نصيحة من ابن تيمية لأحد طلاّب العلم وتنطبق على بعض الطلاب المعاصرين
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 05:11 ص]ـ
سُئِلَ شَيْخ الإِسْلام ـ قدس الله روحه ـ عن رجل تفقه وعلم ما أمر اللّه به وما نهى عنه، ثم تزهد وترك الدنيا والمال والأهل والأولاد خائفًا من كسب الحرام والشبهات، وبعث الآخرة وطلب رضا اللّه ورسوله، وساح في أرض اللّه والبلدان، فهل يجوز له أن يقطع الرحم ويسيح كما ذكر أم لا؟
فأجاب:
الحمد للّه وحده، الزهد المشروع هو ترك كل شيء لا ينفع في الدار الآخرة، وثقة القلب بما عند اللّه، كما في الحديث الذي في الترمذي (ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال، ولا إضاعة المال، ولكن الزهد أن تكون بما في يد اللّه أوثق بما في يدك، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك) لأن اللّه تعالى يقول: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23]. فهذا صفة القلب.
وأما في الظاهر، فترك الفضول التي لا يستعان بها على طاعة اللّه من مطعم وملبس ومال وغير ذلك، كما قال الإمام أحمد: إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وصبر أيام قلائل.
وجماع ذلك خلق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، كما ثبت عنه في الصحيح أنه كان يقول: (خير الكلام كلام اللّه، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). وكان عادته في المطعم أنه لا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا، ويلبس من اللباس ما تيسر من قطن وصوف وغير ذلك، وكان القطن أحب إليه، وكان إذا بلغه أن بعض أصحابه يريد أن يعتدي فيزيد في الزهد، أو العبادة على المشروع، ويقول: أينا مثل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟! يغضب لذلك، ويقول: (واللّه إني لأخشاكم للّه، وأعلمكم بحدود اللّه تعالى) وبلغه أن بعض أصحابه قال: أما أنا فأصوم فلا أفطر، وقال الآخر: أما أنا فأقوم فلا أنام، وقال آخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، وقال آخر: أما أنا فلا آكل اللحم، فقال صلى الله عليه وسلم: (لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني).
فأما الإعراض عن الأهل والأولاد فليس مما يحبه اللّه ورسوله، ولا هو من دين الأنبياء؛ بل قد قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38] والإنفاق على العيال والكسب لهم يكون واجبًا تارة ومستحبًا أخرى، فكيف يكون ترك الواجب أو المستحب من الدين.
وكذلك السياحة في البلاد لغير مقصود مشروع، كما يعانيه بعض النساك أمر منهي عنه، قال الإمام أحمد: ليست السياحة من الإسلام في شىء، ولا من فعل النبيين ولا الصالحين.
انتهى من مجموع الفتاوى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:31 م]ـ
لكن هناك وجه آخر لهذه القضية .. وهو الرفاهية والبذخ .. وهو أكثر انتشارا بين العلماء وطلبة العلم في هذه الأيام - وللأسف - ..
أما هؤلاء فقليلون؟؟
ـ[عبد]ــــــــ[10 - 06 - 05, 03:45 م]ـ
نعم بارك الله فيك، أما الرفاهية فإن كانت سعة في الرزق من الله تعالى فلا بأس وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكون عنده المال الكثير (آلاف الدراهم) أيمكن أن يكون زاهداً قال: نعم. اللهم إلا أن يكون المراد الإفراط في طلب الترفه بحيث لا يصبح همّ الرجل إلا هندامه و تسريحة شعره وجمال مظهره ووفرة ماله وكثره متاعه فهذا مذموم بالطبع والشرع، ولكنه البذخ الذي لا نحبذه ولا نريده لأنفسنا ولا لغيرنا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 06 - 05, 07:28 م]ـ
نعم بارك الله فيك، أما الرفاهية فإن كانت سعة في الرزق من الله تعالى فلا بأس وقد سئل الإمام أحمد عن الرجل يكون عنده المال الكثير (آلاف الدراهم) أيمكن أن يكون زاهداً قال: نعم. اللهم إلا أن يكون المراد الإفراط في طلب الترفه بحيث لا يصبح همّ الرجل إلا هندامه و تسريحة شعره وجمال مظهره ووفرة ماله وكثره متاعه فهذا مذموم بالطبع والشرع، ولكنه البذخ الذي لا نحبذه ولا نريده لأنفسنا ولا لغيرنا.
- أحسنت ..