تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما رق القلب من سبب أعظم من سبب الإيمان بالله تعالى ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا وكان قلبه رقيقا لله عزوجل ولا تأتيه أمر من الكتاب إلاقال بلسان المحال والمقال?سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير?فما من عبد عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شي وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته سباقا للخير وعن الشر محجاجا ..

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

فأعظم سبب لرقة القلوب تلين به لله عزوجل أن يعرف كل شي في هذا الكون إلا ويذكره الرب تذكره النعمة بذلك الحليم الكريم يذكره الخير والشر بمن له أمر الخير والشر سبحانه وتعالى فمن عرف الله رق طبعه ورق قلبه من خشية الله تعالى والعكس بالعكس فما وجدت صاحبة اجهل الناس بالله تعالى وأبعدهم بمعرفة عذاب الله وبطشه حتى انك تجد بعض العصاة اقنط ما يكونوا من روح الله وكرمه والعياذ بالله ومن لم يعرف الله تجرا على محارمه لذلك أحبتي ...

المعرفة طريق الرقة فكلما وجدت الإنسان يديم العبرة والتفكر في ملكوت الله كلما وجدت قلبه فيه رقة خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى ..

السبب الثاني الذي يكسر القلوب ويرققها ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله عزوجل ....

النظر في آيات هذا الكتاب

النظر في هذا السبيل المفضي إلى الصواب والسداد

النظر في كتاب وصفة الله بقوله

النظر في كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءة حاضر القلب متفكرا متأملا إلا وجدت العين تدمع والقلب يخشع والنفس تتوهج إيمان من أعماقها .. تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى واذا بأرض ذلك القلب تنقلب بعد آيات القران خصبة طرية للخير ومحبة الله عزوجل وطاعته فما قرأ العبد القران ولا استمع لآيات الرحمن إلا وجدته بعد قراءته والتأمل فيها رقيق القلب قد اقشعر قلبه جلدة من خشية الله تعالى كتاب متشابه مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فما له من هاد ..

هذا القران عجيب بعض الصحابه تليت عليه بعض آيات القران فنقلته من الوثنية إلى التوحيد ومن الشرك بالله إلى عبادة رب الأرباب ..

سبحانه وتعالى في ايات يسيرة هذا القران موعظة رب العالمين وكلام اله الأولين والآخرين ما قراه عبد إلا وتيسرت له الهداية بقراءته ولذلك قال الله في كتابه ? ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر ?هل هناك من يريد الذكرى ويريد العظة السامية هذا كتابنا ..

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

لذلك أحبتي في الله ..

الله ما أدمن قلب ولا أدمن عبد على تلاوة القران وجعل القران معه ولو لم يكن حافظا يتلوه أناء الليل وأناء النهار الا رق قلبه من خشية الله تعالى ..

3 - ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وأنانيته لله تعالى تذكر الآخرة ان يتذكر العبد انه إلى الله صائر أن لكل بأية نهاية وانه مابعد الموت مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار فإذا تذكر الإنسان إن الحياة زائلة وان المتاع فاني وإنها غرور حائل دعاة والله ذلك إلا إن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق فيرق قلبه ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه وكان قلبه إبراء ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله ..

ولذلك لن تجد أنسانا يحافظ على زيارة القبور مع التفكر والتأمل والتدبر ليرى فيها الإباء والأمهات والإخوان والأخوات والأصحاب والأحباب والخلان يرى منازلهم ويتذكر انه قريبا سيكون بينهم جيران لبعضهم البعض قد انقطع التزاور بينهم رغم الجيرة وانه قد يتدانى القبران وبينهما مابين السماء والأرض نعيما وجحيما ..

ماتذكر عبد هذه المنازل التي ندب إليها النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها إلا رق قلبه من خشية الله تعالى ..

ولا وقف على شفير قبر امرأة محفورا فهيا نفسه فربما يكون صاحب القبر هو ولا وقف على شفير قبر فرأى صاحبة يدلى فيه فسأل نفسه على ماذا يغلق وعلى من يغلق وعلى أي شي يغلق أيغلق على مطيع ام عاصي أيغلق على جحيم أم نعيم فلا اله إلا الله هو العالم بأحوالهم مناظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه الخطرات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر القلب من رهبة الله واقبل على الله إقبال صدق وإنابة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير