تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جذورهما، ولكنه صمد، ولم يطأطئ لتلك الأعاصير هامته، كان الشيخ رحمه الله تعالى، حنبلي المذهب في الفروع الفقهية، لكنه إذا وجد حديثاً صحيحاً يخالف مذهب الحنابلة أخذ به، قال: (وأما مذهبنا، فمذهب الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة والجماعة في الفروع، ولا ندعي الاجتهاد، وإذا بانت لنا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد، كائناً من كان)، ولكن الشيخ ما كان يجبر أحداً على اتباع المذهب الحنبلي، بل إنه يطلب من الشافعي أن يكون شافعياً، ومن الحنفي أن يكون حنفياً، يقول: (ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الأربعة، و إذا صح لنا نصّ جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا معارض بأقوى منه، وقال به أحد الأئمة الأربعة، أخذناه وتركنا المذهب، وفي باب العقائد كان على مذهب السلف، وهو إقرار ما ورد من صفات الألوهية في القرآن والأحاديث الصحيحة كما ورد، والتسليم به، والإيمان بظاهره مع نفي الكيفية، وهذا هو مذهب أئمة الإسلام جميعاً يقول: (عقيدتنا في جميع الصفات الثابتة في الكتاب والسنة هي عقيدة أهل السنة والجماعة، نؤمن بها ونقرها كما جاءت مع إثبات حقائقها وما دلت عليه من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تعطيل ولا تبديل ولا تأويل، اهتم الشيخ اهتماماً كبيراً بقضية التوحيد، وكتبه كلها ليس فيها إلا التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله تعالى وحده، واجتناب الشرك، قال الشيخ رحمه الله تعالى: (إن التوحيد هو عماد الإسلام الأكبر) فالتوحيد هو الاعتقاد بأن الله عز وجل هو خالق الدنيا، وباسط شأنه عليها، ورازق عباده، وواضع قوانينه التي تسيرها، والمشرع لها، ليس لمخلوق شركة في ذلك، فهو واحد أحد، فرد صمد، ليس في حاجة لمعين، فهو المستعان، هو حاكم هذا الكون بما أنزل من تشريع وديانات، وكتب ورسل، وهو النافع، بيده النفع والضر، لا شريك له، رأى الشيخ كثيراً من البدع السيئة في بلدته (العيينة) وفي المدينة المنورة كما رأى في البصرة بدعا كثيرة أنكرها عليهم، وجادلهم فيها، ونهاهم عنها وألف كتابه (التوحيد) ليردع الجهلة والبدعيين، ويدعوهم إلى تصحيح العقيدة، وخلوص العبادة لله، وفكر الشيخ بتوحيد بلاد نجد،والله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، إذن لا بد من التفاهم مع أمير من أمراء نجد يحميه ويتبنى دعوته وكان هذا الأمير هو محمد بن سعود الذي كان معروفاً بأخلاقه النبيلة، إذ سارع إلى لقائه، فشرح للأمير أصول دعوته من أمر بمعروف، ونهي عن المنكر، كان الأمير يصغي إليه بعقله وقلبه، واستوعب هذه المعاني، وقال الأمير: (أبشر أيها الشيخ بالمنعة والنصرة). فأجابه الشيخ: (وأنا أبشرك بالأجر والعز و والتمكين والغلبة، فكلمه التوحيد، من تمسك بها ونصرها، أيده الله في الدنيا، ومكنه وأجزل أجره في الآخرة، وكانت حروب، وكان كر وفر، وكان نصر الله يتنزل على جنده الدعاة المخلصين وبانتشار الدعوة، وبسط دولتها ونفوذها في نجد والحجاز، انتشر الأمن، وقلت السرقات، وتوارى الفجور، واختبأ معاقرو الخمور، وأمن الناس والحجيج أوذي الشيخ في الله، ولقي الألاقي من أجل دعوته، ولكنه صبر وصابر وثبت على الحق، ولم ترهبه المحن، ولا خشي جبروت الطواغيت، فالمال، والراحة، والوقت، والجهد، والدماء تهون في سبيل ما انتدب نفسه له، وتصدى لتجليته، إنها العقيدة، وإنها جنة أو نار، إنه دين الله وما أهون البذل في سبيل هذا الدين عند الصالحين والصديقين من أمثال الشيخ توفي الشيخ محمد في شوال 1206هـ - حزيران 1792 ودفن في مقبرة الطريف في الدرعية، بعد أن عمل في الدعوة أكثر من خمسين سنة، بذل فيها قصارى جهده، وكل ما لديه من إمكانات مادية ومعنوية، ترك الدنيا وما فيها لأهلها، وزهد بما في أيدي الناس، وما يقتتل حوله سائر الناس .. ترك المال، وزهد في المناصب، وورث أبناءه حب العلم والدين والزهد بما لدى الناس والحاكمين، ولو أراد منصباً لنفسه أو أولاده لبادر الأمير محمد، ومن بعده الأمير عبد العزيز لتلبية رغبته، وتنفيذ إرادته، ومنحه وأولاده ما شاء من المناصب، ولأعطوهم من الأموال ما يجعلهم في عدادا الأغنياء الأثرياء، ولكنه وأبناءه كانوا عازفين، عن كل هذه المغريات، كانوا راغبين في الله، وفي نصرة عقيدة الإسلام، "

ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 04 - 05, 07:28 م]ـ

لم أفهم العنوان بارك الله فيك ..

ـ[عبد الرحمن بن علي]ــــــــ[26 - 04 - 05, 12:35 ص]ـ

الأخ عصام البشير

الموضوع يتكلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

لنعرف مدى تفانيه في طلب العلم والدعوة إلى الله والصبر على الأذى في ذلك

ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 04 - 05, 12:23 م]ـ

قد فهمتُ هذا أخي بارك الله فيك.

ولكن من ضوابط الكتابة في الملتقى أن يكون العنوان دالا على مضمون الموضوع. وعنوانك ليس كذلك.

وقد أصبح لفظ (طالب علم) يطلق عرفا على من هو دون العالم - كما لا يخفى عليك.

وأنت - قطعا - لا تقصد ذلك في خصوص الشيخ رحمه الله.

فلو أمكن تغيير العنوان لكان أولى.

وعذرا على التطفل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير