وينبغي أن يتذاكر مواظبو مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك، وأن يقيدوا كلام الشيخ فيما بينهم، فإن في المذاكرة نفعاً عظيماً. وينبغي المذاكرة في ذلك عند القيام من مجلسه قبل تفرق أذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن أفهامهم ثم يتذاكرونه في بعض الأوقات.
فإن لم يجد الطالب من يذاكره ذاكر نفسه بنفسه، وكرر معنى ما سمعه ولفظه على قلبه ليعلق ذلك على خاطره، فإن تكرار المعنى على القلب، كتكرار اللفظ على اللسان، سواءً بسواء.
ومن الأنواع: أن لا يستحي من سؤال ما أشكل عليه، وتفهم ما لم يتعقد بتلطف وحسن خطاب وأدب وسؤال قال مجاهد – رحمه الله تعالى -: (لا ينال العلم مستحي ولا مستكبر)، وقال عمر رضي الله عنه: (من رقَّ وجههه رقَّ علمه).
ومن الأنواع: أن يرغب بقية الطلبة في التحصيل، ويدلهم على مظانه ويذاكرهم بما حصله من الفوائد والقواعد والفرائض وينصحهم في الدين، فبذلك يستنير قلبه ويركز علمه ومن بخل عليهم لم ينبت علمه، وإن نبت لم يثمر وقد جرب ذلك جماعة من السلف، ولا يفخر عليهم أو يعجب بجودة ذهنه، بل يحمد الله تعالى على ذلك ويستزيده منه بدوام شكره.
فحلق تعليم العلم لا تؤتي ثمارها على الوجه المطلوب إلا إذا روعي فيها ما ذكره العلماء من من منهجية علمية، وتأصيل علمي وإني – بعون الله تعالى – في هذا البحث المتواضع أريد كتابة عملية استشرافية لمستقبل حلق تعليم العلم في المساجد وغيرها، وأطبق على هذه القضية مراحل العملية الاستشرافية، ولا شك أن هذه القضية حرية بالبحث والتدارس وايضاح المشاكل والعلل، ووضع النقاط على الحروف وبيان الأدوية والحلول.
وذلك أن الدين إنما ينصر بالسيف والسنان، وبالحجة والبرهان، والسبيل الثاني إنما هو بالحرص على إيجاد الطرق العملية المناسبة لتخريج وتأهيل طلاب علم، يحملونه عمن سبقهم من العلماء الربانيين، ويبلغونه ويؤدونه إلى من بعدهم، ويعملون ويسوسون به الناس به.
قال الله تعالى:) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ((الحديد: 25).
ففي هذه الآية الكريمة أن نصر الله عز وجل ورسله يكون بما ذكر في هذه الآية وهما: الحديد الذي فيه بأس شديد، والكتاب الذي فيه العلم والحجة والبرهان والبيان.
وقد اخترت أن يكون عنوان هذا البحث: (حلق تعليم العلم بالمملكة العربية السعودية ـ دراسة استشرافية)
وما ذكرته فيه صالح لكل مكان، لكني لما ذكرت في بعض الطرق شيئاً يخص المملكة ـ حرسه الله ـ خصصته بها، كما أن الواقع الذي ذكرته إنما هو في المملكة.
ويشتمل هذا البحث المتواضع على أربعة مباحث، وخاتمة، وأسأل الله تعالي لي الإعانة والتوفيق، والتسديد والتأييد.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 05:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد القرطبي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك.