تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفة مع طالب علم]

ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[25 - 04 - 05, 07:09 م]ـ

بسم الله الرحمن الر حيم

الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله –

اسمه: الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن محمد بن مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة التميمي الإمام العلامة الشهير والداعية الإسلامي، قرأ القرآن وحفظه وأتقنه قبل بلوغه العشر واشتغل بطلب العلم وهو حاد الفهم سريع الإدراك، دعا إلى توحيد الله بالعمل والعبادة، وافراده بالقصد والإرادة فجدد ماندرس من أصول الملة وقواعد الدين، ولد في بلدة العيينة غرب شمال مدينة الرياض من بلدان العارض بنجد سنة (خمس عشرة ومائة وألف من الهجرة) تزوج بالعيينة وشرع بالقراءة على والده ثم سافر إلى الحجاز في طلب العلم وأخذ يتردد على علماء مكة المشرفة والمدينة المنورة، ثم رحل إلى البصرة وقرأ بها كثيراً من الحديث والفقه والنحو، وأخذ يدعو إلى توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك وهجر البدع وأخذ يصرح بذلك قائلاً – إن العبادة كلها لله ولا يجوز صرف شيء منها لسواه، ولا يعرف قيمة دعوة الشيخ وأهميتها، إلا من عرف ماكانت عليه حال الأمة في عصره، والعصور التي سبقته، فقد بلغ الانحطاط الفكري مداه في العالم الإسلامي بعد إغلاق أبواب الاجتهاد، وصار العلماء وطلاب العلم يعكفون على متون المتأخرين وحواشيهم، وانتشرت الضلالات، وشوهت العقيدة بما داخلها من تشوهات قاربت شركيات الجاهلية الأولى أو كادت في نجد وسواها من بلاد المسلمين، وانتشرت الخرافات والبدع وظنوها من الدين كانت الحياة السياسة سيئة وفاسدة، والحروب بين الزعامات ناشبة، والبلاد مقسمة ممزقة، قسمتها الأهواء، ومزقتها الجاهليات المستحدثة، والعلماء أنصاف جهلة وأنصاف عجزة، لا يقوون على إنكار منكر، وقطاع الطرق يعبثون بأمن البلاد، ويعتدون على حرمات العباد، ويسطون على الحجيج، يسلبونهم أموالهم وطعامهم وشرابهم، وكانت الخلافة العثمانية ضعيفة، دبت في أوصالها عوامل الضعف، وفقدت سيطرتها على أطرافها البعيدة، ولم تستطع أن تبسط سلطانها على شبه الجزيرة العربية التي تتبعها بالاسم فقط وأوربا لا تخفي أحقادها على العرب والمسلمين والخلافة، تسوقها روح صليبية لم تهدأ منذ غزوة مؤتة، مروراً بالحملات الصليبية، وحتى الاستعمار الحديث ويوم الناس هذا، وقد تستمر إلى يوم الدين، وأوروبا تطمع في (الرجل المريض) واقتسام تركته، والمسلمون في حالة عجز تام، فوضى في السياسة، وفوضى اجتماعية، وانحراف في العقائد والعبادات وكل ما يمت إلى هذا الدين العظيم بصلة، وفي هذه البيئة المنذرة بألوان الكوارث والشرور، ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بيت علم وفضل ودين وقضاء في بلدة العيينة في نجد الأب قاض فقيه، وعالم كبير، من أسرة آل مشرف التي تنتهي بنسبها إلى بني تميم، وكذلك كانت أمه امرأة فاضلة ذات عقل ودين، ومن عشيرته الأقربين، فجده الشيخ سلمان بن علي هو رئيس علماء نجد، وأوسعهم علماً، وأشدهم تمسكاً بأهداب هذا الدين، حتى صار مرجعهم جميعاً، وكذلك كان عمه إبراهيم بن سلمان عالماً جليلاً، وكذلك كان أخوه سليمان وخاله من علماء نجد، وكان ابن عمه عبد الرحمن بن إبراهيم من العلماء المعدودين، ومن أبرز صفاته الذكاء: قال عنه أخوه سليمان: (كان أبي عبد الوهاب يتعجب من ذكاء أخي محمد، فقد تعلم والدي منه، واستفاد من شدة اطلاعه، ونفاذ بصيرته، وكذلك من صفاته الزهد: الزهد بالمال، وبالمناصب التي كانت مبذولة له، ليس بينه وبينها إلا أن يقبلها ويوافق عليها. ومن صفاته الكرم: فقد كان رحمه الله يصرف من ماله الخاص على طلبة العلم الفقراء الذي يقصدونه من البلاد البعيدة في نجد وسواها.ومن صفاته أنه ذا عقل راجح: وفكر صائب، ونظر بعيد، وحجة قوية، مع حضور بديهة يعقبها حضور الدليل، والخلاصة أن الشيخ رحمه الله تعالى كان ذا شخصية نادرة في قوتها، وصلابتها في إيمانها، وعملها، فقد حمل الشيخ أعباء الدعوة بأثقالها أكثر من خمسين سنة، وواجه بها الأعاصير التي كانت تريد أن تعصف به وبها، وتقتلعهما من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير