وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: النَّوْمُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ نَوْمُ خُرْقٍ , وَنَوْمُ خَلْقٍ , وَنَوْمُ حُمْقٍ. فَأَمَّا النَّوْمُ الْخُرْقُ فَنَوْمَةُ الضُّحَى يَقْضِي النَّاسُ حَوَائِجَهُمْ وَهُوَ نَائِمٌ , وَأَمَّا النَّوْمُ الْخَلْقُ فَنَوْمُ الْقَائِلَةِ نِصْفَ النَّهَارِ , وَأَمَّا نَوْمُ الْحُمْقِ فَنَوْمٌ حِينَ تَحْضُرُ الصَّلَاةُ
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ نَوْمُ نِصْفَ النَّهَارِ يَعْدِلُ شَرْبَةَ دَوَاءٍ يَعْنِي فِي الصَّيْفِ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ النُّعَاسُ يُذْهِبُ الْعَقْلَ , وَالنَّوْمُ يَزِيدُ فِيهِ.
قَالُوا تَنَامُ فَقُلْت الشَّوْقُ يَمْنَعُنِي == مِنْ أَنْ أَنَامَ وَعَيْنِي حَشْوُهَا السَّهَدُ
أَبْكِي الَّذِينَ أَذَاقُونِي مَوَدَّتَهُمْ = = حَتَّى إذَا أَيْقَظُونِي لِلْهَوَى رَقَدُوا
هُمُو دَعَوْنِي فَلَمَّا قُمْت مُقْتَضِيًا == لِلْحُبِّ نَحْوَهُمْ مِنْ قُرْبِهِمْ بَعُدُوا
لَأَخْرُجَنَّ مِنْ الدُّنْيَا وَحُبُّهُمْ == بَيْنَ الْجَوَانِحِ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَحَدُ
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
يَقُولُونَ طَالَ اللَّيْلُ وَاللَّيْلُ لَمْ يَطُلْ == وَلَكِنَّ مَنْ يَبْكِي مِنْ الشَّوْقِ يَسْهَرُ
وَقَالَ آخَرُ:
أَبِيتُ أُرَاعِي النَّجْمَ حَتَّى كَأَنَّنِي == بِنَاصِيَتِي حَبْلٌ إلَى النَّجْمِ مُوثَقُ
وَمَا طَالَ لَيْلِي غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّهَا == أُعَلِّلُ نَفْسِي بِالْأَمَانِي فَتَقْلَقُ
ذَكَرَ هَذِهِ الْآثَارَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ. فَأَمَّا النَّوْمُ عِنْدَ سَمَاعِ الْخَيْرِ فَهُوَ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: النَّوْمُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ مِنْ الشَّيْطَانِ , كَانَ يُقَالُ لِإِبْلِيسِ لَعَنَهُ اللَّهُ لَعُوقٌ وَكُحْلٌ وَسَعُوطٌ , فَلُعُوقُهُ الْكَذِبُ وَكُحْلُهُ النُّعَاسُ عِنْدَ سَمَاعِ الْخَيْرِ وَسُعُوطُهُ الْغَضَبُ. وَسَبَقَ فِي الْفَصْلِ قَبْلَهُ حُكْمُ النَّوْمِ فِي الشَّمْسِ.)). أ. هـ
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 06 - 05, 08:30 م]ـ
للفائدة فالنوم قد يكون مفتاح المستغلق من المسائل.
وهذا تجرى عليها دراسات طبية، ولهم في ذلك تفسيرات، ذلك انه قد يستغلق فهمك لمسألة، ثم تنام فلا تستيقظ الا وقد تقرح فهمك، وانجلى غمام عينيك.
وهذا قد حصل معي كثيرا، وقد ذكره بعض أهل العلم في بعض المسائل، وأذكر منهم السيوطي رحمه الله كما في تمام النعمة، عندما ورد عليه قوله تعالى: (هو سماكم المسلمين)، فلم يستطع ان يحل هذا الأمر فما أستيقظ من النوم الا وقد أتى بأجوبة لهذا الأيراد (والقول الذي اختاره السيوطي ورد فيه علي السبكي ضعيف ولاشك).
وقد ذكر (فهد الأحمدي) التفسير الطبي لهذا الأمر في صحيفة الرياض في عدد قديم و من أراد ان يطالعه فليبحث عنه في موقعها على الشبكة.
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 08:51 م]ـ
نعم أخي الكريم،
فبعض الناس يتضرر بالسهر كما يتضرر أحدهم بالنوم وليس الناس على سليقة واحدة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 05, 11:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب (عبد) وليس للأمر تعلق بالسهر، بل حتى لو نمت وليس فيك حاجة اليه، ولعلكم تراجعون الموضوع المشار اليه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 05, 11:34 ص]ـ
للفائدة فالنوم قد يكون مفتاح المستغلق من المسائل.
وهذا تجرى عليها دراسات طبية، ولهم في ذلك تفسيرات، ذلك انه قد يستغلق فهمك لمسألة، ثم تنام فلا تستيقظ الا وقد تقرح فهمك، وانجلى غمام عينيك.
وهذا قد حصل معي كثيرا، وقد ذكره بعض أهل العلم في بعض المسائل، وأذكر منهم السيوطي رحمه الله كما في تمام النعمة، عندما ورد عليه قوله تعالى: (هو سماكم المسلمين)، فلم يستطع ان يحل هذا الأمر فما أستيقظ من النوم الا وقد أتى بأجوبة لهذا الأيراد (والقول الذي اختاره السيوطي ورد فيه علي السبكي ضعيف ولاشك).
وقد ذكر (فهد الأحمدي) التفسير الطبي لهذا الأمر في صحيفة الرياض في عدد قديم و من أراد ان يطالعه فليبحث عنه في موقعها على الشبكة.
بارك الله فيكم ..
ومن العجائب كذلك في هذا المضمار، ما أكَّده الشاعر الدكتور / عبد الرحمن العشماوي، من أنه أنشأ أربعة أبياتٍ من الشعر نائماً!!
ولما استيقظ كتبها!
فسبحان الله.
ـ[أبو قتيبة السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 12:11 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي إبراهيم المصري فطريقتك رائعة.
ـ[عبد]ــــــــ[07 - 06 - 05, 04:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب (عبد) وليس للأمر تعلق بالسهر، بل حتى لو نمت وليس فيك حاجة اليه، ولعلكم تراجعون الموضوع المشار اليه.
نعم، في الحقيقة هذا أمر طبيعي. فقد استعصت عليّ مسألة في الرياضيات وكان لابد من إحضار حلّها اليوم التالي. فنمت كسيف البال، ثم رأيت فيما يرى النائم أني أحلّها وكأنه لا يوجد أسهل منها. فلما طار النوم نفرت من السرير وقيدت الجواب، والحمد لله رب العالمين.
¥