مُذْهِلَةً وَشُذُورًا مُشْغِلَةً، إنْ صَرَفَ إلَيْهَا نَفْسَهُ قَطَعَتْهُ عَمَّا هُوَ أَهَمُّ مِنْهَا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهُ.
وَقَالَ الْمَأْمُونُ: مَا لَمْ يَكُنْ الْعِلْمُ بَارِعًا فَبُطُونُ الصُّحُفِ أَوْلَى بِهِ مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: بِتَرْكِ مَا لاَ يَعْنِيك تُدْرِكُ مَا يُغْنِيك.
وَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يَدْعُوهُ ذَلِكَ إلَى تَرْكِ مَا اُسْتُصْعِبَ عَلَيْهِ إشْعَارًا لِنَفْسِهِ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ فُضُولِ عِلْمِهِ وَإِعْذَارًا لَهَا فِي تَرْكِ الاشْتِغَالِ بِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مَطِيَّةُ النَّوْكَى وَعُذْرُ الْمُقَصِّرِينَ. وَمَنْ أَخَذَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَسَهَّلَ وَتَرَكَ مِنْهُ مَا تَعَذَّرَ كَانَ كَالْقَنَّاصِ إذَا امْتَنَعَ عَلَيْهِ الصَّيْدُ تَرَكَهُ فَلاَ يَرْجِعُ الا خَائِبًا إذْ لَيْسَ يَرَى الصَّيْدَ الا مُمْتَنِعًا. كَذَلِكَ الْعِلْمُ كُلُّهُ صَعْبٌ عَلَى مَنْ جَهِلَهُ، سَهْلٌ عَلَى مَنْ عَلِمَهُ؛ لِأَنَّ مَعَانِيَهُ الَّتِي يُتَوَصَّلُ إلَيْهَا مُسْتَوْدَعَةٌ فِي كَلاَمٍ مُتَرْجَمٍ عَنْهَا. وَكُلُّ كَلاَمٍ مُسْتَعْمَلٍ فَهُوَ يَجْمَعُ لَفْظًا مَسْمُوعًا وَمَعْنًى مَفْهُومًا، فَاللَّفْظُ كَلاَمٌ يُعْقَلُ بِالسَّمْعِ وَالْمَعْنَى تَحْتَ اللَّفْظِ يُفْهَمُ بِالْقَلْبِ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْعُلُومُ مَطَالِعُهَا مِنْ ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ: قَلْبٌ مُفَكِّرُ، وَلِسَانٌ مُعَبِّرٌ، وَبَيَانٌ مُصَوِّرٌ. فَإِذَا عَقَلَ الْكَلاَمَ بِسَمْعِهِ فَهِمَ مَعَانِيَهُ بِقَلْبِهِ. وَإِذَا فَهِمَ الْمَعَانِيَ سَقَطَ عَنْهُ كُلْفَةُ اسْتِخْرَاجِهَا وَبَقِيَ عَلَيْهِ مُعَانَاةُ حِفْظِهَا وَاسْتِقْرَارِهَا؛ لِأَنَّ الْمَعَانِيَ شَوَارِدُ تَضِلُّ بِالاغْفَالِ، وَالْعُلُومُ وَحْشِيَّةٌ تَنْفِرُ بِالارْسَالِ. فَإِذَا حَفِظَهَا بَعْدَ الْفَهْمِ أَنِسَتْ، وَإِذَا ذَكَرَهَا بَعْدَ الانْسِ رَسَتْ.
وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَنْ أَكْثَرَ الْمُذَاكَرَةَ بِالْعِلْمِ لَمْ يَنْسَ مَا عَلِمَ وَاسْتَفَادَ مَا لَمْ يَعْلَمْ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: إذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِيَ مَا تَعَلَّمَا فَكَمْ جَامِعٍ لِلْكُتُبِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ يَزِيدُ مَعَ الايَّامِ فِي جَمْعِهِ عَمَى
ادب الدنيا والدين
الامام أبي حسن على بن محمد البصري الماردوي
ـ[الأحمدي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 05:55 م]ـ
1. ادب الدنيا والدين
الامام أبي حسن على بن محمد البصري الماردوي
الصحيح
أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي
ولد سنة 364 , وتوفي سنة 450
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[11 - 06 - 05, 03:01 م]ـ
*عدم استشعار فضل طلب العلم وأهميته , ولقد اثنى المولى جل وعلا على العلم وأهلة ورتب لمن سار في طريقة الآجر والمثوبة , ورفع الدرجات في الدنيا والآخرة.قال تعالى ((هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون))
وبينا نبيناً صلى الله علية وسلم فضل العلم وانه طريق إلى الجنة حيث قال L(( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة ...... الخ الحديث)).
*عدم الاهتمام بالتأصيل العلمي الصحيح.
القفز دون مراعاة التدريج يضيع العلم , ويبعثر الجهد , ويحدث النفرة و الانقطاع.
قال ابن حجر رحمة الله L( التعلم للعلم يجب أن يكون بالتدريج لأن الشيء إذا كان ابتداؤه سهلاً حبب إلى من يدخل فيه , وتلقاه بانبساط , وكانت عاقبة غالباً الازدياد بخلاف ضده).
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حيث قال: (الرباني الذي ُيَربي بصغار العلم قبل كبارة).
قال ابن بدران رحمة الله بقولة L( اعلم أن كثيراً من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم , بل في علم واحد , ولا يحصلون منه على طائل , بل ربما قضوا أعمارهم فيه ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين).
*ضعف الهمة لدى كثير من طلاب العلم اليوم , وليسو كما كان سلفاً الصالح , فها هو ابن المبارك يرحمه الله يقول عندما سئل: لو أوحي إليك أنك ميت العشية , ما أنت صانع اليوم. قال: ((أطلب فيه العلم))
*عدم وجود القد وات في هذا الزمن و عدم التمسك المنهج الرباني النبوي في توصيل الرسالة إلى قلوب الطلاب كما كان يفعل الرسول صلى الله علية وسلم مع أصحابه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 06 - 05, 03:09 م]ـ
من أسباب التقصير: كثرة العلائق ..
والله المستعان!!
ـ[سيد المرصفي]ــــــــ[12 - 06 - 05, 02:35 م]ـ
أرى أن الفقر أيضا من أسباب التقصير فإن المحتاج ذا العيال أكثرُ انشغاله بجمع الرزق الحلال لحفظ ماء الوجه من سؤال الناس , وكذلك عدم الإخلاص في بداية الطلب , وطول الأمل , والمعاصي
¥