن تقوموا فقال بعضهم: الواحدة والنصف، وقال بعضهم: الثانية، فقلت لهم: نقوم الثانية إلا الربع ودعوت الله أن يوقظني في الثانية إلا الربع وأنا موقن بالإجابة، فاستيقظت بالفعل في الثانية إلا الربع وأيقظت الإخوان؛ ومن الطريف أني مرضت في بعض الأيام وكنت أحب أن أرى إخواني وأن يعودوني في مرضي ففكرت أن أخبرهم ثم قلت لو أخبرتهم لتكلفوا الحضور وركبوا المواصلات وكان في ذلك مشقة عليهم فدعوت الله عز وجل أن أراهم في المنام فرأيتهم في الليل وأنا في غاية السرور وذلك قبل الفجر وبعد الفجر قلت أنا لم أر أخي إبراهيم الزعفراني وفلان فدعوت الله أن أراهم فرأيتهم بعد صلاة الفجر وأنا أذكر ذلك تحدثاً بنعمة الله عز وجل ومن علامات إيماني ومحبتي لله عز وجل في هذه الفترة وشدة محبتي لإخواني الذين أحبهم في الله عز وجل، فقد أحببت أحد إخواني من جيران المسجد وكنيته أبو سعيد وتأخر عليَّ مدة وأنا في شوق شديد إليه ولم يحضر حتى قرب إقامة صلاة الفجر فقلت بلساني أو بقلبي يا رب أرسل إليه ملكاً يوقظه ويأتي به إلى المسجد وبعد دقائق معدودة حضر الأخ إلى المسجد وأدركنا في صلاة الفجر فأخبرته بما حدث فقال: أنا بالفعل كأن أحداً يوقظني وأتى بي إلى المسجد وكان الأخ يعيش مع أمه فكانت إذا تأخرت أمه بعد ذلك يقول: يا رب أرسل إليها ملكاً يأتي بها. في هذه الفترة أيضاً رأيت رؤيا فيها تبشير بالشهادة وتأكدت هذه البشارة برؤا أخرى ورآني أخي الحبيب حامد الزعفراني في الجنة، وأنا أتحرج من قص هذه الرؤا إلا أنها رفعت محبتي للجنة والسعي إليها .. وحفظت قصيدة ابن القيم في بداية حادي الأرواح وأطلق عليَّ الشيخ محمود عيد رحمه الله لقب عاشق الجنة من كثرة ذكري لها وتذكيري بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير