تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سياسة النفس]

ـ[أبوسليمان النجدي]ــــــــ[22 - 05 - 05, 01:49 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على شرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: (العاجز من عجز عن سياسة نفسه).

إن سياسة النفس، وتطويعها على مايريده الإنسان، وتدريبها عليه، أمر في غاية الأهمية، و يحتاج إلى عناية كبيرة، واهتمام بالغ، وجهاد مستمر، وذلك لأن النفس أمارة بالسوء، وهي تتأثر بالمحيط الخارجي لها من الشهوات والشبهات، والأخلاق الرديئة، كما أن البناء صعب، والهدم سهل.

كما أن الاستمرار على الطاعات من واجبات ومستحبات، يحتاج إلى جهاد واصطبار (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).

وإن من أنجع الأسباب، وأفضل الطرق، لسياسة النفس، وتربيتها على الخير الديني، والدنيوي – لأن الخير الدنيوي من تجارة وتعلم مهن نافعة ونحو ذلك تحتاج لمجاهدة واصطبار – إن من أنجع الأسباب والطرق: سلوك سبيل التدرج

فيما يراد جلبه، أو يراد دفعه.

فمثلاً: أراد أن يكون ممن يقوم الليل، فإنه يسلك سبيل التدرج، بأن يقوم في البداية قبل الفجر بربع ساعة مثلاً، ويستمر على ذلك فترة، ثم يزيد شيئاً فشيئاً حتى يحصل له مقصوده بإذن الله تعالى، أما لو أثقل على نفسه بأن بدأ يقوم الليل لمدة ساعتين مثلاً فإنه وإن فعل ذلك عدة أيام فإنه – في الغالب - لن يستطيع الاستمرار.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد والإثقال، وحذر منه، وبين عاقبته السيئة، فقال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيحين – لما ذكرت له عائشة رضي الله عنها حال المرأة التي ربطت حبلاً في الحائط، تتعلق به لتذهب النوم عنها ـ قال عليه الصلاة والسلام منكراً ذلك: (مه عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا)

وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (إن هذا الدين شديد فأوغلوا فيه برفق)

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).

ففي هذه الأحاديث بيان آفة الإثقال والتشديد على النفس، وأن ذلك من أقوى الأسباب للانقطاع وعدم الثبات (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).

هذا أمر وددت أن أذكر به نفسي أولاً، ثم إخواني ثانياً، وهو مجرد تنبيه ولم أجمع فيه شيئاً كثيراً، لكن – فيما ذكر – كفاية بإذن الله عز وجل، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .....

ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[15 - 09 - 06, 10:39 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[علاء الدين بن محمد مرعي الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:49 ص]ـ

الأساس هو المجاهدة .........................

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير