تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخيراً أدخلت على اللواء مدير الكلية وهو يرفع جهاز التسجيل بالقرآن وعرض عليَّ حلق اللحية فرفضت وتلوت عليه أدلة التحريم فحولني إلى نائب الأحكام لإعادة محاكمتي فحكم عليَّ بستة أشهر لمخالفة الأمر العسكري بحلق اللحية وتم إعادة الشهر الذي أوقف تنفيذه فصارت لمدة سبعة أشهر قضيت جزءاً منها قبل إجراء تحويلي إلى السجن المركزي في سجن الطلبة حيث الخلوة وممارسة الدعوة مع الذين يمن الله عليهم بالسجن .. وكان الوقت شتاءاً فكنت أخرج بالبالطو والغطرة وأرى إخواني وهم في البرد القارص بالشورتات وبلغ من فتنة بعضهم ممن كان من الجماعة الإسلامية قبل دخوله الجيش أنه ترك الصلاة.

وقد تعجبت كيف دخل الإخوة هذه الكلية وفيها ما فيها وتخرجوا ضباط وكيف سمح لهم إيمانهم بذلك؟! وأحببت أن أترك بالكلية كلمة حق تتوارثها الأجيال وتشهد لي يوم يقوم الأشهاد فقلت في نفسي الجيش كله ظلم .. ظلم النفس وظلم العباد والظلم والظلم هو أظلم الظلم الشرك بالله عز وجل فجهزت خطبة في تفسير الحديث القدسي "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".

وقلت في خلال خطبتي ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يلتفون حول خشبة في آخرها خرقة يعظمونها من دون الله عز وجل، ما ظنكم برسول الله صلى الله عليه وسلم لو أتى فرأى أمته يعظم بعضها بعضاً وكان قد دخل على أصحابه فقاموا فقال: لا تعظموني كما تعظم الأعاجم ملوكها وقلت لهم: تقولون الجيش يربي الرجال وتأمرون بحلق اللحية والتشبه بالنساء؟!

وكان الأولى بكم أن تقولوا الجيش يربي الرجال وتأمرون من يحلق لحيته بإعفاء اللحية لأن الجيش يربي الرجال؟!

فقلت ما في نفسي في خطبة الوداع وبعد إقامة الصلاة قلت: كل أخ يلبس باريه: (ما يوضع على الرأس) فيه صنم (النسر) يداريه فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب ولا صورة وصليت بهم الجمعة، وقد قامت القيامة بالكلية فمن موافق ومشجع لما قلت ومن خائف وعلى كل حال حصل المقصود من إقامة الحجة وترك كلمة الحق بالكلية. ومن رحمة الله بي أنه كان يجعلي دائماً مخرجاً ويضيق عليهم كما وعد عز وجل (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) [الطلاق: 2]

فكان من الممكن أن يحكم علي بمدد متطاولة بسبب ما قلت والمخرج أنني كنت في هذه الفترة مسجونناً فكيف خرجت من السجن وكيف ارتقيت المنبر منبر التوجيه وأنا مخالف للقواعد العسكرية.

وأنا والحمد لله في رعاية الله وحفظه أنتقل من خير إلى خير ومن سعادة إلى سعادة فجهزت للانتقال من الكلية إلى السجن المركزي بفايد وكانت هذه المنطقة كأنها فتحت فتحاً إسلامياً بدعوة أخي الشيخ رفعت فكان أول من سن هذه السنة الحسنة وكان قائد المحطة العسكرية تاركاً للصلاة وكان يسب دين الله والعياذ بالله فلما رأى رجلاً يترك زوجته وأولاده ويرضى بالسجن لأنه يرفض حلق اللحية بكى على نفسه وكان ثبات الشيخ رفعت سبباً في هدايته. وقدم طلب إلى إدارة التوجيه المعنوي بتعيين الشيخ رفعت في التوجيه المعنوي لمحطة فايد العسكرية ومن حسن تقدير الله عز وجل أن اليوم الذي حولت فيه إلى سجن فايد المركزي هو نفس اليوم الذي عاد فيه الشيخ رفعت من إجازة ثلاثة أسابيع بعد إنهاء سجنه وتعيينه بالتوجيه المعنوي بالمحطة العسكرية. والتقيت معه ومع العقيد عبد الفتاح بمسجد المحطة الذي بناه العقيد بعد هدايته على يد الشيخ رفعت وصار مناراً للدعوة بالمنطقة؛ وقبل أن أحول إلى السجن المركزي أرسلت إدارة الكلية إلى العقيد وأخبروه بأنني ضربت الضابط وأنني لست طيباً كالشيخ رفعت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير