تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكانت هذه الدورات تحت إشراف رئاسة شؤون الحرمين الشريفين، وبدعم من جملة من أهل اليسار في البلاد.

وقامت على نمط هذه الدورة مثيلات كثيرة تقام في فصل الصيف في بلاد ومدن عدة؛ حيث أقيمت بالمدينة النبوية والرياض ومدن القصيم والمنطقة الشرقية وجدة واليمن والسودان وغيرها من بلاد الله المباركة؛ جزى الله القائمين عليها خير الجزاء.

ولتقف معي أيها القارئ الكريم على نموذج من هذه المعالم:

? دورة حفظ السنة بمكة المكرمة:

قام مشروع حفظ السنة بمكة صيف سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وألف؛ حيث أقيمت تجربة قبل ذلك لعدد من الطلاب في العام الذي قبله، وختمت بنجاح.

وفي تلك السنة 1422هـ بدأت أول دورة لحفظ السنة، وهيئ للطالب كتابه ومسكنه وطعامه وشرابه، وبقي متفرغاً سبعين يوماً لهذا المشروع.

وكانت مسيرة الدورة تبدأ بتسجيل الطالب عن طريق موقع الدورة على الشبكة العنكبوتية: (الوحيان) www.Alwahyain.net .

وتحدد للطلاب مواعيد مقابلتهم واختبارهم في حفظ القرآن أولاً، ثم أهلية الطالب للدخول في الدورة من جهة سنه وسلوكه ومستواه العلمي وتقديره الدراسي، وتزكيات المشايخ له.

وعند القبول يبَلَّغ الطالب بموعد بداية الدورة، ويطلب منه أن يكون بمكة قبل موعد بداية الدورة بيوم.

يتوزع الطلاب على حِلَق متعددة، كل حلقة فيها عدد من المسمِّعين والمحفِّظين.

وكل حلقة من هذه الحِلَق هي أشبه بالدورة الصغيرة، ولهذه الحلقة مشرف ونائبه وبضعة مسمِّعين، وقريب من عشرة طلاب.

ومع بداية الأسبوع يبدأ الطالب بحفظ وِرْدِهِ اليومي عشرين صفحة ليتمها مائة وعشرين يوم الخميس.

وتُجري إدارة الدورة بحضور المشرف العام على المشروع الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى اختباراً أسبوعياً يوم الجمعة لهؤلاء الطلاب تكرم المثابر، وتستبعد المتهاون، كما ترفع أسماءهم على لائحة في الفندق الذي يسكنه الطلاب وأمام كل اسم تقدير الطالب ونتيجة اختباره.

ثم يعود الطلاب مع مطلع الأسبوع التالي ليكملوا المشوار.

ويستمر الاتصال بجملة من هؤلاء الطلاب في مدنهم وقراهم ليبقوا على صلة بالعلم، ويعانوا على المراجعة.

وللطالب بعد إشراقة الشمس وقبل غروبها طيلة مدة الدورة استراحة محارب، يجلس مع مشرف حلقته، وهو يشرب شيئاً من السواخن تعيد له نشاطه، وتجري أحاديث تربوية وعلمية، تجدد العزيمة، وتعيد الهمة.

كما تشجع الدورة الطلاب على صيام يومي الإثنين والخميس في جانب من الطرح التربوي والتعاون على البر والتقوى.

ويتراوح عدد المرتبطين بالدورة من طلاب ومشرفين ومساعدين بما فيها عوائل بعضهم بين المائة إلى المائة والخمسين إلى المائتين، هم نخبة مختارة، وصفوة منتقاة.

ويعد هذا المشروع رائداً في مجال نشر السنة، حيث تُهَيَّأ نفوس الطلاب، ويُفَرَّغون من أي انشغال؛ فالسكن مهيأ، والطعام والشراب معد في أوقاته، والصحبة ترفع عزيمته وعزمه.

وبالتجربة فإن انصراف الطالب عن الشواغل، واعتياد ذهنه على الحفظ جعل بعضهم ينهي ورده اليومي عشرين وجهاً من قبل أن تشرق الشمس!

إن في نفوس الشباب من الطاقات الفائقات، والعزائم اللزائم، والمقدرات المهدرات أمراً عجباً.

? مذاكرة المحدثين في دورة الصحيحين:

لم نعش يوماً بين أكناف المحدِّثين ولا زاحمنا أكتافهم، ولم يسبق لنا سماع مذاكرتهم، ولم نقف معهم خلف سواري المسجد أو عند بابه نتذاكر الحديث حتى يطلع الفجر.

وكم يتمنى المسلم أن لو عاش بينهم وشنَّف مسمعه بحديثهم.

وفي رحاب هذه الدورة المباركة كانت في نهاية كل أسبوع مذاكرة مع الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى، يتدارس فيها الطلاب الأحاديثَ، ويتذاكرونها سوياً.

كانت المذاكرة في صالة فسيحة يجلس فيها عدد من طلاب الدورة فيسأل الشيخ: هات أحاديث ابن مسعود في كتاب الإيمان، وهات أحاديث ابن عمر في كتاب الطهارة، وهكذا.

وربما سألهم الشيخ:

حديث: (ثلاث للمهاجر) من رواه؟ وحديث: (لكل نبي دعوة) من رواه؟

واذكر الحديث الذي يليه والحديث الذي قبله. وهكذا.

ويبقى الطالب في هذه المذاكرة ساعة أو ساعتين. ومن حضر المذاكرة واستمع للطلاب أحس كأنه يعيش بين ابن معين، وأحمد بن حنبل، والقطان، والبخاري. وإنما حياة العلم مدارسته.

? من حفظ سريعاً وراجع سريعاً: ضبط سريعاً:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير