تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم أنَّ هذه الكلمات أكثرها غير محيط بجميع أغراض الصحبة، و المحيط ما ذكرناه من ملاحظة المقاصد ومراعاة الشروط بالإضافة إليها، فليس ما يشترط للصحبة في مقاصد الدنيا مشروطاً لصحبته في الآخرة، و الأخوة كما قال بشر: الإخوان ثلاثة، أخ لآخرتك، وأخ لدنياك، وأخ لتأنس به.

وقلما تجتمع هذه المقاصد في واحد، بل تتفرق على جمع، فتتفرق الشروط فيهم لا محالة، و قد قال المأمون: الإخوان ثلاثة، أحدهم مثله مثل الغذاء لا يستغني عنه، و الآخر مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، و الثالث مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط: ولكن العبد قد يبتلى به وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع.

وقد قيل: مَثل جملة الناس كمثل الشجر و النبات، فمنها ما له ظل وليس له ثمر، وهو مثل الذي ينتفع به في الدنيا دون الآخرة، فإنَّ نفع الدنيا كالظل السريع الزوال، ومنها ما له ثمر وليس له ظل، وهو مثل الذي يصلح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ثمر وظل جميعاً، ومنها ما ليس له واحد منهما كأم غيلان تمزق الثياب، ولا طعم فيهما ولا شراب، ومثله من الحيوانات الفأرة و العقرب، كما قال تعالى: {يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير}، وقال الشاعر:

الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم - - لا يستوون كما لا يستوي الشجر

هذا له ثمر حلو مذاقته - - وذاك ليس له طعم و لا ثمر

فإذا لم يجد رفيقا يؤاخيه ويستفيد به أحد هذه المقاصد، فالوحدة أولى به، قال أبو ذر رضي الله عنه: الوحدة خير من الجليس السوء، و الجليس الصالح خير من الوحدة. ... .

وأما الديانة وعدم الفسق: فقد قال الله تعالى {واتبع سبيل من أناب إلىّ}، و لأنّ مُشَاهدة الفسق و الفساق، تُهون أمر المعصية على القلب، وتبطل نفرة القلب عنها، قال سعيد بن المسيب: لا تنظروا إلى الظلمة فتحبط أعمالكم الصالحة، بل هؤلاء لا سلامة في مخالطتهم، وإنما السلامة في الانقطاع عنهم. قال الله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}، أي سلامة، والألف بدل من الهاء، ومعناه أنَّا سَلِمْنَا من إثمكم، وأنتم سلمتم من شرنا. ... .

5 - وأما الحريص على الدنيا:

فصحبته سُمٌّ قاتل؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه و الاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه، فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص، ومجالسة الزاهد تُزَهِّد في الدنيا، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا، ويستحب صحبة الراغبين في الآخرة ... ، و قال أحمد بن حنبل رحمه الله: ما أوقعني في بلية إلا صحبة مَنْ لا أحتشمه. و قال لقمان: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإنَّ القلوب لتحيا بالحكمة كما تحيا الأرض الميتة بوابل القطر)) انتهى، إحياء علوم الدين 2/ 170 – 173.

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:48 ص]ـ

جزاك الله خيراً.

ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[30 - 06 - 05, 01:17 م]ـ

بارك الله فيك

ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 06 - 05, 04:12 م]ـ

بارك الله فيك أخي أشرف .. فعلا إنها غالية ..

ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:37 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

ـ[أبوالعباس الأثري]ــــــــ[10 - 05 - 09, 02:09 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 05:25 ص]ـ

سلسلة مباركة أخي الحبيب

واصل بارك الله فيك

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 05 - 09, 08:51 م]ـ

الشيخ الكريم /أشرف بن محمد

أحسن الله إليك، و بارك فيك، و جزاك خيرا.

زدنا من دررك، لا حرمك الله أجرها.

ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 01:55 م]ـ

بارك الله فيكم فما احوجنا لمن يتخللنا بالموعظة و التذكير

ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[13 - 06 - 09, 01:11 م]ـ

جزاك الله خيرا يا أبا محمد

ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[14 - 06 - 09, 10:24 ص]ـ

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الناس كالإبل المائة،

لا تكاد تجد فيها راحلة. متفق عليه.

قال الأزهري: الراحلة عند العرب الجمل النجيب والناقة النجيبة

والهاء فيها للمبالغة كما يقال رجل فهامة ونسَّابة،

قال: معني الحديث أن الزاهد في الدنيا الكامل في الزهد فيها

و الرغبة في الآخرة قليل جداً كقلة الراحلة في الإبل

____

جزاك الله خيرا اخي الكريم

بارك الله فيكم و في افادتكم النافعة

حفظكم الله تعالى و سدد خطاكم

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[16 - 06 - 09, 06:28 م]ـ

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 04:01 ص]ـ

استفدنا جزاك الله عنا كل خير

ـ[نور الحياة]ــــــــ[28 - 08 - 09, 03:08 م]ـ

نصائح وكلمات مفيده جدا

بارك الله فيكم وجازاكم كل خير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير