تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما هي نصيحتكم لطالب علم مبتدأ؟ وماهي الكتب التي تنصحون بها؟]

ـ[أبو عائشة]ــــــــ[31 - 03 - 02, 11:42 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

ماهي نصيحتكم لطالب علم مبتدأ؟

وماهي الكتب التي تنصحون بها لفهم الاساسيات من كل علم؟

وماهي المتون التي تنصحون بحفظها؟

والله يرعاكم ويزيدكم من فضله

ـ[ذو المعالي]ــــــــ[31 - 03 - 02, 01:54 م]ـ

إن طلب العلم من أشرف ما اشتغل به المسلم، و من أنبل ما قصده صفيٌ أفخم، فمناقبه كثيرة، و فوائدة غزيرة.

و لا يخوض غمار الطلب إلا رجل آتاه الله الحكمة، و اختصه بالفطنة، و لا يكاد يُحْجِمُ عنه إلا من بوأه الله مقام الخذلان، و اصابه بقارعة من الهوان.

أخي الفاضل: هذه كلمات هُنَّ مقدمات في سبيل الطلب، أنلتُكَ إياها بلا تعب، فخذها مني لك غُنْمُها، و علي غُرْمُها، و لك خُلَّصُ فوائدها، و علي جائرة عوائدها.

محضت لك فيها النصح، و صدقتك فيها التوجيه، فضيفها لديك في أحسن تضياف، و تمعنها برفق لا اعتساف.

المقدمة الأولى: للعلم أصوله و قواعده:

إن العلم _ كما هو مقرَّر لدى كثير من العلماء التربويون _ له أصوله و قواعده فلا يقوم أساسه إلا بتلك القواعد، و لا يعتبر تفريعه إلا عن تلك الأصول، قال الماوَرْدِي: (اعلم أن للعلوم أوائل تؤدي إلى أواخرها، و مداخل تُفْضي إلى حقائقها، فليبدأ طالب بأوائلها لينتهي إلى أواخرها، و بمداخلها ليُفضي إلى حقائقها، و لا يطلب الأخر قبل الأول، و لا الحقيقة قبل المقصد، فلا يدرك الآخر و لا يعرف الحقيقة، لأن البناء على غير أُسٍ لا يُبْنى، و الثمر من غير غرس لا يُجْبْنى) [أدب الدنيا و الدين (55)].

فأصول العلم و قواعده التي تعارف عليها العلماء هي تلك الكتب الصغار المسماة بالمتون، فمن حازها حاز الفنون، و من أدركها أدرك علماً غزيراً.

و التدرج في الطلب ثلاثة أنواع:

الأول: تدرج في الفنون، فيبدأ الطالب بالفن الأهم قبل المهم كـ (العقيدة) قبل (الفقه).

الثاني: تدرج في المتون، فيبدأ بالمتون الصغار قبل الكبار، و ليحذر الدخول من الظهور.

الثالث: تدرج في دراسة المتن، فلا يبدأ بدراسة المتن دراسة توسعٍ و بحث و هو ما زال في أوائل طريق الطلب لا يعرف أصول الفن و مقاصده.

المقدمة الثانية: طرق تحصيل العلم:

سلك العلماء في قديم الزمان و حديثه في طلب العلم مسالك عِدَّة منها:

أولاً: الحفظ: و هذا مسلك سار عليه كثير من أهل العلم و ابدعوا فيه: تأصيلاً له، و عملاً به، و دعوة إليه.

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي:

ليس علماً ما حوى القِمَطْرُ ... إنما العلم ما حواه الصدر

ثانياً: القراءة على الشيوخ: و هذا أساس العلم و قاعدته، و به يُوْثَقُ بعلم الرجل.

و القراءة على الشيخ مقام رفيع، و مكان منيع.

وللقراءة على الشيخ أصولاً مهمة:

1 - أن يكون الشيخ من أهل العلم و الاعتقاد الصحيح، فإن للشيخ تأثيراً على طلابه قوياً.

2 - أن يكون الشيخ عالماً بالفن الذي يُقرأ عليه فيه.

3 - أن يكون على جانب كبير من الأخلاق و الفضائل.

4 - أن يكون عارفاً بأصول التعليم، فلا يبدأ بالطالب من كبار المسائل، و لا يدخله في متاهات الخلاف.

ثالثاً: القراءة الفردية: و هي مُكَوِّنَةِ علم الرجل، و مُنْضِجَة فكره.

و بها تمدَّح العلماء، و بفضلها ترنحوا، و هي على أقسام ثلاثة:

الأول:القراءة التأصيلية: و هي القراءة التي يعتمد فيها على التركيز و التمعن، و هي في نوعين من الكتب:

1 - شروح المتون: فإن التركيز عليها حال قراءتها من مطالب التأصيل و التأسيس، و بها يكون الطالب على إلمام كبير بمقاصد المتن.

2 - كتب العلم (الشرعي) و هي التي يكون فيها التحصيل العلمي، مثل كتب: الاعتقاد، الفقه، الحديث، الأصول، المصطلح، النحو ....

الثاني: القراءة الجردية: و هي تعني أن هناك كتباً تقرأ قراءة فيها نوع من التركيز و التفهم، و لا تحتاج الى إعمال الفكر و العقل في عباراتها، و هي في نوعين من الكتب:

1 - المطولات: و هي الكتب ذات المجلدات الكثيرة، و هي لا تستدعي التوقف عندها و التفكر لمعانيها، و غنما تقرأ لبحث، أو غيره من الحاجات.

مع أن المتعيِّن على طالب العلم أن يقرأ بها و لكن بعد إدراكه أصول العلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير