تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحاملين للدعوة بالإسكندرية والمحافظات. وتم تشكيل مجلس تنفيذي لمتابعة أنشطة الدعوة ومجلس للمحافظات ومسئول مالي للإنفاق على أنشطة الدعوة؛ وكذا جمع الزكوات وتوزيعها على مستحقيها .. وفي سنة 1994 أو بعد بداية القضايا العسكرية لجماعة الإخوان تعرضت هيكلة الدعوة وأنظمتها لضغوط فتم إيقاف المعهد وكذا مجلة صوت الدعوة وحل المجلس التنفيذي ومجلس المحافظات واللجنة الاجتماعية، واقتصرت الدعوة على الدروس والمحاضرات العامة والندوات الشهرية؟ ومع ذلك تم عمل قضية للإداريين بالدعوة وسجن فيها قيم الدعوة أبو إدريس والشيخ سعيد وغيرهم لمدة شهر بقسم اللبان ثم أفرج عنهم واستمرت الدعوة على الأنشطة المذكورة إلى سنة 2000م تعرضت الدعوة لغربة قوية وذلك بدخول الشيخ ياسر برهامي والشيخ سعيد وغيرهم؛ ثم أخرجوا تباعاً بعد ظهور براءتهم وكانت المدة التي قضوها خلف الأسوار ما بين خمسة أشهر إلى أحد عشر شهر وكان آخرهم خروجاً الشيخ ياسر برهامي حفظه الله وما زادوا بهذا السجن إلا إيماناً وتسليماً.

وقبل أن أتكلم عن اعتقالي الأخير في سنة 2002 في شهر مايو أذكر قصة اعتقالي السابق سنة 1987 وكان ذلك في جمع عشوائي بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق أبو باشا.

وظروف هذا الاعتقال وأسبابه لا أعلم لها سبباً معيناً لأنني لم يتم استجوابي من الجهات القضائية أو الأمنية ومن حسن قضاء الله وتقديره أنني كنت قد نقلت أثاث بيتي من الظاهرية إلى شارع مسجد الهداية ببولكلي وكان أهلي وأولادي في بيت أصهاري وكنت أبيت هذه الليلة في مسجد ابن تيمية أمام المنزل الذي انتقلت منه وكان ذلك في بداية رمضان وبعد أن تسحرت فوجئت بطرق شديد على باب المسجد وطلبوا تفتيش المنزل. فقلت إن الشقة ليس فيها شيء وكانوا يتعجبون كأنني أعرف ميعاد حضورهم ورتبت أموري على ذلك ولكنه تقدير العزيز الحميد اللطيف بعباده؛ المهم نقلت إلى قسم ومكثت فيه ليلتين ثم التقيت بإخواني الشيخ ياسر برهامي وفاروق الرحماني –رحمه الله- في سيارة الترحيلات وكان معنا من حزب الله أفراد على رأسهم أحمد طارق رحمه الله؛ وكان ترحيلنا في يوم الجمعة بعد عصر الجمعة في رمضان، وفي الطريق حصل حادث مروع لسيارة النجدة التي تكون خلف سيارة الترحيلات مات فيها ستة وجرح اثنان كما ذكر واستمرت بنا الرحلة إلى سجن الاستقبال وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها مع الإخوة حيث كنت في السجون العسكرية وحيداً فريداً ويعلم الله أنني وجدت من السعادة ما لم أجده وأنا خارج للحج والعمرة. ولما وصلنا سجن الاستقبال قال لنا مأمور سجن الترحيلات هل رأيتم الحادث فقال له أحمد طارق ماذا حدث فأخبرنا، فقال له: معنا أولياء الله الصالحين.

المهم كنا في زنزانة واحدة مع الشيخ ياسر والشيخ فاروق الرحماني ومكثنا عدة أيام ثم حصل تمرد في السجن أحد إخوة الجهاد أخذ مفتاح الزنازين وفتح عدة زنازين وكنت أنا أمير الزنزانة فاستأذنوني في فتح باب الزنزانة قلت ليس هذا من منهج السلف ما كسر الإمام أحمد باب الزنزانة ولا ضرب الحرس؛ وكذا شيخ الإسلام ابن تيمية بل كانوا يصبرون حتى يجعل الله عز وجل لهم خرجاً ومخرجاً؛ المهم حصل اقتحام للسجن بعد تجهيز الإخوة وأطلقت قنابل مسيلة للدموع ثم تعرض أصحاب الزنازين التي فتحت لبلاء شديد نسأل الله العافية ونقل العنبر بأسره إلى زنازين انفرادي كل أخين في زنزانة فوقفت بين أخي ياسر برهامي وفاروق الرحماني قلت إن أفلت أحدهما فلن يفلت الآخر فقدر لي أن أسجن انفرادي مع أخي فاروق الرحماني رحمه الله فكان يصلي بي التراويح وكان حسن الصوت بالقرآن وكأنه خلق للقرآن فرحمه الله رحمة واسعة .. وبعد عدة أيام انتقلنا إلى زنازين أخرى كبيرة لم تطل هذه الفترة فكانت ثمانية وثلاثين يوماً تقريباً وكانت هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها سياسياً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير